اقتباس:ويقولني الحمار ما لم أقل
يحاول الجحش ان يرفس مجددا في الهواء فلا يؤذي سوى خصيتيه الضامرتين...
يا حبذا لو تحترم نفسك قليلا و لاحظ انني عندما قلت عن الكاتب انه حمار ليس
بالضرورة ان تكون انت كذلك ايضا....
عموما و بعيدا عن الشتائم و البهلوانات التي في مداخلتك اعلاه اعتقد انني حصلت على ما اريده
عندما تقول :
اقتباس:لم أقل إن إيران وطالبان دولتان "متماثلتان" . بل مرجعيتهما واحدة
الكاتب يقول انهما (دولتان متماثلتان) و انا اعترضت على تلك النقطة تحديدا التي تقول انك لم تتبنها اصلا... اي ان مشكلتي اذا ليست معك..
طبعا نعرف ان نظاما الحكم في ايران و طالبان يقومان على اسس دينية (طبعا مع اختلافات مذهبية), و لكنهما يشتركان ايضا في امور عديدة اخرى كالموقع الجغرافي و ايضا في انهما ينتهيان ب (آن)... لكن هل ذلك سبب كاف لكي نجعلهما (تتماثلان) و لذلك (تتعادان) كما يقول الكاتب؟... انا و انت نقول لا...
اذا لا مشكلة بيننا حول تلك النقطة تحديدا و بالمناسبة هذا هو القاسم المشترك بيننا الذي تكلمت انا عنه سابقا و سخرت انت من ذلك و استهجته قبل ان تتوصل اليه ولو متأخرا...
نأتي الى مسألة ارتباط العامل الديني بالاستبداد و التخلف التي ظهرت بيننا لاحقا خلال سياق النقاش, و اعتقد هنا ايضا اننا لسنا على خلاف كبير,
وجهة نظري هي ان (التخلف) و (الاستبداد) هي ظاهرة معقدة لها اسباب و جذور تاريخية و سياسية و اقتصادية و ثقافية معقدة جدا و لا يمكن عزوها مثلا الى سطوة (رجال دين) ما لم يكن المجتمع (متخلف) اصلا و متقبل لفكرة التسلط للاسباب المعقدة اياها...
و اعطيتك امثلة عن بلدان متخلفة و استبدادية لا وجود للتأثير الديني فيها (كوريا الشمالية) و اخرى متقدمة و مزدهرة بها تأثير ديني قوي (ماليزيا), كما ان معدل دخل الفرد في ايران (الدينية) ( 5,353 دولار ) مثلا يفوق مثيله في تونس العلمانية (3,891 دولار بحسب البنك الدولي)
اذا القصة ليست قصة (فكر ديني) و (رجال دين) و ( نصوص دينية), بل قصة سياسة و مجتمع و اقتصاد و حضارة و تاريخ و جغرافيا....
هذا ما حاولت ان اقوله منذ البداية ...و اعرف انك تكره الاديان و تحملها مسؤولية تخلفنا و ذلك كلام وجداني محض يتسم بقدر كبير من التبسيط و الاختزال و ينفع في حوارات المقاهي و الاصحاب,
لكن كل المصلحين و المفكرين ومن هم في مواقع المسؤولية يعرفون ان اصلاح المجتمعات لا يتم بهذا التبسيط و ان نهوض الامم و الاصلاح و التقدم امور معقدة و شبه مستحيلة ما لم ترافقها ظروف تاريخية و حضارية ملائمة, و كل التجارب عبر التاريخ علمتنا ان محاولة (هندسة المجتمعات) بطرق متسرعة و تبسيطية و اختزالية غالبا ما تؤدي الى كوارث (كمبوديا,و بدايات الاتحاد السوفياتي) او الى فشل (ليبيا)...
في النهاية اود او اقول ان ايران (يا ليتك بالمناسبة تزورها و تتعرف اليها عن كثب قبل تدبيج الاطروحات) -على عكس الصورة المرسومة لها في الاعلام النفطي كمستنقع للعمامات- بلد رائع و متقدم بدرجة كبيرة و الشعب الايراني شعب حي و متحضر و يتمتع بدرجة مدهشة من الانفتاح و الدماثة و الرقي و النظافة, و حس المواطنة لديه حقيقي و متجذر و حفاظه على النظام العام و مصالح بلده تنبع من مشاعر وطنية حقيقية نفتقدنا نحن الذين نعيش في ظل مشيخات كرتونية يحكمها طوال العمر مساطيل مدعومون من الغرب ....