الزملاء الكرام .
لن أضيف شيئا في صميم القضية أكثر مما تفضل به الحكيم و أوبزيرفر و فودكا ،و لكن مداخلاتي ستكون حول القضية و ليس فيها ، عاشق الكلمة مسلم مخلص ورع ،و لهذا هو يعيد قراءة الواقع ليلائم معتقداته كغيره من الإسلاميين ، ولا يقرأه كما نقرأه في ضوء الحضارة الإنسانية المعاصرة العابرة للأديان ، هو يقرأه الصراع بين المسلمين المؤمنين و الأقباط الكفرة ، وهو يناضل في سبيل إعلاء كلمة الإسلام ،وهذا حقه بل واجبه ، و لكن .. و آه من لكن .. القضية ليست الإسلام ضد المسيحية – القبطية – في مصر ، تلك رؤية وهابية أصولية مخادعة ، رؤية الأصولي المسلم التي انتقلت كإنفلونزا الخنازير إلى المسيحي المصري ، القضية في طبيعتها و جوهرها هي قضية الإنسان – كونه إنسانا – ضد التعصب و الظلم و العنصرية ، هكذا نراها و هكذا نتخذ مواقفنا ، نحن مع المسيحي المصري ضد المسلم المتعصب ،و نحن مع المسلم الفلسطيني ضد اليهودي المتعصب ، و نحن مع الشيعي في شرق السعودية ،و مع السني في إيران و اليهودي في بلاد العرب و .... ، مع هباتيا ضد بطاركة الكنيسة ، مع أندروكليز ضد أباطرة روما ، مع ضحايا الغزو العربي ضد الغزاة الأجلاف ، مع عرب فلسطين ضد الصهاينة المجرمين .. مع كل المضطهَدين ضد كل المضطهِدين ، هنا لا ننظر للدين ولا العرق ولا الجنس ، ننظر للقيم الإنسانية العليا .. و للحرية .. موقف واحد و تفاصيل عدة .