ليس دفاعا عن نظام أسرة مبارك الذي يعرف الجميع هنا مواقفي تجاهه
لكن من منطلق (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا) يجب أن نواجه أنفسنا كفلسطينيين أولا بالحقيقة
دعونا ننظر في مرآة الواقع قليلا وسنرى الاتي :

1- حماس تستطيع أن ترفع الحصار في أقل من 24 ساعة لكنها لا تريد ذلك لأنها تريد فرض إرادتها السياسية فيما يتعلق بإدارة المعبر الحدودي على مصر ، فمنذ الانقلاب المشؤوم في غزة رفضت حماس الاعتراف بالاتفاق الدولي الذي يحكم تشغيل معبر رفح والذي وقعت عليه كل من السلطة واسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي في العام 2005 وقامت بطرد الموظفين الفلسطينيين ومندوبي الاتحاد الاوروبي من أماكن عملهم ورفضت دعوات مصر على لسان وزير خارجيتها والسلطة الفلسطينية المتكررة لإعادتهم وأصرت أن تنفرد ميليشيات القسام وحدها بإدارة هذا المعبر وأن يتم التعامل معها ككيان شرعي وليس كمجموعة مسلحة خارجة عن القانون. مما تسبب بمعاناة أهل غزة ولو سمحت حماس لموظفي السلطة ومندوبي الاتحاد الأوروبي بالعودة لتشغيل المعبر فسيفتح المعبر وتنتهي المشكلة ولا يعود هناك أي حاجة لشبكات أنفاق التهريب ، علما ان المعبر ليس مغلقا بشكل تام بل يتم فتحه بين الحين والاخر لادخال المساعدات.

2- لا زالت حماس تدير ظهرها للمصالحة الوطنية بتوجيهات إيرانية سورية ، تلك المصالحة التي يفترض أن تحل جميع هذه الإشكاليات وبضمنها المعبر الحدودي مع مصر تلقائيا وهو الاتفاق الذي أمضوا سنة كاملة في التفاوض عليه ، أي أنها تصر على إدامة واقع التقسيم السياسي لفلسطين وواقع سلطة غزة الانفصالية.

3- وحماس تعطل الاستحقاقات الديموقراطية الدستورية حتى بعد نهاية ولايتها الدستورية وتصادر حق الشعب الفلسطيني بانتخاب حكومته ورئيسه وبرلمانه خوفا من خسارة الانتخابات وزوال سلطتها وتهدد بتعطيل أي انتخابات في غزة علما أن نتائج أي انتخابات قادمة يفترض ان تأتي برئيس جديد وحكومة جديدة شرعية امام العالم كله تعيد توحيد الضفة وغزة تنهي معاناة

المشكلة أن هناك من يريد أن يساعده الآخرون وفي نفس الوقت لا يريد هو أن يساعد نفسه ، تخيلوا شخصا وقع في حفرة وتجمع الناس لإنقاذه وأرسلوا إليه حبل وطلبوا منه أن يربطه حول خصره فرفض لأنه يخجل من ربط الحبل وان يراه الناس كذلك ولأن الحبل خشن عليه وفي نفس الوقت ظل يلومهم ويرسل إليهم بالشتائم لأنهم لا يريدون انقاذه ومساعدته.