اقتباس:لقد نفى زميلنا العزيز عنه صفة البعثية وكأنها وباء .... !!
وعندما سألته هل تعلم في مدراس سوريا فإني لا أخفيك مبلغ الدهشة الذي اعتراني عندما أجابني بنعم ...
كون السوريين يعرفون تماماً أنه من غير الممكن أن تكون قد تعلمت في مدارس سوريا ولم تكن رفيقاً طليعياً في المرحلة الإبتدائية "طلائع البعث" ،ولم تصبح رفيقاً شبيبياً في المرحلة الإعدادية "شبيبة الثورة" ، ولم تغدو على أقل تقدير نصيراً إذا لم نقل عضو عامل في حزب البعث العربي الاشتراكي في المرحلة الثانوية "مرحلة الأنصار والأعضاء العاملين الطالبية" ...
نعم قد لا يتم تنسيبك للحزب في حالتين لا ثالث لهما ... إما أن تكون أو يكون أحد من أهلك الأقربين من "المغضوب عليهم ولا الضالين" أو أن يطلب الشخص نفسه أن لا ينسب إلى الحزب كون التنسيب آلي في مرحلة الدراسة ، وهذه على حد علمي سابقة لم يجرؤ عليها أحد إلا إذا كان من "المغضوب عليهم ولا الضالين"...

تحياتي عزيزي الغالي هولي مان ..

مع كامل تقديري واحترامي لك ولكن تعقيبك السابق ادخلني غي حالة من الحيرة لا تقل عن حيرتك من كلام العزيز بيسك ! .. فمن تلقى علومه في مدارسة سورية يعلم تماماً أن تلقين افكار البعث في المدارس من خلال منظمات (طلائع البعث ) و (شبية الثورة ) ما هو اكراه دراسي لن يجعل الطالب بعثيا منظماً بالضرورة ! .. واصدقك القول أني (وانا الذي درست في مدراس سورية، واكرهت على الانتماء إلى منظامت الطلائع والشبيبة، واجبرت على المشاركة في معكسر التاسع ومعسكرات الخدمة العسكرية الجامعية) ورغم ذلك كله خرجت مستقلا غير بعثي ( بمعنى أني غير منتم تنظيميا إلى الحزب)، على الرغم من أن عائلي تخلو من اشخاص يدخلون في تصنيف (من المغضوب عليهم ) .. وهذا بالمناسبة حال جميع اشقائي ايضا ..

فيما عدا ذلك لم اجد في الموضوع (ومن قبله الخبر المتعلق بالموضوع) ما يستدعي التعليق أو المشاركة .. فالشعب السوري معتقل في سجن كبير، وحالات القمع اليومي التي يمارسها النظام السوري معروفة، وبالتالي فاعتقال افراد أو كم افراه افراد لن يكون حالة استثنائية .. وبالتالي فالكلام عن جرائم هذا النظام وقمعه بحق شعبه سيكون كلاماً مكررا، وسجل هذا النظام معروف، وقائمة بلاويه طويلة جدا (والاستبداد قدر جميع الشعوب العربية)..

ما يستحق الكلام بالفعل هو السؤال الحتمي : لماذا ظهر الاستبداد أصلاً ؟ .. هل المستبد نبت شيطاني ؟ هل المستبد مخلوق هابط من عالم آخر ؟ أم انه نتاج ثقافة المجتمع نفسه ؟ .. (قد يكون من المفيد الاشارة إلى رياض الترك كونه ذُكر في هذا الموضوع باعتباره مناضلاً في سبيل الحرية، فمن المعروف أن هذا المناضل الذي افنى حياته في السجن دفاعا عن الحرية والديمقراطية والتعددية ورفضا للاستبداد والقمع وفرض الراي بالقوة عجز عن أن يمارس القيم التي يدافع عنها وهو في صفوف المعارضة !! فحزبه مازال يعيش عقلية عبادة الشخاص وفرض اجتهادات الرفاق المؤسسين والتاريخيين، ولعل تأمل أزمة عبد الله هوشة مع رياض الترك مؤشر هام على أزمة غياب ثقافة التعددية في صفوف المعارضة .. تماما كحال النظام (بل أن أدبيات حزب الشعب الديمقراطي "الشكل الجديد للحزب الشيوعي - المكتب السياسي " تخلو من اي إشارة إلى تحديد مدة معينة للمناصب القيادية العليا، إذ يبدو أن بيعة هذه المناصب ابدية !!) .. وهذا ما يجعلنا نوقن بأن أصل البلاء ثقافي قبل ان يكون سياسياً ) ..