{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟
Jupiter غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,240
الانضمام: May 2003
مشاركة: #4
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟


لاتزال أصداء ما جاء بكتاب العالم الأمريكى «دين هامر» حول ما أسماه «الجين الإلهى» لدى الإنسان، تلقى بظلالها على آراء المتخصصين وعلماء الوراثة.. فمنهم من هاجم - ويصر على مهاجمة - الكتاب ومؤلفه أيضا، ومنهم من يؤجل الحكم على محتواه إلى حين التأكد منه أو إثبات العكس.. ومنهم من يقف محايدا بآرائه تجاه ما جاء فى الكتاب الذى أحدث ردود فعل متباينة ليس ما نقدمه على هذه السطور هو آخرها بالطبع. يقول الدكتور «أحمد شوقى» أستاذ علم الوراثة بجامعة الزقازيق: كتاب «الجين الإلهى» الذى صدر أخيرا واكبته مبالغة كبيرة فى وصفه والدعاية التى نالها مؤلفه، لأن الموضوع الذى تناوله من الموضوعات التى تبحث فى سياق الدراسات الخاصة لأساس السلوك البشرى.. وهناك دراسات صدرت منذ مدة طويلة اسمها «بيولوجيا الدين» أو «الأساس البيولوجى للدين».. وهناك أيضا عدة مؤلفات حول هذا الموضوع منها Genes are us بمعنى أن كل شىء خاص بالسلوك البشرى موجود فى الجينات.. وهذه الجينات ما هى إلا مجرد شفرة لترجمة البيئة التى ينشأ فيها الإنسان، ليس بيئته الطبيعية فقط وإنما البيئة الثقافية أيضا.. إذن الكشف الذى توصل إليه «دين هامر» لا يصح المبالغة فيه لأن «العينة» التى أجرى عليها أبحاثه كانت من أجل التدخين والإدمان، وبالتالى إذا كان هدفه الأساسى اكتشاف «جين التدين» فمطلوب - إذن - اختيار «عينة» مختلفة من الناس غير العينة التى أجرى عليها تجارب التدخين.. وإذا كان هدفه من البداية موضوع «الجين الإلهى» لاختار عينة مختلفة، لكن الخلاصة أن علماء الوراثة مقتنعون تماما بعدم وجود صفة فى الكائنات الحية لا يوجد فيها تباين كما أن هذه الصفة ليست عند كل الأفراد بالضبط، ومن هذه الصفات التوجهات الروحية التى لها أساس وراثى ولكن بتأثير البيئة، ومهما كانت الصفة فلابد أن يكون هناك تباين فى كل شىء لأن الجين لا يعمل بمفرده ولكنه يعمل فى بيئة الجينات الوراثية نفسها ويختلف فى درجة تعبيره عما يحمله من شفرات.. وهذا التباين سمة من سمات الحياة يظهر فى كل سلوكياتنا وتصرفاتنا. ويصف الدكتور «محمد عبدالعزيز» أستاذ علوم الوراثة بزراعة القاهرة الكتاب بأنه «جميل جدا» ويقول: لا أفهم سر الهجوم على ما جاء به بهذه الطريقة، فلا صلة له بالعبادات، لكنه يبحث فى علاقة الإنسان بربه، ونحن جزء من الكون ولا علاقة للكتاب بالتدين، أو بدرجة هذا التدين بل إن له علاقة بالتسامى وأن تكون للإنسان روح بينه وبين ربه.. كما أن هناك علاقة بين الجينات فى مسألة إخلاص أو خيانة المرأة لزوجها، فهناك دراسة حديثة أجريت على نحو 1600 امرأة أثبتت نتائجها أن ما يقرب من 40% منهن يؤثر الجين بشكل كبير على خيانة المرأة لزوجها أو عدد الرجال الذين تتصل بهم.. إذن السيدات اللاتى خن أزواجهن وعدد الرجال الذين تصاحبهم المرأة. كل ذلك يرجع إلى الجينات الوراثية أصلا. إذن الجين يلعب دورا فى تحديد روحانية الإنسان وعلاقته بربه - كما يقول «د.محمد عبدالعزيز» ولذلك نطلق على الرجل أنه «طيب» أى أنه متسامح وشاعرى ومتسام، ويرجع ذلك إلى الجين الإلهى عنده، إذن الجينات مسئولة - بشكل أكيد - عن سلوكيات وتصرفات البشر.. وأبلغ دليل على ذلك أن الأغانى والموسيقى تؤثر فى الإنسان إذ أن لها تأثيرا وراثيا بجانب البيئة التى نشأ فيها هذا الشخص.. فكتاب «هامر» فى مضمونه يستحق أن يعرض على الناس وخاصة المثقفين لأنه يفسر ظواهر غريبة أصبحنا نراها فى حياتنا اليومية مثل الإنسان الذى يطلق لحيته أو السيدات المنقبات، ومع ذلك نجد بعضهم «يغش» فى الامتحانات - مثلا - أو لا يتورع عن الكذب إذن «الجين الإلهى» لا يجب أن نأخذه على أنه يفسر لنا الحلال أو الحرام، لكنه يختص بعلاقة الإنسان بربه.. وعلاقة الجين البشرى بالإيمان علاقة واضحة.. فقد ولد جميع البشر على الفطرة وهى الإيمان بالله.. والكتاب يوضح ذلك لكن هذا الإيمان ليس معناه أن نصلى بطريقة معينة أو نحج - مثلا - فمن الممكن أن يجلس الإنسان أمام البحر وينتابه شعور بربه أكثر من غيره، وهذا كله بفعل الجين. فهناك فرق بين ما يملك هذا الجين وتأثير البيئة على ظهوره عند الإنسان.. وأى مظاهر لأى دين ما هى إلا عبادات فقط وليس لها علاقة بالجين الإلهى.. أمّا إذا كان الإيمان يورث أم لا فما دام هناك «جين» فلابد أن يتوارث الأبناء كثيرا عن آبائهم، لأنه إذا تركنا طفلا صغيرا مسلما من أبوين مسلمين ومؤمنين ينشأ فى «ماخور» مثلا أو أى مكان مشابه فسنجد أن تأثير البيئة أقوى من تأثير الجين أو الوراثة، وهو ما نسميه التداخل بين الظروف البيئية والوراثية. ويقول الدكتور «محمد حسين سليمان» أستاذ علم الوراثة بزراعة القاهرة: إن الإنسان عبارة عن مجموعة من الخلايا، وكل ما يفعله موجود فى النواة الخاصة بكل خلية مثل «ملفات الكمبيوتر» تماما، ولا تعمل جينات الإنسان كلها مرة واحدة.. بل إن كل مرحلة يعيشها الإنسان يعمل فيها فقط حوالى 10% من الجينات لخدمة الخلية لتجعلها على قيد الحياة، وتعمل كخط دفاع ضد الأمراض. وعندما يأتى دور كل منها فهى تعمل، وهذه الجينات تولد طاقة هائلة مثل طاقة الموقد الذى يعمل بالفحم أو الخشب، وهذه هى حقيقة الإنسان. وقد ثبت ذلك عن طريق الاستنساخ. هذه الجينات (بصبغة الكروموسومات) كلما كبر الإنسان تجعله يتفاعل مع بيئته ولا ينعزل عنها، فإذا وجد الإنسان فى مجتمع مسلم سيتأثر بهذا المجتمع. وكذلك إذا نشأ فى مجتمع مسيحى.. وهكذا الديانات الأخرى، فهل الجينات هى السبب؟ لا أعتقد لأن الروحانيات والبيئة هما الأساس، والإنسان يفكر بعقله إلى أن يهديه لما يريد، فلا توجد علاقة مادية بين الجين والدين.. لكن ما هو إلا تفاعل الجين مع العقل الإنسانى فيتأثر به.. وما توصل إليه «هامر» فى كتابه الأخير ليس - فى اعتقادى - حقيقة لكنه فرض، وعندما يثبت صحة نظريته، فهذا معناه أنه يربط بين الجينات المتحركة فى جسم الإنسان، بالمشاعر عن طريق خلايا المخ، وهو شىء ليس بجديد.. وهذا جدل وفرض ولن يصبح حقيقة إلا بعد أن تكون هناك تجربة معملية واضحة نستطيع على أساس نتائجها أن نقول أنها مؤكدة. إذن - يضيف أستاذ علم الوراثة - لابد من تأجيل الحكم على هذا الكلام إلى أن يثبت العلم والتجارب المعملية الواضحة هذا الغرض.. وإذا أجرينا تجربة محكومة إحصائيا. على مليون طفل - مثلا - لمعرفة ما إذا كان الإيمان يورث أم لا، فإن جميع الشواهد ستقول «لا» ولكن يمكن أن يورث الطفل «الديانة» فقط من ديانة المجتمع الذى ينشأ فيه، حتى لو فرض - جدلا - أن الإيمان يورث لأن ذلك غالبا ما يرجع إلى البيئة التى لها تأثير قوى جدا فى هذا الموضوع. وأنا كأحد الذين لا يؤمنون إلا بالتجارب العلمية لا أستطيع أن أؤكد ما توصل إليه العالم الأمريكى «دين هامر» لكن من الممكن أن أميل إلى وجود شىء فى الإنسان يجعله يوحد بالله مثلا، لكنها ليس إجابة مطلقة ومن الصعب جدا إيجاد اتجاه مطلق نحو هذه الفرضية التى توصل إليها الكتاب المعنى. ولكن فى النهاية مهما صدر العديد من الكتب فلابد أن نقبلها ولا نفاجأ بها ولا نفزع منها، بل نحاول إثبات ما جاء فيها، وهل هو حقيقة علمية أم مجرد افتراضات؟

كريمة سويدان
03-11-2005, 11:56 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة takhinen - 03-08-2005, 06:20 PM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة بوعائشة - 03-11-2005, 03:06 AM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة Jupiter - 03-11-2005, 11:56 PM
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة بوعائشة - 03-12-2005, 10:15 PM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة Jupiter - 03-18-2005, 02:56 AM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة زياد - 08-23-2005, 09:50 AM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة Awarfie - 03-26-2006, 10:53 AM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة اسحق - 03-26-2006, 10:54 AM,
لماذا نحن بحاجة للإيمان ؟ - بواسطة ahmed_salem - 03-26-2006, 03:26 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS