عم بشوف وين كتبت رد ذهب مع الريح على ما يبدو، بكسبة زر خاطئة...


ما يلفت نظري في متلازمة عبدالناصر، هي الولوع الشديد بتقسيم الناس إلى فئة ناصرية ناجية وأخرى هالكة، كدأب كثيرين ممن يلامون على هذا الصنيع.

فمثلا خالد صار مؤدلجا حتى النخاع، كما قال الزميل العزيز الحكيم الرائي، والقول أن خالد مؤدلج فشطب كلامه بهذا لعمري هو أهون شرا وأسهل مكسرا من قولنا أن عبدالناصر كان هو الذي أتى ولم يأت غيره ولن يأتي، هو المهدي وهو المسيح، هو الذي خلص البشرية من الشرور.
وقول الزميل العزيز العلماني لكل شامي يرفض ناصرا أنه مصنف ضمن الفئات الملعونة الثلاثة أهون شرا من نقض كلام يناقش الرجل.

ابتداء، فإن المؤدلجين، وحتى من منهم متأدلج حتى النخاع، والاخوان المسلمين، وسائر الإسلاميين، والبرجوازيين، كل أولائك جزء أصيل من مجتمع المشرق، فحين يأتي عبدالناصر ليلغي وجود الآخر، مؤسسا لنظرية الإلغاء، حينها لا نلوم الإخوان المسلمين ولا الإسلاميين، حين نخشى منهم ونريد غيرنا أن يخشى أنهم سيلغون كل من عارضهم، هوذا أول من ألغى غيره عبدالناصر، مشكلا سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها.

حين نغمض أعيننا عن الفضيلة تداس، من أجل مكاسب أيدولوجية، سنكون خسارى بعدها مباشرة، حين قال الحكيم الفرنسي "لا أؤمن بشيء مما تقول لكني سأدافع عن حقك في قوله حتى الموت"، قصد يقينا حتى ل كنت من الإخوان المسلمين.

حين يطرح عبدالناصر مشروعا، يرفضه الإخوان المسلمون، ويقدمون غيره، بسبب أن مشروعه ضعيف في كذا وكذا، تنظر الأمة، فتجد أن مشروعا منهما هو القرب لما تريد فتختاره، ويرحل من ترفضه الأمة إلى صفوف خلفية يحسن صنيعته، لا أن يستبق امرؤ الأمة ويصادرها، فيغدو عبدالناصر هو الأمة، والأمة هي عبدالناصر، ثم تدور العجلة لتوصلنا طبيعيا إلى ما نحن عليه اليوم.

من الملاحظ أن كل ما ينعاه القوم على الإسلاميين قد قام به بعضهم سابقا، يقولون لو وصل الإسلاميون إلى الحكم سيقومون بقتل الحصان الذي أوصلهم إليه، وبإلغاء الرأي الآخر، ومصادرة الحريات، وتخريب النظام الاقتصادي، وإثارة العداء الدولي، وباضطهاد المخالفين في المعتقلات، إلخ....

هذا كله قام به اليساريون، متمثلين بعبدالناصر وبضعة دول مجاورة ممن دخلت في الحمى اليسارية، على أن غيرهم ليس بأصلح منهم...

فيم كان هذا الظلم والاستبداد مشروعا لغير الإسلاميين، حرام عليهم؟

لا نقول هنا نريد إستبدادا إسلاميا، بل نقارن فحسب، فليس الإستبداد ما ندعو إليه بحال، وإنما نريد شيئا من العدل ومن الكيل بميزان واحد.