خالد يا سندي، شوف !!
1) صاحبنا "إياد الخطيب" لم يدخل بالنقاش، ولكنه دخل مرتين على الموضوع "ولقح" جملتين وخرج. لذلك فلا مجال للدخول في تفنيد أو نقض "ما قاله إياد" لأنه لم يقل شيئاً يذكر.

2) موقفي من "عبدالناصر" يشبه إلى حد كبير موقف "بهجت" منه. فعبدالناصر عندي تجربة منتهية لا يصح استنساخها اليوم. ولكن الدفاع عنه عندي يأتي نتيجة لعاملين: A) تم الاعتداء على سيرة هذا الرجل وتشويهها بشكل منظم من قبل الإعلام "الساداتي" و"المباركي" منذ أن "باعنا" النظام الحاكم في "مصر" وخان القضية العربية. ومع أسلمة الشارع العربي من قبل "الإخوان وأبنائهم وأحفادهم الشرعيين وغير الشرعيين" من ناحية والأنظمة الحاكمة من ناحية أخرى، فإن "عبدالناصر" الذي كان يوماً "حبيب الملايين" بحق أصبح بقدرة قادر العدو الذي يجب التنكيل به. لذلك، فلا بأس عندي من فتح أكثر من موضوع دوري يعيد إلى الأذهان "زمن عبدالناصر الجميل" (وهو كان جميل حقاً عند معظم من عاصره)، ويقول بأن مسيرة عبدالناصر كان فيها الكثير من الخير، بل انها مع أخطائها وتجنيها أحياناً، كانت منطقية ومتساوقة مع الزمن والعالم الذي عاش فيه "جمال عبدالناصر".

B) زمن "عبدالناصر" هو زمن "الأمل والعزة والكرامة"؛ زمن كان فيه "العربي" يحس بأنه قد أصبح قوة عظمى (حتى لو لم يكن كذلك) أو يكاد. زمن الوحدة الوطنية والشعارات التقدمية والحلم الكبير. وهو في كل هذا معاكس لزماننا هذا الذي فتت الوطن إلى مذاهب وطوائف، ورفع شعار "الأنظمة الفاسدة أو الإسلامويين" (وكلاهما مر) وراوح مكانه، وأهدانا علباً جميلة للحلم فيها "مخلفات مغبرة من خير القرون" وقال وحدّث وروى وأخبر عن عن عن عن ... إلخ.

3) جاء "عبدالناصر" بعد استبداد اسلامي (دولة الخلافة) لأكثر من 1400 سنة تركنا في الحضيض، أعقبه عهداً قصيراً من الارستقراطية الفاسدة. والكثير منا اليوم يقولون بعدم صلاحية كل هذه النظم للحكم، فعندما يكتب "بهجت" عن عبدالناصر وعندما يتغنى – صاحب هذه السطور- "بالزعيم الخالد" فإننا لا نقول باستنساخ التجربة ولا بتجديد عهد الاستبداد، بل نقول بالخروج من هذا كله نحو دولة "علمانية ديمقراطية"، فهل يقول الاسلامويون مثل قولنا؟
أكيد لا، فليس هناك "إسلاموي" ديمقراطي ولا يستطيع أن يكون، وهذا بالضبط هو الفرق بيننا وبين الإسلامويين. بمعنى أننا قد نتغنى "بعبدالناصر" أو "بحافظ الأسد" (عند من يريد التغني به فأنا لا أحبه) ولكننا لا نقبل باستعادة اثنيهما، بينما هم الإسلامويين إعادة "دولة الاستبداد" وإخراجنا من تحت "الدلف لتحت المزراب".

واسلم لي
العلماني