(01-12-2010, 03:39 PM)العلماني كتب:  لم يجربها أحد يا خالد؟

خلفنا 1000 سنة على الأقل من الحكم الذي يدعي أصحابه أنه إسلامي، ابتداء من حكم المماليك (كي لا نعود إلى خير القرون ونفتح السجلات المقيتة لدولة الخلافة) مروراً بسلاطين بني عثمان وصولاً إلى عهد "الملا عمر" وإمارة "حماستان" في غزة. إذا كانت هذه النماذج كلها ليست إسلامية، وكان "سودان الترابي" في التسعينيات ليس إسلامياً، فما هو هذا النموذج الإسلامي الخطير الذي لا يستطيع أن يطبقه كل من يدعيه ومتى طُبق أصلاً؟ أم هو نموذج وهمي خيالي لا يتصل بعالمنا بصلة؟

وبعدين يا صاحبي "المكتوب يقرأ من عنوانه" و"ما بتقدر تساوي من الجعساس مسّاس". إذ ليس هناك ما يمكن تسميته "بالمشروع الإسلامي" للدولة سوى بعض التوليفات الغريبة العجيبة التي تأخذ ببعض نظم الدولة الغربية و"تدحش" بينها "أحكام الجلد والرجم والجدع والتعزير" وثقافة "علّب وحجّب" و"اضربوهن" "وركبة المرأة عورة، وصوتها من خلف ثقب الباب عورة". ثم تجبل هذا كله بمجبال "وللذكر مثل حظ الأنثيين" و"اتخذوا من النساء مثنى وثلاث ورباع"، وتضيف إلى الناتج بعض "بهارات يوم القيامة" ورشّة خفيفة من "تحريم الربا" والمايونيز .. بعد ذلك توضع هذه الوجبة الملوكية على مائدة "الولاء والبراء" فيأكل منها "أهل الذمة" ويموت "المرتد" جوعاً ... وبالهنا والشفا - كما يقول المصريون -.

ما يسمى بالمشروع الإسلامي ليس أصيلاً إذاً، فدولة الرسول في المدينة كانت "دولة استبدادية" ودولة الخلافة يسميها "الإخونجية" أنفسهم "بالملك العضوض" ويعتبرونها مارقة. أما دولة الصحابة، والتي لم تستمر لأكثر من عشرين سنة إلا بالكاد، فإنها كانت عبارة عن "أوليغارخية ثيوقراطية مستبدة" يميزها التمدد إلى الخارج والاقتتال في الداخل. فاختيار الخليفة الأول صاحبه انشقاق "الشيعة"، والخليفة الثاني مات مقتولاً بين أنصاره، والخليفة الثالث قتل في داره وهو يصلي ويقرأ القرآن، والخليفة الرابع لم يكن يحكم إلا نصف الدولة ومات غيلة وغدراً.

يعني شو؟ يعني ما يسمى "بالدولة الاسلامية" هي مشروع فاشل من أول أيامه حتى آخرها، وصعب أن يقتنع به أحد اليوم في عهد الحريات والعولمة إلا بعض الجماهير المغيبة، وما أكثرها في عالمنا. ولكن كل هذا ليس موضوعنا. فموضوعنا "حماس" وإمارتها في "غزة" وشقها الصف الفلسطيني صفين، وتجويع أهل القطاع وترويعهم عبر مغامرات سياسية دنيئة فاشلة حصدت حتى اليوم حصاراً وحرباً ومشاكل مع دولة شقيقة، أدت هذه الساعة إلى إحكام الحصار أكثر فأكثر حول أخوتنا في القطاع. وضربهم في قوت يومهم وقوت عيالهم في المستقبل القريب.

هذا هو موضوعنا، أما الحل فهو واحد من ثلاثة كنت قد تحدثت عنها فوق، وللأسف فكافة هذه الحلول لن تمر إلا عبر حمّام من الدم الفلسطيني (بركات "حماس" يا سندي !!). ومبروك علينا "حماس" وجرائم "حماس" ومغامرات "حماس" ومقامرات "حماس"، ولنذهب إلى الجحيم من أجل بعض الشيوخ الذين في طريقهم لحرمان أطفال القطاع من "إبصار الخبز إلا في المنام" ويعدونهم "بالشهادة ونكاح الحور العين والشرب من خمور الجنة"، وعلى راي "زياد الرحباني": "أنت بس موت ... وخوذ نتيجة" !!!

واسلم لي
العلماني

عزيزي العلماني،

بالمثل، أين هي هذه الدولة الديمقراطية العالمانية التي تطلبها؟ أهي أمريكا الولايات المتحدة أم بريطانيا المملكة المتحدة أم فرنسا الجمهورية أم روسيا بعد الشيوعية؟ أهذه النماذج التي تريد من حذوها القذة بالقذة؟

عزيزي العلماني،
مشروع الحكم الإسلامي لم يوجد ضمن ما طرحته، إلا ضمن تاريخ جرجي زيدان وفيليب حبيب وشيء من الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، وربما بعض مروج الذهب للمسعودي، هذه كتب أدب ولا تصلح بحال أن ينقد منها التجربة الإسلامية طويلة الأمد.

على أنني لن أتورط بدعوتكم أن تتبعوا نظام الحكم الإسلامي أو غيره من الأنظمة، ولاحظ عزيزي أن نظام الحكم الإسلامي ليس هو نظام العقوبات الإسلامي الذي ما يفتؤ قومك من ذكره بكرة وعشية، وهو تماما كزعم أن مصر دولة ديمقراطية لأنها تطبق نظام العقوبات المشتق من الأصل الفرنسي.

ما أريده من القوم العالمانيين هو مشروع واضح صريح لإيجاد الدولة الديمقراطية العالمانية، واضح الفكرة، واقعي الطريقة، يمكن السير عليه أمة وجماعات وأفرادا، مثقفين وعوام، يضحي من أجله الفران والمزارع والتاجر والطالب وربة المنزل والطبيب والمهندس والراعي في حقله، كل خلف حلمه هذا كما صنع القوم في ثورتهم الفرنسية وأختها الأمريكية وضرتهما الروسية.

هب أننا أقررناك بكل ما قلته أعلاه، على اننا لا نقرك عليه، لكن هبلي ذلك جدلا، فهل من خلاص للأمة تلقيه لها غير ما أصابها من دكتاتوريات مظلمة معتمة، لا تزول إلا باحتلال أجنبي بغيض؟

نأتي إلى شق الصف الفلسطيني صفين،

منذ متى كانت المنظمة ممثلا شرعيا للشعب الفلسطيني؟ ولم كانت السلطة هي واجهة التعبير؟

المنظمة هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بزعم المستبدين العرب، ولم أستشر لا أنا ولا ابي ولا جدي في ذلك، فضلا عن كثير من عشيرتي التي تعتبر أحد أكبر عشائر هذا الشعب، لا اقبلها ممثلا لي، ولا أعترف بمؤتمراتها ونتائج ذلك.

ثم إن السلطة هي من شق الشعب الفلسطيني، فصار لاجئ 1948 مثلي لا حظ له في تلكم السلطة ولا نصيب، وتم التنازل عن أرض في بيسان رغم عدم التفويض، كل ما هنالك أن حماس عصبة قالت فسمع قولها، وحضرتي فرد ضعيف لا يقبل منه قولا,


حماس مغامرة، أما فتح حين ادخلتنا الدرب الأسود في لبنان، وألبت علينا الأحزاب هناك فوق ما هي متألبة، ثم تركتنا هناك نعاني المرين، فتح حين صنعت الصراع مع الحكومة الأردنية بما قذف الفلسطيني هناك وهم أكثرية الشعب سنين للوراء، فتح حين قامرت بالجميع وصارعت الجميع، كل ذلك من أجل تثبيت كرسيها على الزعامة، وتثبيت زعامة الختيار على هذا الكرسي. تلكم ليست إلا حكمة سياسية، وحماس صبيانية سياسية؟

عزيزي، حماس أخطأت حين لم تحل السلطة الفلسطينية في أول ساعة شكلت في ها الحكومة وأخذت الثقة، وأنهت لنا هذه المسخرة المسماة سلطة فلسطينية. وهم صبيان سياسة على اية حال كفتح سواء بسواء، وكمبارك أيضا.