لكن بجد وبعيدا عن التهريج, تشجيع الكورة دماغ بالفعل وله تأثير نفسى مهدئ كما أنه من الممكن أن تخرج كل غضبك وإحباطاتك وتنسى همومك الشخصية ولو مؤقتا أثناء مشاهدة مباراة كمباراة الغد بين ساحل العاج والجزائر وبالذات فى وسط الأجواء التشاؤمية السوداء التى يعيشها العالم اليوم.

رغم تفضيلى عدم الحديث عن الأزمة الإقتصادية وتأثيرها وذلك أولا لأن حديثى لن يقدم أو يؤخر, وثانيا لأن كتر الرغى حول تلك الأزمة بيزيدها سوءا لأن البورصات والأسواق العالمية بتتأثر بالحالة النفسية والمزاج العام السائد بين الناس, وثالثا لأنى كنت أنظر لنفسى على إنى invincible وشعارى الخالد i don't give a fuck والكل سيغرق إلا أنا ! لكن من الواضح جدا إنى لست invincible ويجب على أن give a fuck والعملية باين عليها هتطول والواحد بدأ يسمع مأسى شخصية من أناس أعرفهم كانوا يوما ملء السمع والبصر بشكل جعلنى بالفعل أهتز وأعيد حساباتى وأودع الinvincibility بغير رجعة وفى خضم تلك الأجواء المسممة المليئة بالمخاوف والقلق من المجهول جاءت الأحداث بين مصر والجزائر ووراها كأس أفريقيا كطوق نجاة, وبدل ما الواحد يقعد يقرقض فى ضوافره ويقطع فى هدومه ويظل يفكر فى المصير المظلم الذى ينتظره حتى يجن يلهى نفسه بشئ أخر مثير كمباريات الكرة وبالذات فى ظل أجواء الإستقطاب الحاد التى خلقتها الأحداث بين مصر والجزائر حتى تمر العاصفة , وحتى إذا لم تمر فبدلا من أن يموت الإنسان مكتئبا أفضل له أن يموت أمام شاشة تلفزيون بلازما ضخمة وهو يقفز مبتهجا بدخول أول هدف فى مرمى ذو الإحتياجات الخاصة شاوشى!

مباريات الكرة تشبه حفلات الهارد روك والهيفى ميتال وأيضا حلقات الزار حيث يذوب الإنسان ومعه مشاكله فى الضجيج الذى يحاصره من كل جانب ليخرج بعدها صائحا هللويا ويصبح born again motherfucker.