{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟
Awarfie غير متصل
متفرد ، و ليس ظاهرة .
*****

المشاركات: 4,346
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #5
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟



بداية ، اشكرك اخي Kamel

على موضوعيتك في الحوار .



ما هي الديموقراطية السياسية ؟

عندما تتمكن فئة سياسية ما داخل المجتمع من امتلاكها لقوة عظيمة نابعة من ثروة ما ( مال ، عقارات ، اسلحة ، حلفاء ..الخ او كلها معا ) تستطيع عندها السيطرة على مقدرات هذا المجتمع ، فتحتكر السلطة و تهيمن لتصبح السيد المطلق الذي لا يعير لاحد حسابا . لماذا ؟ لان المجتمع ينقسم بافراده انقساما تصبح بموجبه غالبية مراكز القوى ضعيفة او تابعة لتلك الفئة تبعية الذيل للكلب .

ولهذا يمكننا القول ان الحكم الديموقراطي لا يمكن ان يتحقق في ظل حكم يميز بين فئات المجتمع ، طائفيا و اثنيا ، و يتملك غالبية خيرات المجتمع و يحوز على حق التسلح فيه و سلطة اصدار التشريعات دون غيره من بقية السلطات . و هكذا نجد الامثلة في كل ناح من نواحي المجتمع العربي ، حيث تجد قوة وحيدة تهيمن على المجتمع و تحكمه ، اما من خلال سيطرتها على الجيش او على مجلس النواب او على ثروات البلد التي تتوارثها منذ قرون ....الخ .

ولو اخذنا العراق على سبيل المثال لوجدنا بان بغداد و فئتها الحاكمة منذ قرون تتحكم بتاريخ العراق بحيث يتغير الحاكم ولكن الفئة نفسها تنتج حاكما عيرها ، وذلك لكونها تملك الثروة و السلطة المتوارثة عبر النار و الحديد و الدم . و مدعومة بتحالفات سياسية تعود لقرون . فنجد مثلا الشيعة و هو عبارة عن شيع عديدة و اغليات عانت بشكل جماعي بحيث اصبحت تشكل اغلبية مضطهدة من قبل حكام بغداد على مر العصور . كما نجد الاكراد ( و بغض النظر عن انهم من طائفة لا تتميز عن طائفة الفئة التي تحكم بغداد لكن نقطة ضعفهم و ابعادهم عن السلطة يعود لكونهم من اقلية تعود الى اثنية غير عربية ) فهم يعانون من المرارة و الفقر و الاضطهاد و القمع و السجون و الملاحقات مذ احتل العرب العراق و سكنوها ، أي منذ بداية تقسيم دولة كردستان الكبيرة و تذويبها بين ارجل الجيران من عرب و اتراك و ايرانيين و روس .

اذا فاهل بغداد هم حكام العراق منذ قرون . و لقد حافظوا على ذلك الحكم باساليب العنف و القوة التي ذكرناها اعلاه .

هنا و في هذه المرحلة التاريخية الجديدة ( مرحلة الغزو الامريكي للعراق ) نجد بان الظروف الداخلية و الاقليمية و العالمية قد تغيرت ، و اختلفت الاصطفافات و التحالفات ، و اختلفت ميازين القوى :

1. لم يعد الاكراد مقسومين الى فئتين ضعيفتين تقتتلان كل فترة في سبيل الاستحواز على علاقة طيبة مع حكام بغداد او حكام ايران او حكام تركيا . بل اصبحوا قوة واحدة موحدة ، مسلحة و مدربة . قوة حصلت من امريكا (على مدى شهور و ربما سنين ) على المال و التدريب و السلاح الذي اتى خصيصا ليشكل توازن قوى او ما يقاربه مع الحكم العراقي المركزي .

