العلماني
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
    
المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
|
RE: دعوة لتخيل مصر بلا اسلام و بلا عروبة
(01-31-2010, 03:45 AM)fares كتب: لو لم يكن الإسلام لما أحرقت الآف الكتب في مكتبة الإسكندريه بأمر من عمر بن الخطاب فضاع علي البشريه تراث هائل من التاريخ والثقافه .
كذب طبعاً، فالمكتبة أحرقت قبل مجيء الإسلام لمصر بعشرات السنين. هذا ما تصدى له المرحوم الدكتور "عبدالرحمن بدوي"، وهو ما يقوله الكثيرون من كبار مؤرخي الفلسفة الغربيين.
بالمناسبة، ليتنا كنا منفتحين على العالم اليوم شأن العرب الذين خرجوا من الجزيرة في القرن السابع الميلادي. فهم كانوا يدركون جيداً أن رأسمالهم الحضاري والثقافي بالنسبة لشعوب الشرق قليل، ولكنهم مقابل هذا كانوا منفتحين على العلوم والفنون والقوانين والإدارات الشرقية رغم تمسكهم بدينهم وشرعة نبيهم، لذلك تقدموا هم وتأخرنا نحن.
نعود للموضوع الذي تسيطر عليه بعض "الروائح الشوفينية" ...
أعتقد، والله أعلم، بأن العرب لو لم يدخلوا مصر ويملكوها لكان غيرهم احتلها وملكها وطبع أهلها بطابعه حتى هذه الساعة. فلقد سبق العرب على حكم مصر الرومان واليونان لمدة ما يقارب الألف سنة؛ تحول أهلها فيها من الديانة المصرية القديمة إلى المسيحية. وبالمناسبة (كمان مرة)، لا نعرف لأهل "مصر" حضارة خاصة أصيلة طيلة هذه الألف سنة إلا ما لعبته "الإسكندرية" من دور ثقافي مهم. ولكن الإسهام الحضاري "الإسكندري" في هذه الفترة ليس مصرياً بقدر ما هو "يوناني" حتى في أيام سلطان روما وبيزنطة على الشرق (ولعل سيرة وفلسفة "أفلوطين" الإسكندري تجسد ما نتحدث عنه).
شيء آخر، التطور الحضاري المصري جاء دائماً نتيجة التفاعل المصري مع "الشرق القريب" وبالذات "سوريا الكبرى" وحضارة بلاد الرافدين (العراق). وبالمناسبة - ثالثة - طيلة العصور العربية الإسلامية وازدهار حضارتها ما بين القرن الثامن والثالث عشر، كان "الدور المصري" هامشياً إذا ما قارناه بدور "العراق" ودور "الأندلس". وعندما استعادت "مصر" وهجها مقارنة بجاراتها، لم يكن هذا إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومن خلال تحريض "سوري" (لبناني بالذات). بل نستطيع أن نستطرد ونقول بأن "القومية المصرية" نفسها، وتعريف "المصريين" لأنفسهم بأنهم مصريين لم يبدأ بشكل حقيقي إلا بعد التواصل مع الغرب و"تفشي الأفكار القومية" السائدة في أوروبا بعد الصدمة الحضارية التي شكلتها "حملة نابليون" على الشرق. فقبل "نابليون" لم يكن هناك مصري في مصر يعرّف نفسه بأنه "مصري"، ولو فعل فإن كلمة "مصر" لا تحمل عنده أي معان مهمة. فالمصري خلال قرون طويلة لم يكن عند نفسه إلا مسلماً عربياً أو عربياً مسلماً ليس إلا.
اقتضى التنويه
واسلموا لي
العلماني
|
|
01-31-2010, 04:44 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}