سمير يوسف .
يا زميلي .
لا يمكن ألا توجد سياسة للولايات المتحدة حتى لو حاولت ذلك ، فمصالح و ارتباطات الولايات المتحدة تمتد على اتساع العالم كله .
السياسة الخارجية لأي دولة لها هدف واحد ،و هو خدمة المصالح القومية ، سياسة تعني مصالح ولا شيء آخر ، هذه هي سياسة الولايات المتحدة و أي دولة أخرى .
عندما نناقش هذه السياسية فلهدف محدد ، هو أن نرى كيف تنظر الولايات المتحدة لمصالحها ،و كيف تتصور الأساليب التي تحقق لها هذه المصالح ،و بالتالي يكون فهمنا لتصرفات الولايات المتحدة سليما ، .
هناك أكثر من مدرسة في السياسة الخارجية الأمريكية ، تلك المدارس هي ما حاولت إيضاحه ،و ستلاحظ أنها جميعا سياسات برجماتية ، حتى المدرسة الويلسونية التي تسعى لنشر الديمقراطية في الخارج ، لا تسعى لتحقيق ذلك من باب الشفقة أو الإنسانية ،و لكن لأنها ترى أن مصالح الولايات المتحدة لا يمكن تحقيقها سوى بنشر الديمقراطية في الخارج .
السياسات الخارجية الأمريكية لم تكن دائما ناجحة ، و لكنها أيضا حققت نجاحات كبيرة في قضايا و صراعات أساسية ، لا تعود تلك النجاحات لمهارات و تقاليد سياسية راسخة في أمريكا ،و لكنها تعود بشكل أساسي لموارد أمريكا الهائلة . لا يمكن لأحد أن يغفل النفوذ الأمريكي الطاغي في العالم ، فلم يمكن حل أي مشكلة دولية كبيرة بما في ذلك المشاكل داخل أوروبا بمعزل عن أمريكا ، ولا يمكن لأحد أن ينكر النصر الأمريكي في الحرب الباردة ، في المقابل هناك فشل للسياسات الأمريكية في فلسطين ،و كوريا الشمالية ، و بوليفيا و دول أخرى في أمريكا الجنوبية .