أكتشف بليغ حمدي صوتا واعدا وتحمس له وهو

صوت عفاف راضي وكان بليغ معجبا بتجربة

فيروز والرحبانية..وكان يعد عفاف راضي لتكون

فيروزامصرية وبالفعل لحن لها مجموعه من أجمل

ما لحن مثل...

وحدي قاعدة في البيت - كله في المواني

وفجأة توقفت التجربة بعد زواجه بوردة.

كما أدخلته في خصومه مع عبد الحليم حافظ حتي

وصل الأمر الي تأجير مجموعة بلطجية لتخريب

حفلة الربيع السنوية .

3470 ه - العدد 1422 صفر من 1 - م 2001 إبريل من 25 الأربعاء
أوراق من الذكريات :
عندما نجحت 'آخر ساعة '
في الصلح بين حليم.. ووردة
ثروت فهمي :
35 عاما مرت علي حفل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الشهيرة. التي شهدت أحداثا مؤسفة. عندما اصطدم حليم بنفر من الجمهور، أرادوا إفساد حفلته، وقيل يومها أنها مؤامرة دبرتها وردة وبليغ حمدي ضد عبد الحليم، وكان لآخر ساعة دور في إتمام الصلح بين الطرفين في منزل أحمد فؤاد حسن،
هذه صفحة من التاريخ، نكشف عنها لأول مرة.
تعرض العندليب الراحل أثناء حفل الربيع الذي قام بإحيائه يوم الأحد 25ابريل عام 1976 لحملة عنيفة سببها ما حدث في الحفل وأدي إلي انقسام الكتاب إلي فريقين، فريق وجه اللوم وقال إن الجمهور ضربه بالطوب عندما ظهر في أول حفل فضرب الجمهور بالطوب في آخر حفل، وفريق تعاطف معه والتمس له الأعذار وقال إنه مريض وأن المرض جعل منه إنسانا عصبيا بل إن المسئولين في التليفزيون جعلوه يعتذر للجمهور عن ذنب لم يرتكبه وخطأ لم يقع فيه، وهذا ما جعلني أتصل به وأقول له إني سأجري معه حوارا عما حدث في حفل الربيع، فقال لي إنه يفضل بالنسبة لما حدث في هذا الحفل أن يموت بالصمت، فقلت له إن الصمت ليس في صالحه لأنه يعني الاعتراف بالخطأ، ومن وجهة نظري أن الذين لاموه ظلموه، والذين تعاطفوا معه ظلموه، والذين جعلوه يعتذر للجمهور في التليفزيون ظلموه، لأن الجميع لم يسمعوا دفاعه، ولا إدانة دون استعراض ما حدث وسماع دفاعه عما صدر منه وراق كلامي لعبد الحليم، وهذا ما جعله يستجيب لطلبي، وطلبت منه أن يروي بالتفصيل، ما حدث في الحفل؟
فقال : عندما واجهت الجمهور غنيت أولا ( عاش) ثم قدمت من شاركوني في العمل لا عن شهوة الخطابة كما قال البعض، وإنما اعترافا بما بذلوه من جهد، وأثناء تقديمهم سمعت من يصيح (الصوت) فالتفت للمسئولين عن الصوت فقالوا إن الصوت كويس، وعاد الصياح( الصوت) فسكت وظللت ساكتا فترة من الزمن، فإذا بالصياح يعلو ( الصوت) للمرة الثالثة، فقلت لمن يصيحون أنا ما قلتش حاجة علشان تقولوا الصوت، فإذا بهم يقولون للمرة الرابعة ( الصوت) ، حينئذ أدركت أنها مؤامرة مدبرة، ولذا قررت تجاهلها، وبدأت الغناء، قلت المقدمة وأثناء الإعادة واحد شايل بدلة عاملة ذي بدلة البلياتشو جايبها عاوز يلبسها لي، وأثناء هذه الحركة ارتفع صوت الصفافير، بل إن أحدهم كان يطلق صفارة من النوع الذي يحمله عساكر المرور، وإذا كان التصفيق دليل الاستحسان فالصفير دليل الاستهجان ورغم ذلك تمالكت نفسي وقلت للذين يحدثون الضجة وعددهم محدود (كفاية بأه) ولو أن جمهور الحفل شعر أنني قصدت إهانة نفر منه لما تجاوب معي، لكنه صفق لي تأييدا منه لموقفي، وقد انتهي الحفل في الساعة الخامسة صباحا دون أن يغادر أحد المكان، وتحفظ رجال البوليس علي خمسة عشر شخصا كانوا يحدثون الشغب، علما بأن جمهور الحاضرين كان يزيد علي ثمانية الآف شخص.
كانت هذه هي أقوال عبد الحليم. والذين تابعوا الحفل في التليفزيون . وأنا أحدهم يشهدون بصدق أقواله، فما الذي جعل هؤلاء النقاد يقفون من عبد الحليم هذا الموقف؟
أحد أمرين لا ثالث لهما، فاما أنها مؤامرة حقيقية ضد عبد الحليم، بدأت في الحفل واحبطت بالقبض علي من قاموا بتنفيذ المخطط المرسوم للمؤامرة، فاكملها هذا النفر من النقاد بالنشر لكي يتحقق هدف المؤامرة، وإما أن شهوة الإثارة جعلت البعض يشعلون النيران لتقديم المزيد!
وقد وجهت اتهامات صريحة للمطربة وردة وزوجها بليغ حمدي بالتربص، وكان هناك خلاف بالفعل بين عبد الحليم ووردة، ربما يكون سببه انفصال وردة عن شركة صوت الفن، وقد ذكرت وردة أنها كانت مترددة في هذا الانفصال رغم الإغراء المادي الذي عرضته عليها شركة صوت الحب، إبقاء علي صلات الود مع عبد الوهاب وعبد الحليم، والواقع أن وردة ظلمت عبد الوهاب وعبد الحليم بهذا التصور، لأن شركة صوت الفن مؤسسة فنية تجارية، وبدأت المناوشات وتحولت إلي خلاف صريح عندما نشر حديث محرف لوردة ذكرت فيه أنها ترفض الإشتراك مع عبد الحليم في حفل واحد. وقد ذكرت وردة أن ما ورد في هذا الحديث علي لسانها غير صحيح،.
لكل هذه الأسباب، يوجد إصرار من جانب أنصار عبد الحليم علي اتهام وردة وبليغ حمدي بتدبير مؤامرة حفل الربيع، لكن عبد الحليم يبرئهما وهذا ما جعلني أقترح علي عبد الحليم أن يصطلح مع وردة، لكنه اعترض، وقال وردة تضع رأسها برأسي، وهو متفوق عليها سواء كصوت غنائي أو كنجم سينمائي، ثم إنه حتي لو كان مستعدا للصلح فإنه لن يوافق علي أن تأتي الخطوة الأولي منه، وهي بالمثل.
فقلت له إني سأدبر الأمر مع الموسيقار الماسي أحمد فؤاد حسن الذي اقترح أن يتم لقاؤهما في منزله بمناسبة احتفاله بعيد ميلاد ولديه (خالد وعبير) وحدث هذا اللقاء مساء الخميس 24 يونيه .1976
كنت بالطبع أول من حضر لمنزل الموسيقار الماسي في تلك الليلة، وبعد نصف ساعة من وصولي حضرت وردة وبليغ وبعدهما جاء عبد الحليم، وعندما التقي الاثنان تعانقا، لكن كل واحد منها جلس في ركن بعيد وعندما استقر كل منهما في مجلسه نادي فؤاد كلا من عبد الحليم ووردة، قال لعبد الحليم إن التليفون يطلبه، وقال لوردة إن هناك من يريد أن يحدثها، وخرج عبد الحليم للتحدث مع من طلبه فلم يجد أحدا، وكذلك وردة، عندئذ دعاهما فؤاد للجلوس علي كنبة واحدة متجاورين فلم يترددا، وقال عبدالحليم لا يوجد بيني وبين وردة أي خلاف وردت وردة الخلاف بينه وبين بليغ فقاطعني عبد الحليم ولابليغ، إنه يلحن حاليا أغنية وأنا التقي به كل ليلة.
بعدها تبادلا الحديث، وكان حديثها عتابا والمهم أن الاشراقة والابتسامة بدأت تعلو وجهيهما، فبدأ المصور الذي كان بصحبتي في تصويرهما، وقالت وردة هذه أول مرة أظهر فيها مع عبد الحليم في صورة، فقال لها عبد الحليم، بل ظهرنا قبل ذلك في مناسبة زواجك من بليغ.
وابدي الموسيقار الماسي ارتياحا وسعادة بحدوث التوفيق في منزله، واحرزت آخر ساعة هدفا بنجاحها في إتمام الصلح وإحلال السلام والحب بدلا من النفور والخصام بين عبد الحليم ووردة.

وللحديث بقية :97: