{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
السياسة الخارجية الأمريكية ( باراك اوباما).
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #10
RE: السياسة الخارجية الأمريكية ( باراك اوباما).
"we reject as false the choice between our safety and our ideals" Obama
" إننا نرفض الإختيار الزائف بين أمننا و مبادئنا " باراك اوباما .


موقف المدارس الأخرى .
تتشكك المدارس السياسية الأخرى في جدوى تخفيض الإلتزامات الأمريكية الخارجية ، فالويلسونية التي تسعى لنشر الديمقراطية في العالم الخارجي ، خاصة منطقة الشرق الأوسط و العالم الإسلامي ، ترى في سياسة الإنعزال جبنا أخلاقيا ، و تنتقد هذه المدرسة سياسات أوباما الخاصة بتهدئة الصين ،و إحجامه عن لقاء زعيم التبت الروحي الدلاي لاما ، أما الجاكسونيون الشعبيون ؛ فهم يرون سياسة أوباما ببساطة مجرد جبن فاضح ، و يتسائلون كيف تجبن أمريكا عن الوقوف في وجه دولة صغيرة مثل إيران ، أما الهاميلتنيون النفعيون فهم يشاركون أوباما و جناحه الإنعزالي في الإحجام عن التدخلات الخارجية لأسباب لا تعود بالمنفعة المباشرة على أمريكا ، و بالتالي هم يريدون أيضا عدم التدخل في دارفور ، و لكنهم في نفس الوقت يريدون أن يبدي أوباما مزيدا من الحزم و يمارس مزيدا من النفوذ في عالم خطر و مضطرب و في حاجة لمزيد من الأنضباط و النظام ، هناك أيضا رغبة هذا الجناح في وضع مزيد من القيود و الضوابط على السياسات النقدية ،و هم يذهبون في مطالبهم بعيدا من أجل سياسة دولارية قوية ، و هذا لا يمكن أن يحققه أوباما بشكل عاجل في ظل استمرار بقايا الأزمة النقدية العالمية ،و ما استتبعته من مشاكل اقتصادية بنيوية ، دفعت أوباما إلى ضخ أكبر حجم من الأموال الفيدرالية في التاريخ الأمريكي .
هناك نقد واضح وجهه الكثيرون لأوباما بسبب مناقشاته المطولة من أجل اتخاذ قرار في قضية يرونها فرعية بشأن أفغانستان . مثل هذا القرار هو شأن خطير لأي رئيس مسالم من المدرسة الجيفرسونية ، فإرسال جنود للقتال في الخارج كان دائما مصدر نفور و ألم لأي سياسي من تلك المدرسة ، و في النهاية وجد أوباما نفسه هدفا للنيران من مختلف الجهات الأربع ، الجيفرسونيون الخلص من مختلف الأجنحة ، انتقدوا قرار إرسال الجنود لأفغانستان ، فهم يؤمنون بأنه لا توجد قضية تهم الأمريكيين يمكن خدمتها بإرسال الجنود للقتال خارج الحدود ، من جانب آخر فالويلسونيون يباركون القرار و لكنهم ينتقدون عدم ربط زيادة القوات بتحقيق مهمة سياسية محددة ، كذلك بافتقاد الجانب الأخلاقي و عدم ربط وجود تلك القوات بتحقيق المزيد من الديمقراطية هناك ، الشعبيون الجاكسونيون يرون في تردد اوباما في الوفاء الفوري بالإحتياجات التي يقررها العسكريون المحتروفون نوعا من الجبن الواضح ليس إلا !، أما النفعيون الهاميلتيون فينتقدون المناقشات المطولة التي تظهر الأمة و كأنها منقسمة على نفسها ،و هم يطالبون بقرارات سريعة تحظى بدعم الأمة كلها .
التحديات .
واجهت السياسة الإنعزالية المسالمة ( الجيفرسونية ) نقدا مستمرا خلال التاريخ الأمريكي الحديث ، هذا النقد لم يكن مقصورا على اليمين المتشدد فقط ، بل على اليسار الديمقراطي أيضا ، فسياسة هنري كيسنجر الخاصة بالوفاق détente ، لاقت امتعاض اليمين الذين رأوها مجرد ضعف و خوار في مواجهة إمبراطورية الشر السوفيتية ، بينما عارض الويلسونيون التحالفات الأمريكية الخارجية مع الحكام الديكتاتورين مثل شاه إيران ، نفس هذا الإنتقاد واجهه جيمي كارتر ، و كانت النتيجة أن صورته كرئيس ضعيف و متردد قضت على فرصته في اعادة الإنتخاب لدورة ثانية عام 1980 ، مثل هذه المشكلة هي مشكلة دائمة تواجه أي رئيس أمريكي من مدرسة جيفرسون ،و ستظل تواجه أوباما دائما .
