{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #19
كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل
التفخيخ المتواصل للمشرق العربي.. من العراق إلى الشام
كمال عبد اللطيف

يزداد سوء الأوضاع السياسية في لبنان تفاقماً، وتواصل المعارضة رفع شعاراتها المطالبة بالانسحاب الفوري للقوات السورية والأجهزة الأمنية وإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وينتظر المنتظرون الموقف السوري الواضح مما جرى ويجري في لبنان، ينتظرون معرفة من قتل الحريري؟ كما ينتظرون معرفة موقف حزب الله من التداعيات التي تتابعت داخل المشهد السياسي اللبناني، بعد الجريمة المذكورة، واستقالة حكومة عمر كرامي تحت ضغط الغليان السائد في قلب بيروت.
انتظرت مع المنتظرين والمراقبين عن بعد خطاب الرئيس السوري تحت قبة البرلمان، وتوقعت أن يكون الموقف المعلن في مستوى الحدث الحاصل بكل أبعاده وخلفياته. إلا أن كل توقعاتي خابت.. إنني هنا أتحدث عن الخطاب المقروء والتحليلات والإضافات المرتجلة كما ألقيت في البرلمان، كما أتحدث عن سياق الخطاب ونبرته، والمشهد الداخلي العام المحدد لفضاء تقديمه، كما أتحدث عن متطلبات مرحلة محددة من مراحل تطور التاريخ العربي المعاصر.
افترض في مثل هذه المناسبات أن يكون الخطاب قصيراً وواضحاً، كما افترض أن يقدم في أجواء لا تعنى بالقضايا الجانبية، بحكم تعقد معطيات الظرفية السياسية التي يقدم فيها، كما افترض بقليل من الخيال أن يقدم الخطاب مواقف غير متوقعة بهدف تكسير رتابة التوجه السياسي الذي يصور اقترابنا من أبواب الجحيم.. لكن نبرة الخطاب واستطراداته والمواقف التي توقف عندها وهو يرد على المعارضة اللبنانية، كشفت أموراً عديدة تجاوزت البرنامج المعلن في الخطاب في مسألة الانسحاب السوري من لبنان، فبدا أن في الأمر خطاباً آخر غير الخطاب الذي واصل الحديث بلغة زمان آخر، مختلف عن مقتضيات الظرفية بكل فورانها المتصاعد..
لم تستطع جمل بناء التوازنات في الموقف داخل الخطاب من تركيب موقف واضح من كل ما جرى ويجري أمامنا، ففي الخطاب قليل أو كثير مما يشي برفض كل ما جرى في لبنان بعد اغتيال الحريري، وفيه ما يكشف غياب التوازنات المطلوبة في علاقة مماثلة، رغم كل ما يمكن أن يقال في موضوع الدور السوري في إعادة الأمن إلى لبنان.
تجنب الخطاب الوضع الداخلي في سوريا، وجاءت الفقرة المتعلقة بلزوم تلاحم المجتمع السوري مع نظامه السياسي لمواجهة التحديات التي تدبر ضد سوريا بدون سياق مناسب.. فصدرت عن المجلس تصفيقات حادة وشعارات لا تتناسب مع ما جرى ويجري اليوم في كثير من الأقطار العربية، خاصة أن الجميع يتحدث عن ضرورة الإصلاح السياسي ومطلب توسيع مجال الحريات.
وبعد خطاب الرئيس السوري صدر بيان القوى والأحزاب التي تؤاخذ المعارضة اللبنانية على مواقفها من سوريا، وهو بيان عكس تصعيداً في موقف من يعرفون بالموالين، وقد كشف هذا البيان بدوره جوانب من مستويات الغليان التي لم تكن مستترة في خطاب الرئيس السوري.
لا ينبغي أن يفهم من سياق عرض ما سبق أننا ننطلق من مواقف محددة في فهم وتحليل بعض جوانب الخطاب، فنحن نتصور أن عنف المواقف الأمريكية والفرنسية فيما يتعلق بمسألة تنفيذ القرار 1559، وفي موضوع مواقف سوريا من الغزو الأمريكي للعراق، وما تخفيه شعارات الحرية والديمقراطية التي تلوح بها أمريكا ضد الأنظمة العربية، إلا أننا نريد التفكير بصورة تتجاوز النمطية السائدة اليوم في المقاربات المعنية بالعلاقات السورية اللبنانية.
وقبل القيام بقراءة معينة للمواقف السياسية المعلنة والمتضمنة في الخطاب المذكور، نشير إلى أن أقوى مفاصله تتمثل في الاعتراف القوي بأخطاء سوريا في لبنان، فقد عدد الخطاب هذه الأخطاء في العناصر الآتية:
*الغرق في التفاصيل والإجراءات.
*الاندفاع في العلاقة مع بعض اللبنانيين على حساب البعض الآخر.
* استغلال البعض لوجود القوات السورية لاعتبارات مصلحية ضيقة، مادية أو سياسية أو انتخابية.
وقد ولد كل ما سبق تراكمات سلبية في العلاقات السورية اللبنانية، نتج عنها كما نتصور جوانب عديدة من التداعيات الحاصلة اليوم. تقدم لحظة الاعتراف بالأخطاء السورية في لبنان صورة عن مآل التعاون في مجال العلاقات العربية العربية، كما تعكس جوانب من كيفيات تدبير النظام السياسي السوري لعلاقته مع النظام السياسي في لبنان.
