حيث تعشش الخرافة وتفرّخ وتسود، تتحول الشعوب إلى قطعان ماشية تسوسها وتستغلها المافيات الدينية والسياسية.
كذا في مصر، كذا في فلسطين.. وكذا في "بلادُ العُربِ أوطاني، منَ الشّـامِ لبغدانِ. ومن نجدٍ إلى يَمَـنٍ، إلى مِصـرَ فتطوانِ." (تطوان، للزميل الذي سأل عنها، هي مدينة مغربية أحياؤها القديمة أندلسية الطابع)
لذا فـ"الزعيق" المتبادل على طرفي الحدود والمنطلق من أبواق مافيات مبارك ومافيات هنية (وبعض صداه نسمعه يتردد، للأسف، هنا من بعض من يعتقد أنه "أمسك الذيب من ذيله".. ) هو عبث وقبض ريح. وسواء انتصرت لهذا الفريق أو ذاك، ممن يتبادلون الشتائم، لن تجني سوى ضحكة استهزاء من طرف إسرائيلي عرف كيف يستثمر الجهل ليجدد الدماء في شرايين االخرافة.
وصحيح بعض ما جاء في قول الزميل العلماني، ومنه:

(01-11-2010, 03:34 AM)العلماني كتب:  ...
ما حدث ويحدث منذ تأسيس "أصحاب الحور العين والغلمان والمخلدين" لكيانهم "الإخونجي" الهزيل في فلسطين، تساءل عنه "حماس" أولاً و"فتح" (السلطة) التي تركت فسادها يستشري..

أي قارئ محايد للأحداث ونتائجها سيرى أن "حماس" تحولت، منذ وصولها إلى السلطة، من مشروع مقاومة إلى "بلدوزر" إسرائيلي رهيب، يعمل بقوة آلاف الأحصنة، لتهديم كيان الشعب الفلسطيني.(وكأن النكبة والمافيات العربية الحاكمة لم تكن كافية لهدمه)
ذلك كان الهدف من صنع حماس يوم أعطت إسرائيل ترخيصا للشيخ الراحل أحمد ياسين بتأسيس جمعيته الدينية في العام 1987.

نقف، أيضا، عند تعقيب "مهم" للزميل " observer" :

(01-12-2010, 11:53 AM)observer كتب:  ..... كل النسخ الاسلامية لانظمة الحكم الموجودة منذ اربعة عشر قرنا الى الانظمة الحالية الان، و الذي طيفها يمتد ما بين اسلامي معتدل كما في الاردن و سوريا مرورا بالاكثر تشددا كالسعودية و السودان الى النموذج الشيعي و ولاية الفقيه وصولا الى الاكثر تزمتا كطالبان و القاعدة، ما زال يعتبرها العربان انها لا تمثل الاسلام الصحيح...

نعم .. حقيقة الأمر إن جميع الأنظمة العربية الحاكمة هي "أنظمة إسلامية" (القانون المدني فيها مؤسس على الشريعة الإسلامية، لا يستثنى سوى تونس )، وما سبب الاختلاف "الظاهري" بينها سوى اختلاف مستوى شعوبها في العلم والمعرفة، وخشيتها من "انفجار طنجرة البخار" إن زاد الضغط عن الحد الذي حسبه لها مستشاروها من "الكهنة" تجار الدين.
ثم إن حكام العرب اليوم هم، جميعا، "خلفاء مسلمون" توارثوا الحكم "الإسلامي" عن آبائهم أو اغتصبوه على طريقة معاوية بن أبي سفيان، وهم توارثوا طريقته في أخذ "البيعة" لأبنائهم من أهل الحل والعقد ، وهم "العلماء والفضلاء ووجوه الناس" كما تقول أدبيات شيوخ الإسلام البارحة، وكما يقول "أمراؤه" اليوم!..
(ألم تتفرجوا على أهل "الحل والعقد" من الوزراء والنواب ورجال الثقافة والإعلام .. الح. وهم "يباعون" بالرقص في الساحات وبالتراقص بالتصريحات في الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون ... تحت نظر "النظارات السوداء" لرجال المخابرات ؟؟)

وحكاية "الإسلام الصحيح"، هذه، حكاية مضحكة إن كان المقصود بها "حكم الخلفاء الراشدين"، وهي حكاية لا تنطلي إلا على "أهبل".
كل واحد من هؤلاء الخلفاء الراشدين وصل إلى الحكم بطريقة تختلف عمن سبقه، وكانت قائمة على موازين القوى "السياسية"، لا الإسلامية، في زمنه. ولم يجمع تلك الطرق قانون أو شرع إسلامي واحد. (حكاية الشورى حكاية تلفيقية لتزويغ الأبصار، وقد تبين فشلها "التام" حين انقسموا إلى فرق وملل في تولية الخليفة الرابع ) وثلاثة من هؤلاء الأربعة قتلوا ولم يكملوا خلافتهم "الراشدية". كما أن ثالثهم، الملياردير، فقد "الرشد" حين جعل من "الدولة الإسلامية" مزرعة لأهله وعشيرته. أما رابعهم فقضى وهو يحارب في أرجاء المملكة الأربعة دفاعا عن حقه في الملك !...
(إذا كانت الحروب التي خاضها علي ومعاوية وابن الزبير نالت "شرعيتها" لدى مناصريهم في الحديث " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما"، فكيف يمكن تطبيق هذا "القانون" اليوم ؟.. ولماذا لا يصار تعيين ثانيهما رئيسا للوزراء بدل قتله !؟... )

ننهي تعقيبنا كما بدأناه:
حيث تعشش الخرافة وتفرّخ وتسود، تتحول الشعوب إلى قطعان ماشية تسوسها وتستغلها المافيات الدينية والسياسية...
هذه حال العرب اليوم.