هذه التحديات السياسية لن تكون مقصورة فقط على المدارس السياسية الداخلية ، بل هي خارجية بالأساس ، فسيبقى دائما في قلب المجهول رد فعل العالم الخارجي على مبادرات أوباما .. فقط سيعلمنا المستقبل ماذا سيكون .
1- رد فعل روسيا و إيران على سياسات التهدئة و التوافق التي يتبعها باراك اوباما .. كيف ستراها موسكو و طهران .. هل ستراها فرصة تاريخية يجب اهتبالها ، أم ستراها مظاهر ضعف للولايات المتحدة يجب استغلالها لتحقيق الأهداف الإستراتيجية للبلدين .
2- رد فعل الشعوب الإسلامية على سياسة مد الأيدي التي دشنها باراك أوباما في خطابه للمسلمين من على منبر جامعة القاهرة ، هل ستتمكن الأغلبية المعتدلة من فرض رؤيتها للسلام و التوافق مع العالم ، أم هل ستسمر الأقلية الراديكالية المتعصبة في فرض سياستها التصادمية ، و دفع المسلمين إلى مواجهات عنيفة مع العالم الخارجي تحت دعوى الجهاد المقدس .
3- كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي ، هل ستستجيب لضغوط أوباما و تقدم التنازلات المطلوبة من أجل إقرار سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط ، أم ستكون تلك التنازلات غير محسوسة ،و يستمر التوتر ، بل و تزداد حالة الإستقطاب السياسي في المنطقة ، مما يهدد بحروب جديدة قد تتحول إلى مواجهات دامية تستخدم فيها أسلحة التدمير الشامل النووية و الكيماوية .
4- هل ستنجح الحكومات العربية المعتدلة .. مصر و الأردن و المغرب و تونس ، في الإمساك بزمام الأمور في بلدانها ، أم ستنجح التنظيمات الإسلامية المتطرفة (الإخوان و القاعدة ) في استغلال القاعدة الأصولية الشعبية – خاصة في مصر – للوصول إلى السلطة ، الأمر الذي سيؤدي إلى فوضى شاملة في المنطقة العربية ،و بالتالي مزيد من التدخلات الدولية و الأمريكية خاصة .
5- مدى نجاح أفغانستان و باكستان في السيطرة على البؤر و المراكز الإسلامية المتطرفة ،و تصفية تنظيم القاعدة و جماعات طالبان في المنطقة الحدودية ،و مدى نجاح الحكومة العراقية في الوفاء بمهامها الأمنية .
6- رد فعل مجموعة الدول الفنزويلية في أمريكا الجنوبية (فنزويلا و الإكوادور و بوليفيا) على سياسة التهدئة الأمريكية ،و مدى رغبة القائد الفنزويلي هوجو شافيز في تهدئة سياسته المعادية لأمريكا anti Yanquismo في الداخل و في العالم الخارجي .
7- مدى نجاح دول العالم الخارجية في الإضطلاع بمسؤولياتها كشركاء في المجتمع الدولي ، عندما تنسحب أمريكا من مراكز التوتر في العالم و تقلل من التزاماتها الخارجية ، أم ستفشل تلك الدول في ذلك ،و تترك الفضاء السياسي الدولي للفوضى و الإرهاب .
من الواضح أن نجاح سياسة اوباما الجيفرسونية التي تميل إلى التهدئة و التوافق ، تحتاج إلى تعاون وثيق من المجتمع الدولي ، و لكن من جانب آخر سيكون تخلي أمريكا عن جانب كبير من التزاماتها مسوغا لآخرين كيف يفعلوا نفس الشيء ،و هذا سيجعلهم أقل رغبة في مساعدة الولايات المتحدة ، التي ربما يشعر البعض بخيانتها لهم ، كما هو حادث بالفعل في مناطق عديدة منها ما تشعر به الأنظمة المعتدلة في الشرق الأوسط ، أن أمريكا تكافئ الإرهاب و التطرف على حساب الإعتدال .
