(01-05-2010, 03:07 PM)((الراعي)) كتب:  الزميل العزيز عبدالمسيح
ذكر لك الزميل "مواطن مصري" معنى: (فبدت لهما سؤاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)، وحتى لو أردت أن تفهمها كما عرضتها فهي لا تشير إلى تغير في الطبيعة الإنسانية.

حتى لا يتحول الأمر إلى مجرد جدل، الفكرة المسيحية أن خطيئة آدم غيرت طبيعته، والفداء جاء ليصحح آثار هذه الخطيئة على البشرية، إن كان هذا الكلام غير صحيح فأرجو أن توضح لنا الموقف المسيحي، وإن كان صحيحاً فأرجو منك أن توضح لنا كيف اختلفت الطبيعة البشرية قبل الخطيئة وبعدها، وحتى تتضح الصورة كيف أن الفداء أعاد الطبيعة البشرية إلى حالتها الأولى، ما هو الفرق بين الطبيعة البشرية قبل الصلب والفداء وبعده؟

وشكراً لك

طبعاً التفسير الذى جاء به الزميل مواطن مصرى تفسير لا منطقى غرضه الهروب من مسألة تغير طبيعة آدم بعد السقوط فمسألة تغير طبيعة ادم بعد السقوط واضحة وضوح الشمس فى القرآن والأحاديث فكما يقول القرآن ان الله خلق الإنسان فى أحسن تقويم أى بدون ان يكون فيه عوج ولا فساد ولا موت فالله لم يخلق الإنسان مائتاً او ميالاً للفساد بطبعه .. ثم يأتى ويقول بعد المعصية فبدت لهما سوءاتهما أى ان الإنسان فقد نقاوته وقد كان عريانا ولا يدرى والدليل على انه كان عرياناً انه لم يكن له خبرة بالملابس حيث انه عندما فكر ان يستر نفسه فكر فى فكرة بدائية فاشلة بستر نفسه بورق التين الذى ذبل وسقط من عليه .. ثم يقول فى الحديث الصحيح ان سبب جحود بنى البشر ونسيانهم وخطاياهم هو جحود ونسيان وخطيئة آدم الأصلية أى أن الإنسان ورث الطبيعة الفاسدة التى إكتسبها آدم بعد السقوط .

مسألة أن الإنسان تلقى كلمات من الله فتاب عليه لم يوضحها القرآن ولكن الكتاب المقدس أوضحها :

تكوين 3:
11 فقال من اعلمك انك عريان.هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تأكل منها.
12 فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت.
13 فقال الرب الاله للمرأة ما هذا الذي فعلت.فقالت المرأة الحيّة غرّتني فاكلت.

اذا الله اقتاد الانسان للاعتراف بخطيئته وتلك هى اول مراحل التوبة ان يعترف الانسان بخطيئته .. نعم كان الإنسان يضع لنفسه الأعذار ولكنه اعترف بالمعصية .

ثم كان الوعد بالخلاص بان من نسل المرأة من يسحق رأس الحية وهو الشيطان :

تك 3:
15 واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها.هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه.


ثم وضع الله العقاب الطبيعى للخطية وهو ايضاً بالإضافة لكونه عقاباً هو نوع من انواع التكفير عن الخطية بالعقوبة لكلا من حواء وادم حسب درجة معصيتهما فحواء هى التى سقطت اولا ثم اسقطت ادم :

تك 3:
16 وقال للمرأة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك.بالوجع تلدين اولادا.والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك.
17 وقال لآدم لانك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الارض بسببك.بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك.
18 وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل.
19 بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود الى الارض التي أخذت منها.لانك تراب والى تراب تعود

اذا كانت هناك خطة للخلاص من هذا السقوط ومن نتائجه البشعة وضعها الله وأوضحها فى كلامه مع آدم وهى تقتضى من الإنسان ان يتوب ويتحمل نتائج خطيته الطبيعية بشكر وينتظر من الله ان يرسل من نسل المرأة من يسحق سلطان رأس الحية (الشيطان) على بنى الإنسان فيحررهم من سلطان الظمة وقد تم هذا فى مجئ المسيح المخلص وولادته فى بيت لحم اليهودية

ميخا 5:
2 اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ ايام الازل.

لوقا 2:
10 فقال لهم الملاك لا تخافوا.فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.
11 انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب.

فإذا صفات هذا المخلص أنه انسان كامل وإله كامل فهو أزلى وهو مولود من إمرأة بدون زرع بشر وهو المسيح الرب .. وبهذا تحققت صفات الذبيحة الكاملة التى أوفت ديون البشر أجمعين منذ آدم الى آخر الدهور فهى ذبيحة إلهية (غير محدودة مطلقة الطهارة لا يحدها زمان او مكان) وذبيحة بشرية (عن جنس البشر فهى من نفس النوع وتحقق فيها البعد المادى للذبيحة) ويوضح لنا الكتاب المقدس عدم محدودية عمل تلك الذبيحة والبعد الأزلى فيها :

عبرانيين 9:
14 فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه للّه بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي


وطبعاً اقول للزميل الراعى انه بمجئ المسيح واتحاده بطبيعتنا بارك تلك الطبيعة واعطاها بركة إلهية عظيمة لدرجة انه اعطانا الإشتراك فى طبيعته الإلهية بأن اعطانا ان نأكل من جسده ودمه الأقدسين قائلاً :

يوحنا 6:
56 من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وانا فيه.

اذا المسيح الاله اخذ طبيعتنا وباركها واعطانا من طبيعته اخذ فسادنا واعطانا لا فساده .. اخذ لعنتنا واعطانا بركته .. اخذ خطيئتنا واعطانا طاعته .

طبعاً تلك الطبيعة الجديدة التى صارت للإنسانية بالتجديد من خلال التوبة والاعتراف والتناول من جسد الرب ودمه لا تصير الا للمؤمنين العاملين بوصاياه فقط ولا تصير اتوماتيكية لكل البشر بمجرد موت المسيح لأنه كما الإنسان قد سقط بإرادته هكذا ايضاً لا يخلص الا بإرادته فيجب ان تجتمع ارادة الإنسان مع ارادة الله فى خلاص الإنسان لأن إرادة الله ان جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون .