(01-05-2010, 02:59 AM)مجدي نصر كتب:  هل تعلم أن الاشتراكيون المصريون بكوا عبد الناصر يوم موته، وهم في الزنازين !!!!
بينما شمت الأخوان ( المسلمون جداً ) فرحين بموت الرجل، كأنما نسوا انه لا شماته في الموت.

كلامك صحيح لقد قرأت ذلك عن اكثر من شخص
اختلافه معهم كان اختلاف منهج في التطبيق
اما الاخوانجية فهم يورثون الحقد من شخص لاخر
اسأل الاجيال الحالية منهم تجدهم يبخون حقدهم على عبد الناصر بخا
رغم عدم معاصرتهم لعهده
اقرأ ما كتبه هنا احد القراء

اقتباس:
تعليق أبو أســـامـة تـاريخ ٤/١/٢٠١٠ ٤١:٢١




أقسم بالله العظيم أنني أبكيك كلما أرى صورتك ، وكلما أسمع صوتك ، وكلما أقرأ اسمك ، وكلما يُشعر الشعراء عنك .وأقسم بالله أيضا أنني أتابع دموعي كي أتأكد أنها ليست دماء ، وأعود وأكفكف الدمع مرات وأنا لا أصدق أنها ليست دماء.حينما رحلت لم يكن عمري يتجاوز الرابعة عشر . ولن أنسى يوم أن قال لي والدي ولم أكن تجاوزت الثماني سنوات غدا سيأتي عبد الناصر إلى (المنيا )، استعد لكي نذهب سويا في وقت مبكر كي نتمكن من أن نجد مكانا بين الحشود. يومها رفعني والدي على كتفه لكي أتمكن من رؤيتك .وعندما عدت إلى قريتي التي تبعد عن المحافظة بخمسين كيلو ، كنت أباهي وأحكي لغيري من الأطفال أنني رأيت الزعيم . يومها المئات من أطفال قريتي لم يكن لهم من سؤال سوى : صف لنا كيف رأيت عبد الناصر . وكنت أحكي وأحكي وأحكي والكل يسمع في صمت رهيب ، لا لشيء إلا لأنني أتحدث عن أبيهم وحبيبهم وعشقهم وأملهم الكبير في الحياة . والدي رجل فلاح لكنه أكثر وعيا من حملة الدكتوراة في عصر الانفتاح الكئيب . كان ومازال ، متعه الله بالصحة والعافية . مازال يُذكِّرني :إياك أن تهادن من يعادي عبد الناصر ، من يفعل ذلك لا يستحق احتراما ؛ فلا تماشيه ، ولا تأخذه صديقا ، وتأكد أن هناك أخطاء قاتلة في بنائه الشخصي . لقد كبرت يا أبو خالد وحصلت على الدكتوراة من جامعة القاهرة، وصرت أستاذا بها ، ولم يكن أجدادي يحلمون بهذا .الفضل لك ماحييت على ظهر الأرض .وهاأنذا أدخل الرابعة والخمسين من عمري .وكل ما أحلم به أن يخرج الله من صلبي ذلك الولد الذي يعيد أمجادك ، أصلي وأسأل الله أن يأتينا من يعوضنا ما فقدناه من بعدك . كثير كثير كثير مافقدناه يا أنبل الرجال . هل تتصور أن دموعي مازالت تنساب غزيرة وأنا أكتب رسالتي هذه . تماما كيوم رحيلك ، يوم أن كان الرجال يبكونك والنساء يهلن التراب فوق الرؤس لأن ( الغالي رحل ) و( الرجل مات ) و( الأب غادر الحياة ) و(الزعيم أثقلته الهموم )و( العادل) تركنا لمن يظلمنا ثانية و( رمز الكرامة والكبرياء ) تركنا لمن يهيننا( والشريف العفيف النظيف ) تركنا لمن يسرق و( الأبي الشامخ ) تركنا لمن يفرط ويُسلم ويستسلم و ( العربي الأصيل ) تركنا لمن يعيدنا إلى توابيت الفراعنة . الأبنودي مازال يحبك ، وهيكل مازال على قيد الحياة يدق فوق رؤسنا بدروس من مواقفك الجميلة .يوسف إدريس عاش وفيا لكل القيم التي أعليت من شأنها ، وغادر الحياة بعد أن عجز قلبه عن الاستمرار في الحياة من هول ما رأى . أحمد بهاء الدين كان جميلا ورائعا وهو يرفض ان يكتب كلمة واحدة يمكن أن تسيء إليك بعد أن كان السادات يلح عليه صباح مساء لكي يشترك مع توفيق الحكيم ولويس عوض وحسين فوزي في الإساءة إليك . كتب بهاء أنصع الصفحات دفاعا عنك وفي النهاية أسكتته مصائب الأمة العربية وتوقف عن الكلام وغادرنا . اطمئن مادام الأبنودي وغير الأبنودي يذكرك على هذا النحو ، فالمؤكد أن عرق الكرامة والنخوة والنظافة والشرف و والعزة والكبرياء في هذا الوطن ينبض. وغدا سوف آتي إلى قبرك لأقص عليك من جديد حكاية الثورة والثوار والبلاد التي نفضت عن كاهلها غبار الخضوع والخنوع والتبعية والظلم والسلب والنهب والفساد .. لن يخيب الله رجائي : قريبا سآتي إلى قبرك، وكلي ثقة في أن دموعي هذا المرة لن تكون أبدا دموع الأسى والألم والمرارة على فقدان الغالي وضيق ذات اليد والاحساس بالعجز والهوان . أبدا لن تكون !! وحتما ستكون دموع الفرح بأنك إن كنت قد غادرتنا جسدا ، فإن أفكارك وقيمك ومبادئك ومشروعك لم يمت .. لم يمت .. لم يمت !!