هناك جانب هام يجب أن نتفحصه في السياسات الجيفرسونية لرؤوساء مثل أوباما و كارتر ، هو أنه بوجودهما على رأس الحزب الديمقراطي ، سيجدان أنفسهما دائما في تعايش مع اتجاه ويلسوني قوي متجذر في الحزب بتقاليد قديمة ونافذة ، هذه التقاليد تدفعهما إلى التدخل الخارجي من أجل خدمة القضايا الإنسانية و الديمقراطية ، و كي يكسر أوباما نفوذ هذا التيار ولو نسبيا ، فهو في حاجة إلى ترسيخ ثقافة الإستثنائية الأمريكية exceptionalism وهي التي ترى أن التجربة الأمريكية تجربة فريدة و استثنائية في التاريخ الإنساني ولا يمكن تصديرها للخارج ، هذه الثقافة تتناقض كلية مع تعبير جورج دابليو بوش بأن " ما يصلح لأمريكا يصلح للعالم " .
الرئيس باراك أوباما في جانب هام منه هو رجل صاحب رؤية ، فهو مثل أبراهام لنكولن وودرو ويلسون و مارتن لوثر كنج ، لا يحب أمريكا فقط لما هي عليه ، بل لما يمكن أن تكون عليه ، إنه يرى أن الحكومة الجيدة ليست هي التي تحافظ على الإنجازات الديمقراطية الكبرى التي أمكن تحقيقها ، و لكنه يرى أن الحكم هو فن المضي قدما لتحقيق الإنجازات الكبرى التي لم يمكن تحقيقها بعد ، هي المضي قدما على الطريق نحو الهدف الذي يترائى عن بعد و لكنه يستحق العناء .
" إننا نرفض الإختلاف الزائف بين أمننا و مبادئنا " هكذا تحدث أوباما في خطاب تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة ، و لكن إلى أي مدى سيكون ذلك ممكنا ؟ ، ما فعله أوباما حتى الآن يؤكد أنه مثل أي سياسي آخر ، عليه أن يبادل جزءا من الأمن في مقابل جزء من المبادئ ، الأمن كله غير ممكن ولا المبادئ كلها ، الأمر مع أوباما كما كان مع كل من سبقوه ، قضية كيفية الإختيار و المدى .. ماذا يمكن أن تقدم من أجل الأمن ، و ما هو الثمن الممكن دفعه من أجل المبادئ . لو كان ما يأمله أوباما ممكنا ، فلم رفض لقاء الدلاي لاما؟ ،و لم يدافع عن حكم فاسد مثل حكم حامد كرازاي ؟، و لم يتعاون مع باكستان ،و هي التي لا يفوق فساد حكوماتها العسكرية سوى فساد الحكومات المدنية ؟، لماذ تسعى إدارة اوباما لإصلاح ذات البين مع طهران ؟، و هناك حكم ديكتاتوري يقتل المعارضين في الشوارع و يعتقلهم و يغتصبهم في السجون !، لماذا يقدم مبادرته للخرطوم ؟، و على رأسه حاكم مطلوب للعدالة الدولية ،و حكومة ترتكب التطهير العرقي منذ أكثر من 10 سنوات في دارفور بلا وازع .
إلى أي مدى يستطيع باراك اوباما أن يدير عينيه بعيدا عن الإنتهاكات الحادة لحقوق الإنسان ، و إلى أي مدى يستطيع أن يتعامى عن الفقر المقدع الذي تعيشه بعض المجتمعات ، نعم سيكون ذلك من أجل توفير الحياة الكريمة للطبقات الأكثر فقرا في بلاده ، رغم هذا سيكون صعبا أن يتوافق الجناح الويلسني في إدارة أوباما مع سياسة خارجية إنعزالية تقوم بالضرورة على مساومات و توافقات مع أنظمة ديكتاتتورية قذرة ، و لن تسطيع إدارة اوباما أن تتخلى طويلا عن أجندة حقوق الإنسان . هناك بالفعل نقد بدأ يظهر داخل الجناح الويلسني ( الديمقراطي ) في معسكر أوباما ، هناك نقد ضد التأخير في إغلاق معسكر جوانتانامو ، هناك نقد لعدم حماس أوباما لإجراء تحقيقات واسعة لإنتهاكات حقوق الإنسان في عهد بوش ، هناك انتقادات أيضا بسبب موقف أوباما المتراخي في مؤتمر كوبنهاجن للبيئة .
