مووووووووووووو

:angry:


حسن حردان
شكلت التظاهرة الوطنية الشعبية الكبرى التي نظمتها الأحزاب والقوى اللبنانية في ساحة رياض الصلح بوسط بيروت، علامة فارقة في التطورات التي شهدها لبنان منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتداعيات التي أحدثها، ومحاولات المعارضة استغلال الجريمة وتوظيفها في إطار مصالحها السياسية لتضليل الرأي والتعمية على طبيعة الصراع والأهداف الحقيقية للمعارضة الساعية الى الاستقواء بالتدخل الأميركي ـ الفرنسي من أجل الانقلاب، ليس فقط على الدور السوري الانقاذي في لبنان، بل أيضاً تغيير نظام الحكم الذي نشأ منذ اتفاق الطائف واستبدال نظام آخر به اقرب ما يكون لصيغة نظام 43 الذي ولى زمانه وبات من المستحيل احياؤه بسبب التطورات والمتغيرات التي شهدها لبنان عبر العقود الماضية.

فهذه التظاهرة أكدت جملة أمور وحقائق ووجهت رسالة للداخل والخارج: ‏

أولاً: ان حجم القوى والأحزاب اللبنانية الرافضة للقرار 1559 وللتدخل الأميركي ـ الفرنسي بشؤون لبنان هو كبير جداً، ويستدل عليه من الجماهير اللبنانية التي احتشدت بهذه الأعداد الكبيرة التي بلغت مئات الآلاف من اللبنانيين الذين يمثلون كل شرائح المجتمع اللبناني على نحو لا لبس فيه لأي مراقب ومشاهد وبالتالي فإن ذلك كشف ان الشعب اللبناني بأغلبيته ليس في صف المعارضة التي حاولت اثر اغتيال الرئيس الحريري الادعاء انها تمثل إرادة كل اللبنانيين فيما تطرحه من شعارات ومواقف تلقى تأييد الولايات المتحدة وفرنسا. ‏

ثانياً: ان هذه التظاهرة بالمقارنة مع تظاهرة المعارضة التي سبقتها في ساحة الشهداء كشفت الحجم الحقيقي للمعارضة التي لم تتمكن من حشد سوى الآلاف حسب جميع وسائل الإعلام حتى تلك المؤيدة لها مما يعكس عدم قدرتها على حشد سوى محازبيها وبالتالي عجزها عن استمالة قطاعات شعبية واسعة إلى جانب خطابها السياسي الذي يثير حفيظة اللبنانيين لأنه خطاب متطرف يعيد تذكيرهم بلغة ومنطق الحرب ورموز العلاقة مع «إسرائيل» والولايات المتحدة والغرب الذين عادوا واطلوا من جديد، بدعوى الدفاع عن حرية واستقلال لبنان وسيادته والمطالبة باجراء انتخابات حرة ونزيهة، بينما هم كانوا من استقبلوا جيش الاحتلال الاسرائيلي عام 82، وبعده قوات الاطلسي، وشكلوا الغطاء والمرتكز له كي يحقق أهدافه، فلم يكن لديهم حرج في اجراء انتخابات رئاسية في ظل الدبابات الاسرائيلية ومن ثم توقيع اتفاق 17 أيار المشؤوم مع «إسرائيل». ‏

ثالثاً : إن هذه التظاهرة الكبرى في لبنان تظهر حقيقة اساسية وهي ان قوة سورية في لبنان ليست نابعة من وجود قواتها العسكرية فيه، بل من التأييد الواسع على المستويين الحزبي والشعبي، ولذلك فهي لن تتأثر بخروج الجيش السوري، بل على العكس فإنها سوف تتعزز بعد تحررها من أعباء الوجود الميداني التي اشار اليها الرئيس بشار الأسد في خطابه. ‏

وفي مقابل أقلية كانت تهتف ضد سورية ودورها في لبنان، ظهر بوضوح ان أغلبية كاسحة من الشعب اللبناني وقواه الحية تؤيد العلاقة الاستراتيجية مع سورية، واستمرار وحدة المصير المشترك معها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وترفض التنكر لدور سورية الانقاذي في لبنان الذي اسهم في انهاء الحرب الأهلية المدمرة، والمساعدة على بناء مؤسسات الدولة والجيش اللبناني، ودعم المقاومة التي تمكنت من إلحاق الهزيمة بالاحتلال الاسرائيلي، وهذا ما جعل لبنان ينعم اليوم بالامن والاستقرار ويشكل ضمانة له في وجه محاولات دفعه مجدداً إلى أتون الفتن والحرب. ‏

وبالتالي فإن هذه الأغلبية لن تقبل فصل لبنان عن سورية، أو فك الارتباط بينهما، بل تتمسك بأن تكون وفية لسورية وتضحياتها الكبيرة في سبيل لبنان، وان يكون لبنان الى جانب سورية وقت الشدائد وتعرضها للضغوط الأميركية الاسرائيلية ـ الفرنسية، مثلما هي وقفت إلى جانبه وقت الأزمات والمحن التي عصفت بلبنان. ‏

رابعاً: إن الحشود اللبنانية الكبيرة في ساحة رياض الصلح تشكل رسالة إلى الرأي العام العربي والدولي في آن واحد، بأن ما تدعيه واشنطن وباريس عن موقف الشعب اللبناني، إنما هي مزاعم وأضاليل لا تستند إلى الواقع الفعلي بشيء، وإذا ما كانتا تملكان الجرأة فيجب عليهما الاقرار بأن أكثرية الشعب اللبناني ترفض تدخلاتهما في شؤون لبنان الداخلية ومحاولة تشويه صورة وحقيقة موقف اللبنانيين، وبالتالي إذا كانتا فعلاً تؤمنان بالديمقراطية التي تزعمان الدفاع عنها، فما عليهما سوى الاعتراف بأن ما جرى إنما يشكل استفتاء شعبياً حقيقياً بأن أغلبية الشعب اللبناني لا توافق على ما تقوله وتدعيه المعارضة، وترفض التدخل بشؤون لبنان الداخلية والمحاولات المحمومة لإحداث فتنة جديدة في لبنان، أو الفصل بين لبنان وسورية، أو نزع سلاح المقاومة، وفرض التوطين، أو دفع لبنان مجدداً إلى توقيع اتفاق 17 أيار جديد. ‏

خامساً: إن هذه التظاهرة تسهم في تبديد الصورة المزيفة والمضللة التي نقلتها وسائل الإعلام وأدت إلى اشعار الشعب العربي السوري بنكران جميل سورية ودورها وتضحياتها، من قبل البعض، وتؤكد له ان شعب لبنان سيبقى وفيا لسورية، وأن ما قيل لا يعبر إلا عن رأي أقلية في لبنان، وأن العلاقة السورية ـ اللبنانية ستبقى علاقة أخوة وتعاون ووحدة مصير مشترك، ولن تتمكن القوى التي ارتضت لنفسها أن تكون صدى للأجنبي من دق اسفين في علاقة الشعب الواحد في البلدين. ‏
ومن المؤكد ان كل ما حصل من محاولات تأليب للرأي العام وإثارة لنعرات عنصرية، سوف تذهب أدراج الرياح بعد نزول هذا الكم الكبير من اللبنانيين الذين أكدوا وفاءهم لسورية وشعبها وجيشها، وسوف يشكل ذلك صدى إيجابياً كبيراً لدى الشعب العربي السوري يسهم في إزالة ما شعر به من أذى، وتعزيز الروابط بين الشعبين، ويحول دون امكانية فصل عرا علاقتهما الضاربة جذورها في عمق التاريخ والجغرافيا والكفاح المشترك ضد الاستعمار والاحتلال ومشروعات الهيمنة الأميركية ـ الإسرائيلية على المشرق العربي. ‏

‏
:no2:
لاتلعب بالكلمات :no2:

فكلماتي سيف بتار :mad2:

ولا شيء معنا إلا الكلام :9:


:bye: