عزيزى أنس
الخلاف فى عرض وجهات النظر قد يأتى من محاولة فتح اكثر من موضوع فى وقت واحد .. فأنت تفتح عدة ايات لا يربط بينها سوى شئ واحد وهو كلمة القتال وتطلب ردا مباشرا وكذلك فإننى احاول توضيح وجهة نظر معينة فأفتح عدة آيات .. والمشكلة انه لا يجوز النظر لآية فى القرآن بمعزل عن باقى القرآن .. وسأحاول تقريب الامور بإذن الله.
اقتباس:فكيف تقول انك لست من انصار نظرية الناسخ والمنسوخ ؟هل تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض؟ وكيف يتماشى موقفك هذا وانت تعتمد على القرآن كمرجع؟
لماذا أنا لست من أنصار نظرية الناسخ والمنسوخ؟
لأنه لا يوجد بالقرآن بيان يوضح ما هى الآيات المنسوخة .. ولا استطيع اتباع اى كتاب كما اتبع القرآن .. وبالمنطق نحن المسلمون نقدس القرآن ونقر ضمن إيماننا بعدم تحريفه .. فهل يجوز لى الاقرار بعدم تحريف الاحاديث او كلام إبن كثير أو غيره... إنما أعمل عقلى فى الامر وإلا فقد القرآن بالنسبة لى معناه.
فعلى سبيل المثال (وأرجو أن لا تعتبرنى افتح موضوع أخر ولكن احاول تقريب الفكرة ليس أكثر) يقول الله بتحريم الخمر ويقول ايضا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى وهذه يقول عنها العلماء انها منسوخة.
نعم انا اعلم بتحريم الخمر ولا جدال فى هذا .. ولكن الايمان بالله يقتضى عدم قفل الباب امام الخاطئ لذلك إن رأيت شخصا لا يستطيع الاقلاع عن الخمر فعلا سأقول له على الاقل صلى وحافظ على ان تصلى وانت غير مخمور... كما أنه لو تم ضبطك وانت مخمور فسيطبق عليك الحد.
من رأيك ايهم افضل وأهدى للمذنب .. ان اقفل الباب فى وجهه أم أفتح له باب امل عسى ان يهديه الله.
أن تحجم خطأه الى اقل درجة أم تفقده الامل وتتركه يشرب ليلا ونهارا وأقول له إن لم تقلع عن الخمر فأنت غير مسلم.
لذلك احكم قلبى وعقلى وتقوى الله .. ولا اتبع من يقول الناسخ والمنسوخ... وإنما أتحرى الأنفع للناس دون إغضاب الله.. وإن كان لا مفر من غضب الله .. فليكن اقل درجات الغضب.
اقتباس:كيف يقول له " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
وفي نفس الوقت يقول له:
"ياايها النبي حرض المومنين على القتال"
المفروض أن يصلح بين الناس بدلا من التحريض على القتال.فما رأيك ؟ وشكرا
اجيبك عن هذا بالمنطق وليس بالنص.. هل الدعوة السلمية وقتها كانت ستنشر الاسلام أم لا.. فأنت قرأت عن قتل وتعذيب وآذى المشركين للمسلمين ... لو أصر الله على الدعوة بالإصلاح بين الناس فقط ولا غيرها .. هل يكون إله منطقى عالم بطبيعة البشر.
صديقى أختلف معك فى معنى رحمة للعالمين ... فكثيرا ما نرى أن الجراحة أو البتر فى الطب هى رحمة والتقدم الطبى يحجم الجراحة والبتر كلما تقدم الزمن.. والمفترض نفس الشئ فى الايمان... كلما زاد الاخذ بالايمان وتحرى وجود الله فى حياتنا قل القتال والفساد.
اقتباس:أول غزوة هي غزوة بدر يقول عنها الشيخ متولي الشعراوي في كتابه اليسرة النبوية
"أراد رسول الله (ص) أن يستولي على قافلة أبي سفيان هو وجماعة من الصحابة" أراد أن يستولي
لابد انك تعرف مدلول هذه الكلمة فعن أي دعوة للسلم تتكلم
وهل تعيب يا صديقى على انسان ان اقتص لنفسه .. ألم يستولى من قبل مشركى مكة على ممتلكات المهاجرون وعذبوهم وقتلوهم ليتركوا دينهم.
هل كان المفترض ان يقول المسلمون وقتها الله يسامحهم وينتقم منهم فقط ولا يفعلوا شئ.
اقتباس:زد على ذلك الغزوات والفتوحات الإسلامية هل كانت بالسيف أم بالدعوة.الإسلام انتشر بالسف والرعب لماذا الخجل من هذه الحقيقة والتنكر لها وكل المراجع الإسلامية تؤكدها وكل من ينكر هذه الحقيقة أو يحاول إيجاد تبريرات لها هو غير صادق مع نفسه فكيف مع مخاطبيه.
إذا اقتضت الضرورة السيف فلابد منه.. ولكى نجيب على هذا اجابة منطقية ، اسمح لى ان اسألك:
1) هل من يعتنق الاسلام فى اوربا وامريكا الآن يدخل بالسيف... هل انتشر الاسلام فى مناطق مثل الصين بالسيف؟
2) هل سمعت فى عصرنا الحديث عن ما يسمى بقوات حفظ السلام.. ألا يعطيك هذا أى دلالة معينة ؟
عزيزى انس، انا اعلم جيدا ان الاسلام به اجراءات قاسية ويكفى ان ننظر الى الحدود او القتال.. ولكن هناك فرق بين ان اقاتل او أقطع رقبة من اجل الدنيا وفرق بين ان افعل نفس الشئ من اجل الله... لو فعلتها للدنيا فستتعد الاهواء ويكثر القتل للطيب والفاسد.. وإن فعلتها لله فلن افعلها سوى مع الفاسد.
اقتباس:من يؤمن بالله فعليه أن يكون صادقا مع نفسه ومع ربه وأذا أراد ان يرضي ربه بالكذب والنفاق والمكر فيجب عليه أن يتذكر أن الإلاه الذي يعبد لا تخفى عليه خافية وهو خير الماكرين
ليس نفاقا ولا كذبا ولا مكرا ان احاول ان أريك أو غيرك الاسلام بعينى وليس بعينك التى ترى ان من يستخدمون سلاح نووى فى حربهم هم الذين يمثلون الحضارة وحقوق الانسان.
ودمت بخير