هذه الشروخ مهددة بالإتساع ، و المخاوف تزداد حول قدرة أوباما على مواجهة مواقف مثل التصفيات العرقية الجماعية في السودان و منطقة البحيرات ،وهل سيكون أوباما قادرا على مواجهتها بسرعة و حزم كرئيس لأقوى قوة في العالم ، أما سيغرق في التردد كما تفعل قاعدته المسالمة .
في الماضي نجحت السياسة الإنعزالية في نموذجين واضحين ، نموذج جورج كينان في سياسة الإحتواء في بداية الحرب الباردة ، و نموذج كيسنجر في سياسة الوفاق ،و لو نجح أوباما في إعادة تشكيل السياسة الخارجية في نموذج بنفس النجاح سيكون إنجارا كبيرا ،و لكن علينا أن نتذكر أن النموذجين تم تجوزهما لاحقا ، فنموذج الإحتواء المسالم لكينان سقط أمام نموذج العصا الغليظة لدين آتشيسون ، و سقطت سياة الوفاق الكيسنجرية التي انتقدها اليمين و اليسار ، أمام سياسة محور الشر التي قادها ريجان ،و انتهت سياسة كارتر المرنة بمزيد من الإنفاق العسكري ، ودعم المتمردين الأفغان ضد الحكم السوفيتي .
أما في القرن 21 فسيكون أمام رئيس من الجناح الجيفرسوني تحديات جديدة و غير مسبوقة ؛ التكنولوجيا الجديدة و تأثيرها ، إنتقال الثقل الجيوبوليتيكي من الأطلنطي إلى الهادي ، ظاهرة الإرهاب الدولي ، انتفاضة الأصولية الإسلامية ، و مشاكل البيئة .
نشاهد الآن كيف يدلف أوباما إلى عصر جديد بكل ثقة و مهابة ،و كيف تتعلق به قلوب و عقول كثير من الأمريكيين و السلاميين في العالم ،و لكننا نراقب أيضا الأعاصير التي تتجمع حوله ،و نأسف أن الرياح العالمية لا تواتيه . بوصول اوباما و جناحه إلى الحكم هناك هدف واحد على الأقل تم تحقيقه بالفعل ، لقد نجحت الولايات المتحدة في التغلب على ما أسماه المؤرخ الشهير بول كيندي التمدد الإمبريالي الزائد "imperial overstretch" ، و أصبح هناك تأكيد على ضرورة أن تكون أهداف أمريكا متمشية مع إمكانياتها بلا مبالغة شوفينية كما فعل بوش ، و الأمريكيون في حاجة لهذه الرؤية أكثر من أي وقت آخر في تاريخهم .
هل سينجح أوباما في صنع سياسة أخلاقية جديدة ،و هل سيكون لديه المواهب و الإمكانيات لصياغة مشروع تصالحي جديد يرقى لنموذج جون كوينس آدمز و هنري كيسنجر ، أم هل سيفشل سواء تحت ضغط أفغانستان أو بتخلي الحلفاء و العالم الخارجي عن مساعدته ، و من ثم يترك فراغا يملئه المتعصبون و الإرهابيون ، في هذه الحالة سيكون فشل أوباما هو نهاية أمل البشرية في السلام لسنوات قد تطول .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-11-2010, 04:58 PM بواسطة بهجت.)
01-11-2010, 04:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: السياسة الخارجية الأمريكية ( باراك اوباما). - بواسطة بهجت - 01-11-2010, 04:57 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Lightbulb فضيحة مراكز الأبحاث الأمريكية (1)؛ زحل بن شمسين 1 466 09-12-2014, 05:23 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  رسالة في السياسة فارس اللواء 0 542 06-06-2013, 12:15 AM
آخر رد: فارس اللواء
  الهجوم على برهان غليون: من «اغتيال العقل» إلى «اغتيال السياسة» the special one 1 1,395 12-19-2011, 05:35 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  صورة عن واقع السياسة الخارجية في دول الخليج ......... ما رأيكم ؟ عبادة الشايب 2 2,035 06-23-2010, 01:24 AM
آخر رد: SH4EVER
  تشومسكي ومهندسو السياسة Leonarch 0 828 03-14-2010, 09:20 PM
آخر رد: Leonarch

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS