(01-09-2010, 12:22 AM)عاشق الكلمه كتب:  

(01-08-2010, 04:12 PM)observer كتب:  مثال آخر هو قضية خطف طائرة مصرية من قبل جماعة ابو نضال الارهابية و انزالها في قبرص و قد كان ذلك في اواسط الثمانينات . حيث كان الخطأ القاتل الذي ارتكبه المختطفون من البداية يتمثل في اعتقادهم ان للمواطن المصري قيمة في نظر حكومته، فقاموا باختطاف طائرة مصرية و احتجاز ما يربو على المئة مسافر مصري و هددوا بتصفيتهم ان لم تلبي الحكومة المصرية مطالبهم و التي تتعلق بقطع مصر علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل، فما كان من الحكومة المصرية سوى ارسال قوة كوماندوز برئاسة المشير عبد الحليم ابو غزالة و قاموا بخلال دقائق بتصفية من كان بالطائرة من ركاب و مختطفين. و لولا لحسة من الذوق لتم قصف الطائرة من الخارج بصاروخ و ليذهب من بها من الناس و الارهابيين الى الجحيم، المهم ان تنتهي العملية بسرعة.

امثلتك ساقطه وان كنت تعتقد انها تخدم هدفك فى الاساءه للنظام المصرى ولشعب مصر فهى على العكس من ذلك تؤكد على قوه هذا النظام وحرفيته واحترامه ........

بدايه لفت نظرى ان قوه الكوماندوز كانت برئاسه المشير محمد عبد الحليم ابو غزاله وزير الدفاع المصرى فى ذلك الوقت , طيب ما كنت تقول احسن انها كانت بقياده حسنى مبارك رئيس الجمهوريه شخصيا !!

تلك الحادثه تؤكد على ان النظام المصرى لا يقبل بسياسه لى الذراع , تماما كما هو فى موقفه من جدار غزه الفولاذى وموقفه من قافله شريان الحياه , فسياسه مصر تقررها مصر ومن يحاول ان يثنيها عن سياستها فلن يجد اى تهاون , الا ان بعض الاعتبارات تجعل التعامل مع بعض المواقف به شىء من الانسانيه والرحمه .

فى حادث الطائره كان الركاب قتلى فى كل الاحوال الا فى حاله ان تستجيب مصر لمطالب المختطفين , وهو ما لم يكن ليحدث ابدا , وبدأ المختطفين فى قتل الركاب تنفيذا لتهديداتهم , واذكر انهم اطلقوا حوالى ثمانيه عشر طلقه على احد افراد امن الطائره والقوا به من باب الطائره على الارض , واتخذت مصر قراراها باقتحام الطائره لتحرير باقى الرهائن , ومع بروز اول جندى كوماندوز مصرى من باب الطائره الخلفى القى الخاطفون قنابلهم الفسفوريه الحارقه والتى تصل درجه الحراره الصادره عنها الى 1500 درجه مئويه مما ادى الى بتر اقدام هذا الجندى , وقتل فى عمليه الاقتحام 56 راكبا من اصل 92 راكب على متن الطائره بخلاف طاقمها المكون من سته افراد , وهذا التصرف المصرى هو ما منع تكرار هذا الحادث مع اى طائره مصريه اخرى , والامر يشبه جراحه خطيره قد تودى بحياه المريض ,لكنها كانت درسا تعلمه الجميع ليفيد جدا فى الوقايه من جراحات قادمه .

بالنسبه لحادث نجع حمادى فهو حادث فردى يحدث من فتره لأخرى سواء كان حادث طائفى او حادث اجرامى , وحكومه مصر واى حكومه فى العالم ليس بمقدورها ان تجعل خلف كل مواطن فرد امن ليحميه او يمنعه من ارتكاب اى حماقه قد تظهر فجأه فى تلافيف مخه , لكن بمقدروها قطعا القبض على كل مجرم ومحاكمته , وهو ما يحدث الان حيث تم تحديد هويه المجرمين و يتم حاليا محاصرتهم فى الزراعات للقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمه .

