تحية طيبة أستاذ بهجت
بدايةً لك خالص الشكر والتحية والتقدير على ما تطرحه من موضوعات جادة

ربما سيكون ما سأقوله مبتذلاً من منظور معين؛ حيث أني بالضرورة أنطلق بحكم إنتمائى الفكري من الاشتراكية العلمية، وفي قضية كهذه يكون الرأي العام - والذي طبعاً ليس من العلم في شئ، ليس لخطأه، بل لعموميته الشديدة، بينما العلم هو العلم بالتفاصيل - هو أن السياسات الأمريكية - بل وسياسات أى دولة رأسمالية - محكومة أساساً بمصالح الشريحة - وأركز على كلمة الشريحة أو القطاع هذه - البرجوزاية المهيمنة بالأساس، أو حتى بالتوافق ما بين الشرائح الحاكمة.

طبعاً يتوقف معظم الاشتراكيون العلميون عند هذه النقطة، متجاهلين سقوطهم في فخ الكروكية النظرية، وهو ما يجد أصله في ذلك التلخيص المدرسي الستاليني للماركسية، ويتجلى ذلك بأوضح الصور وأكثرها فجاجة في التطبيقات المثالية للمادية التاريخية !!!!!، أقول يتوقف معظم الاشتراكيون العلميون عند هذه النقطة من التلخيص المثالي، الذي يشبة تحليلات العلة المجردة، أو بالأحرى يجد جذوره في الفلسفات الدينية ذات المنطق الغائي، حيث يتم إرجاع أي شئ وكل شئ لسبب واحد خالد لا يتغير، مبدأ واحد أحد، لا شريكة له ولا ولد، تماماً كالله.

ومن هنا تأتي أهمية التناول العلمي الواقعي الملموس، ما دام يعمل في إطار الرؤية الجدلية العامة للواقع، فلا ينفصل عنها ساقطاً في الوضعية حبيسة الحالة القائمة، حيث يمكن من خلاله معرفة كيفية تفاعل العوامل المؤثرة، في الحالات الخاصة والمُحددة، وهو ذاته ما يهمني هنا من متابعة هكذا موضوع، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بسياسة أميركا العدو الأول حسبما أرى.

تحيـــــــــــاتي أســـتاذنا الكــــــــريم،،،