عزيزي فلسطيني

مسألة نجع حمادي مسألة اخرى فالقتلى هنا مسيحيون و مسألة اثارة قضيتهم في الاعلام المصري و تفاعل المستوى الرسمي و الشعبي معها مرتبط بمدى احترام قيمة المواطن المصري المسيحي من قبل اخوته في الوطن المسلمين. و هذا الاحترام يساوي بطبيعة الحال صفر. فانظر لردة الفعل الشعبية و الرسمية المصرية لمقتل امراة محجبة بالمانيا هي مروة الشربيني.

اما بالنسبةلاحترام النظام المصري لمواطنيه فاني اعطيك كل الحق. فتلك القيمة ترتفع و تهبط بحسب ما تحققه من مصالح للنظام، فمثلا كل فترة نسمع بحوادث قطارات تزهق ارواح المئات من المصريين و اقصى ما تقدمه الحكومة لمواطنيها هو اقالة مدير سكة الحديد او حتى في حالة نادرة وزير. مثال اخر في ثمانينيات القرن الماضي كانت تهبط الطائرات القادمة من العراق محملة بالاف الجثث لعمال مصريين قضوا بظروف غامضة هناك، لكن احدا لم يحرك ساكنا اذ ان وجود اربعة ملايين مصري بالعراق بذلك الوقت كان يدر اموالا طائلة من العملة الصعبة للخزينة في مصر. و فتح الملف فقط عندما وقع العراق في العام ١٩٩٠ في فخ الكويت و اصبح لزاما على الدول تحديد موقفها من تلك المسألة فوقفت مصر مع دول التحالف لمصالحها الخاصة و فطنت فجأة لملف التوابيت الطائرة من العراق.
مثال آخر هو قضية خطف طائرة مصرية من قبل جماعة ابو نضال الارهابية و انزالها في قبرص و قد كان ذلك في اواسط الثمانينات . حيث كان الخطأ القاتل الذي ارتكبه المختطفون من البداية يتمثل في اعتقادهم ان للمواطن المصري قيمة في نظر حكومته، فقاموا باختطاف طائرة مصرية و احتجاز ما يربو على المئة مسافر مصري و هددوا بتصفيتهم ان لم تلبي الحكومة المصرية مطالبهم و التي تتعلق بقطع مصر علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، فما كان من الحكومة المصرية سوى ارسال قوة كوماندوز برئاسة المشير عبد الحليم ابو غزالة و قاموا بخلال دقائق بتصفية من كان بالطائرة من ركاب و مختطفين. و لولا لحسة من الذوق لتم قصف الطائرة من الخارج بصاروخ و ليذهب من بها من الناس و الارهابيين الى الجحيم، المهم ان تنتهي العملية بسرعة.