والامر هنا مختلف , فحادث مثل هذا هو حادث مصرى داخلى خالص وهو شبيه تماما بأى حادث اجرامى كالقتل العمد الذى يحدث يوميا فى كل المجتمعات ولأتفه الاسباب , وفى مثل تلك الجرائم لا يكون هناك اى فرصه للحديث عن كرامه المواطن داخل بلده او خارجها , وعدد القتلى ومعتقداتهم ليس له اى تأثير وخصوصا فى صعيد مصر , فقد حدث قبل ذلك فى اغسطس عام 2002 ان قامت عائله علام فى جرجا بصعيد مصر بنصب كمين لعده افراد من عائله الحشاشده عند مدخل القريه واطلقت وابلا من الرصاص على سيارتين مملوءتين بأفراد العائلة الاولى ولاذوا بالفرار مما اسفر عن مقتل 22 شخص من عائله الحشاشده واصابه ثلاثه اخرون .

فى هذا الحادث فقد نفذ المجرمون جريمتهم انتقاما لشرفهم بسبب قيام مسيحى بتصوير فتاه شرموطه مسلمه ونشر صورها بالمنطقه , وهو حادث تكرر كثيرا بين المسلمين والمسيحيين وليس له اى علاقه بكرامه المواطن ولا كرامه مصر ولا ارتفاعهما ولا هبوطهما .

لكن عندما يتوجه الفلسطينيين كل فتره الى منطقه الحدود محاولين اقتحامها واطلاق النار على الجنود المصريين ,فهم بذلك يعادون مصر ويقتلون الرمز المصرى الذى لايوجد غيره امامهم وهو المجند الغلبان الذى لاحول له ولا قوه , وهذا ان عبر فانما يعبر عن مدى استهانتهم بمصر وقدرتها , فلو انهم يهابون مصر ويخشونها كما يهابون اسرائيل فلن تصدر منهم مثل تلك الافعال , والا لشاهدنا حشودا مماثله منهم تتظاهر امام الجدار العازل الاسرائيليى محاولين اقتحامه وقنص عسكرى اسرائيلى كما فعلوا مع المجندين المصريين اكثر من مره .

من يتحدثون عن الاعلام المصرى وعدم مهنيته وتأثيره على البسطاء من المصريين , اقول لهم روحوا ناموا احسن , فهذا كلام لا يصدر عن عقول لها قدره على التفكير , فقمر النايل سات كما يحمل الاعلام المصرى الغير مسئول والمهنى فهو يحمل ايضا معه قنوات الاعلام المسئول كالجزيره والعالم والعربيه والـ MBC وغيرها , وكما تشاهدونها فنحن نشاهدها ايضا , لكن فى النهايه العقل والمنطق هو الفيصل والحكم .

اولا انا لا اهدف الى الاساءة لا لشعب مصر ولا لحكومته كما تسرعت باتهامي. بل بالعكس بموضوع الجدار الفولاذي بالذات ارى لمصر كل الحق بانشائه على اراضيها و من يتحمل وزر خنق شعب غزة هي حكومة حماس الطائشة، فهي من عليها ايجاد و ابتكار الحلول لاطعام شعبها الذي تركبه منذ ما يزيد عن ثلاث سنين كما يجب عليها مواصلة المقاومة التي تدعيها مع احترام المواثيق و المعهادات الدولية بما فيها احترام دول الجوار كمصر في مثل هذه الحالة. و لكن استوقفتني ملاحظة لفلسطيني كنعاني على قضية اطلاق الرصاص من قبل رعاع حماس يقول فيها بما معناه ان قيمة حياة المصري ترتفع في نظر حكومته اذا كان القاتل فلسطيني، و ارى انه نوعا ما مصيب، و عقبت و قلت ان قيمة حياة المصري في نظر حكومته تعتمد على المصلحة في ذلك و اعطيت امثلة النعوش الطائرة من العراق و ضحايا سكك الحديد و قضية خطف الطائرة المصرية و ليس في ذلك اي اساءة للشعب المصري بل قل هو نقد لموقف حكومته اتجاهه.

ثانيا بالنسبة لقضية خطف الطائرة المصرية و اقتحام قوات الكوماندوز لها بقيادة عبد الحليم ابو غزالة بهذا الشكل العبيط فان دل فانما يدل على استهتار الحكومة المصرية بارواح مواطنيها. و قصة محاولة تحرير الرهائن بهذه الطريقة البلهاء تعود بجذورها الى العام ١٩٧٥ عندما تم اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية من قبل جماعة وديع حداد و على متنها الكثير من الركاب الاسرائيليين و تم انزالها في مطار عنتيبي في اوغندا على ايام عيدي امين. و طلب الخاطفون وقتها اسرائيل باطلاق سراح المئات من الاسرى الفلسطينيين بمقابل اطلاق سراح المختطفين الاسرائيليين، و قد كان وقتها اسحاق رابين رئيس وزراء اسرائيل و شمعون بيرس وزير دفاعها. و قد كادت اسرائيل تستجيب لمطالب الخاطفين و ذلك لانه كان من المستحيل تحرير الرهائن بطريقة عسكرية لان اوغاندا تبعد عدة الاف من الكيلومترات عن اسرائيل و الوصول اليها يتطلب التحليق فوق اجواء الكثير من الدول المعادية لاسرائيل و التي لا يمكن الهبوط بها في الحالات الاضطرارية للتزود بالوقود و لكون نظام عيدي امين نفسه معاد لاسرائيل و الذي حتما لن يسمح لكوماندوز اسرائيلي بالهبوط في اوغندا. و لكن باللحظات الاخيرة تم عرض خطة عسكرية صعبة لتحرير الرهائن و تم الموافقة عليها على مضض لسبب خطورتها بعد ان اسندت قيادتها الى يوناثان نتنياهو شقيق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرئيل الحالي. فكما كانت الخطة تقتضي تم اللاقلاع من مطار عسكري من النقب بعد التزود بالوقود الكافي للانزال في كينيا الدولة المجاورة لاوغندا بعد ان يتم التحليق فوق البحر الاحمر و مصر و السودان و اثيوبيا. و من فوق بحيرة فيكتوريا بالقوارب المطاطية تم تسلل الكوماندوز الاسرائيلي الى اوغاندا و وصلوا برا الى مطار عنتيبي المحاط بالجيش الاوغندي فتم الاشتباك معه و الوصول الى الطائرة المختطفة و تحرير الرهائن و قتل المختطفين و العودة الى اسرائيل من نفس طريق الوصول بعد التزود بالوقود من كينيا دون خسائر سوى مقتل قائد العملية يوني نتنياهو، دون علم عيدي امين نفسه بالذي حصل ببلده. و قد علم بعد ذلك من تلفون تهكمي من اسرائيل بعد انتهاء العملية.
و الان بعد خطف الطائرة المصرية و انزالها بقبرص، اراد القائد الفذ المشير عبد الحليم ابو غزالة تقليد العملية الاسرائيلية دون اي تخطيط مسبق يحاول فيه الحفاظ قدر الامكان على حياة المخطوفين. فاقلع على غرار العملية الاسرائيلية على راس كوماندوز متجها الى قبرص دون اخطار سلطاتها بذلك، فما كان من طائرته سوى الاصطدام بالدفاعات الجوية القبرصية و كادت الصواريخ القبرصية ان تسقطها لولا انه تم في اللحظة الاخيرة اخطار السلطات القبرصية بما تحمله الطائرة و لما هي قادمة، و لحظة وصول الكوماندوز المطار تم اقتحام الطائرة بشكل عشوائي فتم قتل جميع من في الطائرة من ارهابيين و ركاب و تم الاعلان عن نجاح عملية كوماندوز عسكرية منقطعة النظير.
هذا و هناك الكثير من الامثلة الاخرى التي تدل على استهتار الحكومة المصرية بحياة ابناء شعبها كحادثة العبارة المصرية التي غرق بها اكثر من الف مصري و حوادث قتل الاسرى المصريين على ايدي الجيش الاسرائيلي و حوادث سقوط الكثير من العمارات المغشوشة و التي تزهق المئات من الارواح و غيره الكثير من الامثلة.

و اخيرا نطلب الرحمة لروح ذلك المجند المصري الذي سقط برصاص رعاع حماس و دهمائها و نطلب من العلي القدير ان يبقيك الله ذخرا للحكومة المصرية فتبقى دائما و ابدا ناطقا باسمها.