إلغاء الذات
من الغريب والعجيب أن يسلم الإنسان عقله لإنسان آخر
فيذهب لعنده ويسأله عما يريد أنيفعله في حياته
هل هذا حلال وهل هذا حرام هل هذا يجوز ام لا يجوز
وعند كل مشكلة يلجأ إلى شيخه لكي يحلها له أو أن يقدم له المشورة
وكذلك يتعامل مع الشبهات
قد نكون من الشعوب الكسولة والتي تريد أن تحصل على كل شيء بملعقة من ذهب
عقولنا وضعناها في كهوف عميقة واغلقنا عليها بالمفاتيح
لا نريد أن نفكر ولا نريد أن نستعمل هذا العقل
يكفي أن هناك من يفكر عنا فلمذا نتعب انفسنا
ألا يوجد السادة والشيوخ والمراجع والفقهاء والكهان والرهاب والبابوات وغيرهم
فلماذا نستعمل شيئا جعلنا ملكيته لمن اراد
فالمسلم السني عقله لفقيهه
والصوفي لشيخه
والشيعي لمرجعه
والمسيحي لابيه في الكنيسة
واليهودي لحاخامه
وهكذا
اصبحت عقولنا ملكية خاصة لهؤلاء
بل جسدنا كله اصبح ملكا لهم
يتصرف به هؤلاء كيفما يشاؤون
افعل كذا فعليك أن تفعل كذا
لا تفعل كذا إذا هو محرم عليك أن تفعل كذا
لماذا يا ترى يلغي الإنسان نفسه ويلغي مع نفسه عقله
ألا توجد كتب ألا يوجد عقل فلماذا نحتاج لمن يتحكم بنا حسب فهمه
فكل شخص من هؤلاء له فكره وفهمه الخاص فلماذا تأخذ منهم ولا تأخذ من نفسك
هل تشعر بالنقص وهل تحس بأنك لا تملك لا عقلا ولا فكرا حتى تأخذ من الآخرين فكرك وعقلك
لماذا أنت موجود أصلا
اذهب إلى مشفى المجانين واحجز لك سريرا فحسب علمي أن هؤلاء تخلوا عن عقلهم فهل تريد أن تكون منهم
نحن لدينا عقل ونملك ملكة التفكير
وعلينا أن نقرأ ونسمع من كل الأطراف
لا كلام مقدس لأحد
في دنيانا لا يوجد كلام مقدس ومنزل
كل شيء يمكن أن يقبل أو يرد عليه
يجب علينا أن نختار بأنفسنا ولو كان اختيارنا خاطئا
المهم أننا اخترنا بحريتنا وملئ ارادتنا ومن دون أن نسلم أنفسنا وعقلنا وفكرنا لأحد
المقدس هو انت نفسك لا صاحب عقلك
صاحب عقلك هو الديكتاتور الذي يتحكم بك كيفما يشاء لا كيفما تشاء انت
يجب أن يكون في نفس كل واحد منا شعلة من ثورة ونار
يجب علينا أن نتعلم ونتعرف ونسمع ونحلل ونفكر وإلا تحولنا لمجرد برامج مبرمجة
خذ كل ما يصلك
حلل وفكر وخذ قرراك بنفسك
لا تظنن بنفسك سوءا
فأنت إنسان والآخر إنسان
والفرق بينكما هو أن الأول يعلم بعض الشيء وانت لا تعلم شيئا فذهبت لاحساسك بالعجز والنقص والجهل إلى ذاك الشخص كي تأخذ منه ما تظن أنه الحق والصحيح
لقد ذهبت إليه لأن عقلك قال واوحى لك بأنك مجرد عبد ومملوك لذاك الآخر
الأمر لا يحتاج لبطل
إن كنت لا تعلم فتعلم
أما إن كنت لا تعلم ولا تريد أن تعلم فهذا عذرك وانت المسؤول عن نفسك
ولكن ضع في عقلك كلمة واحدة
لن يتحرر الإنسان إلا بتحرره من سلطة الإنسان
كن حرا وعش بحرية اسمع لنفسك ولا تسمع لغير نفسك ولا تسلم نفسك لأحد ما دمت مقتنعا بأن الذي تفعله صواب