فإذا كانت القيادة السورية تعترف بكل ما سبق من أخطاء في مسلسل العلاقة، فلماذا لم تتجه لتصحيح مواطن الخطأ قبل استفحاله؟ ثم هل يعقل أن تتجه دولة تقدم مشروعها السياسي باعتباره مشروعاً قومياً نحو ما يرسخ غياب التكافؤ والاستقلالية في القرار السياسي في العلاقات الثنائية؟
سيتم الرد على مثل هذه الأسئلة بمعطيات الظرفية العربية والإقليمية والاحتلال الإسرائيلي، والتربص ثم الغزو الأمريكي للعراق ومشروع الشرق الأوسط الكبير. إلا أننا نرى أن هذه المبررات لا تكفي وحدها لتفسير ما حدث ويحدث، كما أن هذا الأمر لا يعفينا من تسجيل عنف السقوط الذي عرفه المشروع القومي لأنظمة البعث في كل من العراق وسوريا. وإذا كنا نعرف أن أحزاب البعث التي حكمت وتحكم كلاً من العراق وسوريا، لم تنجح في بناء تدبير سياسي ديمقراطي في علاقاتها بمجتمعاتها، فكيف تستطيع بناء علاقة ندية مع جيرانها؟
ولا ينبغي أن نغفل هنا المفارقة التاريخية الكبرى التي شكلت ظاهرة غريبة في تاريخ علاقة سوريا بالعراق، رغم وحدة المرجعية العقائدية والسياسية، التي ظلت دائماً تقدم أفضل الشواهد على تعثر المشروع القومي العربي، وتكشف مفارقات لغته مع الممارسة السياسية القائمة في البلدين.
وعندما نستحضر مشاريع البعث الوحدوية المتمثلة في اللغة القومية السائدة في سوريا، ونحن نستمع إلى خطاب الرئيس، يتضاعف إحساسنا بالبؤس التاريخي، أما عندما تتطاير أصداء الشعار الذي رفع أثناء الخطاب داخل البرلمان، ورفع خارج البرلمان وسط حشود المتظاهرين، فإن درجات بؤسنا تزداد، ونحس بأن الوضع في الشام بلغ اليوم عنق الزجاجة، ذلك أن الرئيس كلف نفسه عناء الإشارة الناقدة إلى صورة المظاهرات التي تعكسها بعض قنوات التلفزة، حيث يتم إخفاء الحدود الكاشفة لنوعية هذه المظاهرات، وهو الأمر الذي يعادل في تصورنا مظاهرات المتظاهرين أمام مدخل البرلمان، أو المتظاهرين اليوم وغداً في بيروت من أولئك الذين يرفضون مواقف المعارضة اللبنانية، باعتبار أنها تتجه لفرض الوصاية الأجنبية الخارجية على لبنان، رغم رفضها للدور الكبير الذي قامت به سوريا، وهي توقف مسلسل الحرب الأهلية التي نشرت الخراب والفتنة.
[SIZE=5]لم يتجه الخطاب في نظرنا نحو موضوع وقف آلية التصعيد الذي قد تترتب عنه نتائج يعرفها الجميع، بل إنه غذى جملة من العناصر التي ستساهم في تأجيج درجات الغليان الحاصل. أما بيان المجلس الأعلى السوري اللبناني القاضي بتكليف لجنة عسكرية بمهمة تحديد حجم وفترة تمركز القوات السورية في البقاع، فإنه لا يخرج عن مسار العمل الذي يفترض أن يكون موصولاً بتنفيذ اتفاق الطائف، عندما تكون الأوضاع السورية اللبنانية مختلفة عن الصورة التي آلت إليها اليوم بعد استقالة حكومة عمر كرامي. ولهذا السبب نقول إن الأوضاع ازدادت سوءاً، ونرى أن كثيراً من ردود الفعل العربية الايجابية على قرارات الخطاب المترجمة في بيان المجلس الأعلى السوري اللبناني لا تعكس صعوبة الموقف القائم، بل إنها تتعامل مع ما يجري بكثير من التساهل، وذلك رغم خطورة الموقف، وصعوبة المشهد السياسي الإقليمي والدولي المؤطر للأحداث في جريانها اليومي.
لهذا السبب نتصور أنه آن أوان القيام بتدخل عربي عاجل يضع في مؤتمر القمة القادم الخلاف السوري اللبناني والأزمة السياسية اللبنانية موضع تفكير ونظر، بحثاً عن مخرج يعطل التفاعلات التي قد تنشأ عن الموقف السوري والمواقف اللبنانية المتصدعة بفعل كل ما حصل من تداعيات بعد التمديد للرئيس لحود ومقتل الحريري، ومختلف الأخطاء الواردة في خطاب رئيس الدولة السورية، ونتصور أنه يمكن للموقف العربي المشترك أن يساهم في حفظ درجة التوتر، وخاصة عندما تضع الأطراف المعنية مباشرة بالقرار أمام عينيها تجربة سنوات الحرب الأهلية، وأسئلة الإصلاح السياسي الداخلي، ثم الملابسات التي فجرها بكثير من العنف الغزو الأمريكي للعراق.
03-10-2005, 01:59 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
كلمة الرئيس السوري بشار الأسد لإبداء الرأي والتحليل - بواسطة بسام الخوري - 03-10-2005, 01:59 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الرئيس مرسي بين التقديس والمحاسبة فارس اللواء 0 706 10-12-2012, 12:37 AM
آخر رد: فارس اللواء
Lightbulb سوريا بلد المليون بشار نيو فريند 9 2,363 05-11-2012, 01:10 PM
آخر رد: نيو فريند
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,289 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  روزنامة الأحداث السورية في عهد بشار إسماعيل أحمد 28 9,530 01-13-2012, 08:56 PM
آخر رد: تموز المديني
  مالم يقله الرئيس الأسد.. قصص عواء الذئب وسبعين بعيراً/ نارام سرجون فارس اللواء 1 941 01-13-2012, 04:18 AM
آخر رد: خالد

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS