(02-19-2010, 06:02 PM)طريف سردست كتب:  حسب رؤيتي، ينطلق الطرفين في رؤيتهم للواقع من خلفيتهم الثقافية القائمة على الثقافة الابراهيمية (الواحدة) من حيث المضمون القائم على العين بالعين والسن بالسن، وامتلاك الحق المطلق، واستباحة الاخر بأمر من الله، على قاعدة ايمان كلا الطرفين انهم الشعب المختار، والسعي لتحصيل المكاسب للامة ذات اللون الواحد، بعيدا عن مفهوم الانسانية او المواطنة، والتقوقع داخل الذات الدينية والاثنية ، والقاء اللوم على الاخرين على قاعدة الغرور العنصرية والتشكيك بالاخر.
وغالبية هذه المفاهيم تمتد جذورها في الدين (الواحد) على الرغم من اختلاف التسميات.

أتفق معك على الخلفية الابراهيمية في ثقافة الحياة اليومية لدى الطرفين (لميخايل غورباتشوف مصطلح ساخر: "التعصب القومي المطبخي" )، مع فارق هام يتلخص في فلسفة التعامل مع الواقع العملي، و قد تجذرت أكثر فأكثر، نظرتي لهذا الفارق مع كل مؤلف قرأته عن قادتهم (سيرة حياة، مذكرات، وثائق تاريخية ).
أما الجريمة الأكبر فتتلخص في إخراج المفاهيم الإبراهيمية من طور الحديث المنزلي - المطبخي و تحويلها إلى سياسة حكومية ... و هذا يالتأكيد ليس ذنب الفلاح وجيه عرنيط الذي يحلم بأن يدعوه و شأنه في أرضه. لا أنكر أن في جانبنا "هواة" شغفون بـ "السياسة الإبراهيمية"، و هم معروفون بدون أن نسميهم. أعتقد أن هؤلاء ألحقوا ضررا بأهل فلسطين أسوة بالصهاينة عبر تحويل القضية من قضية حقوق مدنية و إنسانية إلى صراع ديني اختزل فلسطين إلى القدس، و القدس إلى الأقصى.
يبدو أن عيسى ابن مريم نتاج هلنستي.
مع التقدير