2. لم يعد النظام المركزي العراقي كما كان في السابق أي قويا منيعا مدعوما من قبل احلاف خارجية تؤمن له استمراريته في الحكم داخل العراق ، بل اصبح ضعيفا مهزوما بحاجة لاي حليف و أي سلاح و أي معونة ليطعم مؤيديه و يسلحهم و يحميهم كما يحمونه ، فانفضت عنه جموع المؤيدين .

3. لم تعد الفئات الشيعية ، قوى سياسية ضعيفة مخذولة مهضوم حقها و بعيدة عن امتلاك السلاح و التاييد الخارجي كما كان يحدث الامر في السابق و على مدى قرون . بل اصبحت قوى سياسية مدعومة عربيا و امريكيا و ايرانيا و اصبحوا( جماعاتها ) يمتلكون السلاح و المال الوفير الذي حصلوا عليه من قبل امريكا تهيئة لهم للمساهمة في اسقاط الحكم المركزي الحالي الجائر .

هنا نجد بان فئة بغداد و تكريت ( مسقط راس دكتاتور العراق و اغلب تابعيه الكبار في السلطة ) بدات تفقد توازنها و تتصدع من هول الضربات الاقتصادية و السياسية من حصار دام سنوات طوال و حروب خاسرة و ديون و قصف مدمر ( ربما سيقطع اوصال الحكم ) غير ذلك . بينما الاطراف الاخرى داخل معادلة القوى العراقية اصبحت هي الاقوى و الاكثر تنظيما و هي متاهبة للتمرد و الانقضاض للحصول على السلطة ، ما ان تتزعزع السلطة العراقية المركزية و تبدأ بالتداعي .


دور اسنة الحراب الامريكية :

كما نرى جميعا ، فان المعارك بين قوة التحالف ( الامريكي + البريطاني ) من جهة و قوى النظام من جهة اخرى تثبت بان النظام مفلس و قابل للتهدم ، لكنه يحاول قدر الامكان العمل على اطالة امد الحرب ليخفف من هول السقطة و دوي النهاية المرعبة ، آملا بان تحدث متغيرات دولية او خارجية تؤثر في قوى التحالف و تدفعها للانسحاب من العراق ( حلم ابليس بجنة لن يراها هو ولا من يعتقدون بانهم من اهلها انفسهم ) .

و لنفرض بان نظام صدام لم يحصل على المتغيرات التي يحلم بها ، و اصر الرئيس الامريكي بوش على تحقيق ما وعد به الامريكيين انفسهم و مهما كانت النتائج ، عندها سيسقط نظام صدام ، بغض النظر عن خسائر بوش و حليفه ( فهذا ليس موضوع حوارنا ) . و ما ان تبدأ الفوضى تدب في النظام و يفقد السيطرة على قواته و يضعف سنجد بان القوى الاخرى المتحفزة و الجاهزة للانقضاض لا تدخر و سعا في الانقضاض عليه ، و الاجهاز على ما تبقى من قواه . و كما حدث في افغانستان تماما ، فان تلك القوى ( بعثية رافضة للنظام، مستقلة عانت من قمعه ، اسلامية ديموقراطية ، قومية ديموقراطية ، كردية ، شيعية ..الخ ) ستستولي على السلطة و تجهز على الديكتاتور، و تنهي ما استمر قرونا من الهيمنة الفئوية على حكم بغداد و العراق جميعه و تستلم السلطة بالتعاون مع امريكا .

هذه القوى الجديدة ستكون في وضع من توازن القوى يؤهلها لان تفرض شروطا جديدة من حيث تغيير التركيبة التشريعية و التنفيذية و القضائية في العراق و بذلك يصبح هناك توازنا بين القوى الجديدة يضمن نوعا من الديموقراطية افتقدتها العراق منذ 1400 سنة .



ربما يقول قائل بان امريكا ستضع حاكما عسكريا ...الخ نقول : ربما ! لكن هذا ليس موضوع حديثنا بل الموضوع هو كيف تاتي الديموقراطية عن طريق الاجنبي او عن طريق اسنة الرماح !!!

