الزميل أبو النور

الحق يقال ان مقالتك (ورغم اننى سبق وشاهدت فيلم zeitgeist) إلا اننى لم اتقبل الفيلم لأعتقادى بحدوث واقعة الصلب لمن هو شبه للمسيح، ولكن بعد تحرر عقلى من تلك الفكرة من اساسها فقد وجدت بعض العلاقات تترابط مع بعضها البعض بصورة اكثر وضوحا لما حدث فى الماضى وسأحاول عرض هذه الخواطر وأرجو ان تسامحنى لأن معلوماتى عن المسيحية قليلة جدا جدا:

1) دارت فى عقلى خواطر حول قانون الأيمان المسيحى والذى تم اقراره عام 325م ثم تم إضافة بند آخر له فيما بعد يتعلق بألوهية الروح القدس فى عام 381م

ووجدتنى اقارن بقانون الايمان الاسلامى والذى وضع منذ بدء الرسالة وفى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم سواء من ناحية الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ويوم الدين أو بقواعد الاسلام الخمس التى بنى عليها.

إن مدة فى حدود 350 عام تقريبا يحدد فيها معالم رسالة او عقيدة فى زمن لا يوثق فيها المعلومات والكتابات لهى فترة تثير الريبة وما يصحب ذلك من توجه سياسى للامبراطورية الرومانية لعدم الانفراط ووجود يهود يرفضون من الاصل نبوة المسيح وكانوا طيلة عهدهم اهل مكر وخداع ودسائس وعلم بالكتاب .

لذلك كان لابد من وضع شئ من التفسير او اللاهوت يجعل القصة قابلة للتصديق وهنا ظهرت الحاجة لوضع تبرير لعدم خطأ البشر او تزويرهم للاحداث فتم اختلاق الايمان بالروح القدس وانه مع كتبة الانجيل ومع الاباء الصالحين بل ايضا بين الناس يرشدهم.

وكان لزاما لهذه الفكرة وحتى تترسخ اكثر بين الناس، كان لابد من ترسيخ الاعتقاد فى المعجزة لدى القديسين ولذلك نجد الاعتقاد فى كرامات القديسين يضرب بجذور عميقة لدى المسيحى المؤمن.

2) حتى يتم السيطرة على معتنقى هذا الدين بالصورة البشرية التى تم وضعها ورغم قيام روما بمطاردة وقتل المسيحين فى كل مكان ولا شك ان احبار اليهود كانوا لهم فى ذلك سندا، كان لابد من وضع اسلوب بوليسى لهذه السيطرة وحتى لا ينفر منها الناس فكان لابد ان توضع بصورة مقبولة بل بصورة يسعى الناس لتطبيقها بأنفسهم وعلى أنفسهم .. فتم وضع اسرار الكنيسة السبع.. واعتقد ان الغرض الحقيقى منها فى البداية هو مراقبة الفكرة عند الناس .. لأن من كان نصرانياً حقا من اتباع المسيح عيسى بن مريم ما كان ليقبل التعميد ولا الاعتراف ولا التناول... ثم تطور الغرض منها إلى الحفاظ على مزايا مالية وأدبية لرجال الدين المسيحى وأنا لا انفى الايمان عندهم ولكن اعتقد ان هذا يمنع العقل فى ان يفكر بصورة صحيحة ولاسيما انه سيقابل بمن يكبت هذه الفكرة من داخل الوسط الكنسى.

3) كذلك فكرت فى عصر الشهداء فى المسيحية .. واميل للاعتقاد بأنهم شهداء فى زمنين وليس زمن الاضطهاد الرومانى فقط ففى زمن الاضطهاد الرومانى كان لدخولهم دين سيهد الامبراطورية وبعد تحول الامبراطورية الى المسيحية بصورتها الحالية كان الشهداء نتيجة لرفضهم فكرة التثليث والعبث بالرسالة وأنهم لقوا الشهادة نتيجة تمسكهم بالدين الصحيح.

4) وكذلك فكرت بصورة اوضح فى قول الله سبحانه وتعالى {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة83 وحسبما فسر المفسرون هذا بأنهم اهل الحبشة ومن كانوا مع النجاشى، واعتقد الآن أن بكائهم كان ليس فقط من انهم عرفوا الرسول الحق المبشر به فى الانجيل ولكن كان بكائهم ايضا لما فعلته روما بالنصرانية وبأهل النصرانية الموحدون حيث انهم لازالوا على عقيدة التوحيد.

5) وأخيرا هذه الافكار قادتنى الى التفكير فى ان الكنيسة الان تمثل خط الدفاع الرئيسى عن المسيحية بصورتها الحالية واكبر اختبار يمكن ان يوجه الآن للكنيسة فى ظل ما سبق هو نزع الدنيا من رجال الدين المسيحى وترك الايمان يدافع عن نفسه... بمعنى آخر افكر فى كيفية وضع استراتيجية للقضاء على الفتنة الطائفية والتى يشعلها اكثر رجال الدين المسيحى .. اعتقد انه سيتم القضاء على هذه الفتنة الطائفية ونزع فتيلها بصورة جيدة عن طريق منع الاتجار بالدين عن طريق التركيز الاعلامى لمفكرين مسيحيين ومسلمين فى ضرورة توجيه العشور الى خزينة الدولة ويصرف منها على كل الاوجه التى كان يصرف منها (مثل بناء الكنائس ومساعدة فقراء المسيحيين وغير ذلك) ولكن تحت اشراف الدولة ولا مانع ان يكون هناك وزير مسيحيى مسئول عن هذا الامر... وفى مقابل هذا يتم منح مطلق الحرية للمسيحيين لبناء الكنائس كما يريدون.

وبذلك تضع الدولة رجال الدين المسيحي امام اختياران (الدين ام الدنيا).

وما اقوله هذا ينطبق ايضا على المسلمين والتيارات الوافدة من الوهابية او الشيعية

المال والدنيا هم ما يجب ان نواجه وليس التوحيد او التثليث

ولك وافر الاحترام