تبسيط الأمور يبسط الرؤية.
الموضوع هو "مصر في الطريق لتكون دولة معادية لفلسطين".
وتحولت النتيجة إلى أن مصر عدو لحماس فقط.
كعلمانيين يجب أن نفصل الخلاف بحدوده الطبيعية: حماس فازت بانتخابات.
قمة العجب استنكار ذلك عند من يروجون للديموقراطية في الشرق الأوسط.
ومحاربتها بحصار يشمل كافة المواطنين هو نزعة لا أخلاقية ولا تمت للعلمانية بصلة.
هل الحصار يضر بالمواطن الغزاوي العادي؟ طفلاً، امرأة، وشيخاً؟
إذن فهو أسلوب الضعفاء ضد الأكثر ضعفاً.
الحصار والجدار يضران بالجميع، وما أشبهه بالإبادة الجماعية الطوفانية التي تسخرون منها.
من الغريب أن يصدرعدم التفريق بين حماس وبين المواطن الغزاوي العادي من علمانيين.
لذلك، فعنوان الموضوع: "مصر في الطريق لتكون دولة معادية لفلسطين" صحيح إجمالاً وتفصيلاً.

ما علاقة بطولات الشطرنج العالمية بحماس؟
عندما تقبل مصر أن تكون طرفاً في مبارة ضد فريق إسرائيلي بحجة واهية وهي الغرامة المالية والعقوبات الرياضية فلا يصح اعتبارها دولة صديقة لفلسطين. خبر تم نشره في الدستور، لكن أحد القراء المصريين في مطالعته الطويلة ضمن خانة التعليقات في «الدستور» كان رده قويّاً حين ختمه قائلاً: «لعنة الله على من لا يدرك أن الحياة بنعيمها وآمالها وبطولاتها وجوائزها الرياضية والفنية، لا تساوي وقفة عز من نفس أبيّة تحمل في جنباتها عزة وكبرياء». (عن الأخبار).

إذا عجزت مصر، ومن ورائها إسرائيل والولايات المتحدة، عن محاربة حماس منفردة فهذا لا يسوغ جرائم الحصار بكافة أشكالها عند أي متحضر.
قد أرغب بسقوط حماس أكثر من أي منكم، لكنني أحبذ طريقة أكثر أخلاقية لا تضر ولا تؤذي المواطنين العاديين! الحرب النظامية أكثر أخلاقية من الجدار والحصار، علماً انها ليست الطريقة الوحيدة أيضاً.
أذكركم بأمر غير هام: شعوب المنطقة عند أحوال كهذه تلتف حول السلطة.