حتى ولو سيطر الامريكيون انفسهم على السلطة في العراق ! ماذا تفعل القوى الشيعية من جهة و كذلك القوى الكردية من جهة اخرى و ماذا تقول ايران و ما هو الموقف العربي أيضا ؟

نعلم بان اغلبية القوى الشيعية تقول باننا لن ندخل الحرب حاليا مع امريكا او ضد النظان ، بغض النظر عن جهود قليلة هنا و هناك تحافظ على حد ادنى من النضال ضد العدو الامريكي احتراما لفكرة الدفاع عن الوطن . لكن الغالبية تنتظر سقوط صدام او ضعفه لتشن ضد امريكا حملة شعواء تحرر العراق من نيرها بالتحالف مع الاكراد الذين هم انفسهم يطمحون لبناء عراق ديموقراطي موحد يحفظ حقهم في ارضهم و بقية حقوقهم السياسية و التعددية الحزبية التي يطمح لها كل عراقي اصلا و يعبد اليهم ما حرمهم منه النظام العراقي الحالي من حقوق المواطنة او التوظف او غير ذلك . و لن ننسى التصريح الايراني نفسه عندما قال بان ايران لن توافق على قيام حكومة عراقية جديدة غير ديموقراطية ( أي لا تمثل القوى الشيعية تمثيلا عادلا بين القوى السياسية المتواجدة في السلطة ) .

هنا نصل الى النتيجة التالية : الديموقراطية هي نتاج لمحصلة القوى داخل المجتمع . فاذا تعادلت القوى السياسية الفاعلة فيه توصل المجتمع الى شكل ديموقراطي من الحكم . اما اذا تغلبت فئة على بقية الفئات بما حازته من ثروات او قوة عددية و تسليح و دعم خارجي قوي فانها تستولي على السلطة و تحرم بقية القوى من ابسط حقوقها . و ان الاسنة الحراب الامريكية و المال و السلاح الذي عملت على نشره امريكا في العراق منذ سنين ، اضافة الى جهودها المحمومة في اقامة تحالف بين القوى الكردية المتقاتلة و دعم المعارضة التي كان اغلبها شيعيا و دعم المستقلين الديموقراطيين الذين يؤيدون اسقاط صدام ...الخ كل ذلك تتوج باسنة الحراب ( الصاروخية ) التي ستدك آخر مدماك في بنية حكم صدام حسين و فئته الباغية . كل ذلك سيؤدي للوصول الى الديموقراطية ، شاء انصار القومية العربية المتطرفة ( على حساب الاقليات غير العربية ) أم شاء انصار الوطنيات المتورمة ( على حساب الاقليات الدينية ) ، ام لم يشاؤون .



هل من راي آخــر ؟



:yes:
03-30-2003, 06:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل تجلب الحملة الامريكية الديموقراطية للعراق ؟؟؟ - بواسطة Awarfie - 03-30-2003, 06:02 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الاسرى العراقيون بسجون الاحتلالات الامريكية والايرانية ...نداء عاجل !!! زحل بن شمسين 6 1,150 12-31-2012, 06:52 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
Lightbulb المداخل (الخلفية) للهيمنة الكونية الامريكية والصهيونية .............؟؟؟!!!!!!!!! زحل بن شمسين 2 871 12-04-2012, 10:25 PM
آخر رد: زحل بن شمسين
  سبب الازمة الاقتصادية الامريكية والعالمية ؟ لواء الدعوة 10 3,021 01-06-2012, 05:04 AM
آخر رد: لواء الدعوة
  ليبيا الخيارات الامريكية المطروحة على الطاولة AbuNatalie 0 898 06-20-2011, 11:23 PM
آخر رد: AbuNatalie
  الادارة الامريكية ومحاولة اكل الثورة وابنائها رحمة العاملي 44 10,979 03-16-2011, 01:39 AM
آخر رد: أبو نواس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS