علي يا سندي، الشعب الفلسطيني انتخب "حماس" سنة 2006 وتجرع الغصص من هذا الانتخاب، مرة عندما كانت "حماس" في الحكومة، ومرات عندما انفردت بالقطاع واتخذت أهله رهينة وصارت تقايض بهم وتغامر على رؤوسهم.

الحصار والعدوان ليس إلا تحصيل حاصل، فمع أيديولوجية منبوذة من جميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة لن تجد "حماس" إلا الحصار والعدوان، ومن يزرع الريح يحصد العاصفة. وخسارة أن الذين انتخبوا "حماس"، خصوصاً أولئك الذين انتخبوها "كرهاً لعلي لا حباً بمعاوية"، لم ينتبهوا منذ البداية إلى أن الشعب الفلسطيني هو الطرف المتضرر المباشر من هذا الانتخاب. والخسارة الأكبر أنهم عندما فطنوا إلى هذا كان "السبت فات بطيز اليهودي" - كما نقول في أمثالنا -.

مقاومة يا علي؟ مقاومة شو يا زلمه؟
"حماس" ليست إلا تاجراً كل ما يريده الحصول على "بسطة في السوق". ولأنها أفلست منذ أيام حكومة "أبو العبد" - تعيش أنت !! - فإنها، عوضاً من أن تعيد السلطة للشعب كما هو مفروض في النظم الديمقراطية، قامت بالهرب إلى الأمام والسيطرة على "قطاع غزة" والمقايضة بدم أهله وجراحهم وعذاباتهم في سبيل وجودها على الساحة السياسية. وهي عندما قامت "بالطخطخة" على اليهود بواسطة الصواريخ المنزلية وحصدت حرباً ضروساً فإنها نزلت إلى ما تحت الأرض وتركت الناس يموتون وحدهم، لا يحميهم غير البكاء والعويل وصريف الأسنان الذي تفضل الإعلام العالمي - مشكوراً - بفعله.

اليوم، إذا كان هناك من أمل للشعب الفلسطيني في الخروج من "مأزق التشرذم" الذي دفعته "حماس" إليه بوسائل "انقلابية دموية"، فإن هذا الأمل ليس إلا الخلاص من "حماس" ولو بيد الشيطان نفسه. ولكن للأسف، حتى الشيطان نفسه لن يتدخل وسوف يترك أهلنا في القطاع يجوعون ويعرون ويموتون تحت نير حكم "الاخونجية" حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. اما بالنسبة لمصر، فنظامها لا يستطيع أن يتحمل تبعات الدخول إلى القطاع وكل ما يستطيعه هو بعضاً من "عرض العضلات" "والثرثرة الإعلامية" وإغلاق الحدود.
مع هذا، ومع انعدام بارقة الأمل بوجود حل سريع يزيح غيمة "أصحاب الحور والغلمان" ويخفف عن أهل القطاع غلواء مكابدتهم ومعاناتهم، فإن الأيام كفيلة بتآكل سلطة حماس وهيبتها من الداخل مع هذا الواقع التعيس الذي دفعت نفسها ودفعت الشعب الفلسطيني إليه .. وما هي إلا صبر ساعة!!!!

واسلم لي
العلماني