هناك كتاب فى منتهى الاهمية لايرخ فروم ( الهروب من الحرية )..يشرح الاليات النفسية الجماعية لقطاعات اجتماعية وفى اجواء الازمة العامة والاحباط الجماعى كيف تبدا هذه الكتل الاجتماعية بالحركة كقطيع متخلية عن حريته الفردية بل والجماعية لصالح الاندماج فى المجموع تحت قيادة حديدية توفر له احساسا ما بالحماية وعلى الارجح بالحماية من عدو خارجى او من مؤامرات تصل لدرجة الشعوذة والغيبية...... سيكولوجيا القطيع هذه والباحثة عن وسيلة لتخفيف حدة ازمتها وصراعها النفسى تنظر بدرجة كبيرة من القداسة و بوسائل قياس غير عقلانية للرموز السياسية التى تقف على راس هذا القطيع بالرغم انها رموز تافهة فى معظم الاحوال

والقطيع قد يتشكل حول قوة ما خارجية ايضا وهو يملك نفس المقومات والخصائص فى طبيعة عملة وتشبه الحالة الاولى ..فمعظم الشيوعين العرب السابقين مثلا كانوا حالة من هذا النوع الفاقد للقدرة على الاستبصار والتفكير بالثنائيات السطحية dichotomy والنظر بحالة من القداسة والشعوذة والغيبية لرموز هذه القوة التى افترضوها وقدسوها .. ومعظم هؤلاء الشيوعين الان بالرغم من انهيار الايديولوجيا السطحية ورموزها التى عبدوها بطريقة دينية لكنهم لم يتخلوا عن سيكولوجيا القطيع التى اكتسبوها وتعلموها كخبرة نفسية سابقة تجاه قوة خارجية وبداوا يبحثوا عن اله جديد وهو الولايات المتحدة الاميركية الان وعن نص مقد س جديد فبدلا من ديكتاتورية البروليتاريا والواقعية الاشتراكية صار الحديث عن نصوص دينية جديدة هى الديمقراطية والليبرالية والممزوجة فى معظم الاحوال بمخلفات توتاليتارية شيوعية سابقة مع حس رجعى طائفى وانغلاقى واله جديد اسمه اميركا.. انها سيكولوجيا القطيع التى لا ترحم

الاوطان وحريتها لا تصنعها سيكولوجيا القطيع التى تعادى الاخر بطريقة فاشية غير عقلانية ... والديمقراطية لا تصنعها ايضا روح القطيع والتىتتخلى عن كل شىء يخصها بما فيه المكان والزمان والهوية الجماعية والوطن لينظر اليها الاله الجديد الذى تفترضه الها بنظرة عطف ورضى


الاوطان يحميها الوطنيين والديمقراطية يصنعها الديمقراطيون... وليس القطيع