(02-15-2010, 04:39 PM)شهاب الدمشقي كتب:  

اقتباس:انت يا عزيزي و الاخوة المسلمين ايضا ينسون او لا يعرفون ان في المسيحية هناك شئ اسمه" روح الله" او الروح القدس ساكن بين ابنائه. و بالنسبة لكم اي مشكلة بين الزوجين هي مشكلة مستعصية و لا حل لها الا بالتفريق و ذلك انهاء للجحيم الذي يعيشون فيه كما تتخيل.

لكن بالنسبة للمسيحي فهذا الكلام " فارغ" لانه واثق ان روح الله يتدخل و يحول الكره الى محبة و البغض الى ود و الجحيم الى جنة بين الزوجين و يحول القلوب الحجرية الى قلوب لحمية.

يا عزيزي للأسف وجدتك تقر - ضمناً - بصحة كل كلمة سجلتها في تعقيبي السابق !! فالمسيحي يكون في منتهى العقلانية والموضوعية والواقعية عندما ينتقد تناقضات الشريعة الاسلامية وتعنتها في بعض الأحكام، ولن يقبل اي تبرير اسلامي لها من قبيل (روح الله وامر الله والله يفعل ما يشاء ) .. ولكن .. عندما يستخدم غير المسيحي ذات المنطق العقلاني في قراءة المسيحية ينسى ذاك المسيحي (الذي كان قبل لحظات في قمة العقلانية والموضوعية) كلامه لنسمع لهجة جديدة هي ( في المسيحية هناك شئ اسمه" روح الله" او الروح القدس ساكن بين ابنائه .. روح الله يتدخل و يحول الكره الى محبة و البغض الى ود و الجحيم الى جنة بين الزوجين و يحول القلوب الحجرية الى قلوب لحمية) !! ..

الغريب في الأمر (بل قل إن شئت: المضحك المبكي بآن !!) أن ذات الحجج العقلانية والواقعية التي كان المسيحي يحاجج بها في نقد الإسلام تصبح هي نفسها (كلام فارغ !!!!) عندما توجه إلى المسيحية !!!!!! .. فهل هنالك فرق حقيقي بين الدينين ؟..

إذا كان لكل تناقض ديني فلسفة دينية روحية محضة تجعلها أمراً مقبولاً وطبيعيا فلماذا لا يتعامل المسيحي مع تناقضات الإسلام بذات المنطق ؟ أم أن الأمر كيل بمكيالين (حرام عليكم وحلال زلال علينا !) ..

ما علينا ..

زميلي العزيز شهاب

نعم اتفق معك لحد بعيد فيما قلت بخصوص الانتقائية باستعمال العقل و المنطق. و الاصل في الموضوع انه لو اردنا اخضاع العقل و المنطق العلمي البحت لاثبات وجود الله و لاهوته لما استطعنا اثباته او نفيه و لوصلنا لنتيجة حتمية مفادها لا ادري. و لكن الايمان هو احد ادوات المعرفة كما قال القديس اغسطين و يستدل على وجود الله من التعرف على الضمير، اي كما عرفه ذات القديس بان الضمير هو بقايا الله فينا، و لك هنا كانسان مادي أن ترمي هذا الكلام في سلة المهملات و لن اجرئ على محاججتك طالما انت تلزمني بالحجج و البراهين المادية. و لكن الحال يختلف مع باقي المؤمنين من اخوتنا المسلمين و اليهود، و للنقاش معهم مستوى اخر، اذ لا يختلف المؤمنون فيما بينهم حول و جود الله بل يكون الاختلاف حول لاهوته. فطالما اننا كلنا نتفق على وجود الله و نتفق ايضا على ان الله بر و صالح فاننا ننطلق مع بعضنا بالنقاش من هذا المستوى و عليه نقيس الامور. فمثلا يرى المسيحي في ظلم المرأة بالاسلام و الفانتازيا الجنسيه في الحياة الاخرة امور لا تتفق مع طبيعة الله ولا تتماشى مع قدسيته تماما كما يرى المسلم قضية تجسد الله و تأنسه كارثة الكوارث، فعندما يأتي طرف ثالث يقيس بالمنطق المادي البحت ليستمع لمنطق كل منهما بالتأكيد سيظهر له المنطق الانتقائي جليا عند كل منهما لانه لا يقيس الامور بمنطق الايمان. و اعطيك الحق كل الحق فيما تقول لو رايت مسيحيا يحاجج مسلما ليثبت له ان حادثة الاسراء مثلا لا يمكن ان تحدث لانها ببساطة ضد القوانين الفيزيائية، او رايت مسلما يحاول ان يثبت لمسيحيٍ بان حادث القيامة مستحيل لانه ضد القانون البيولوجي

و اسلم للمحبة