اقتباس:ما يزعجنني هو أننا كعرب اعتدنا التعلق الشديد بالحزن فصار للأسف جزء من طبيعتنا و نسينا القول الجميل: "لئن شكرتم لأزيدنكم". يسعى العربي منا لأن ينظر في أعماقه عما ينقصه و يتحدث عن كم هو مكروه؛ و ربما هذا راجع لأن إعلامنا مريض بشكل بشع و غرس فينا العقل المؤامراتي و كأن الجميع يكرهنا أي Hated by most if not all. ده كلام يا عبد السلام؟!

مشكور يا أخي :)

و صح لسانك، هادا عبد السلام لازمه شوية تأديب!!!!

أما بالنسبة لنا نحن العرب فمرض الأنين و النواح صار عضالا يتفشى في عقولنا و أحشائنا كالنار التي تأكل الهشيم.

و لكن لماذا لا نحاول نحن الذين نؤمن بتفاهة هذا المرض إيجاد الدواء الموجود أصلا!!! لماذا لا نحاول أنا و أنت و غيرنا كثير الجلوس كما قلت مع الناس و سماع قصصهم؟ ليش شرطا أن يكونوا أصدقاء و اسألني أنا، فقد جربتها مرات عديدة... فقد رأيت مرة رجلا بان على محياه الوهن و التعب و الحزن، و كان تجاعيد و جهه تخبر القاصي و الداني بأن الزمن أكل على و جهه و شرب!! فسألته السؤال الذي عجزت عنه طويلا :"ما بك يا عم؟" و كان الجواب أقسى مما تحملت، كان يشكو لي الهم بخجل بداية حتى نسيت أنا خجلي، ثم انبثقت من بين شفتيه الكلمات تزين بعضها دموع رقيقة باتت تنساب من عينيه، واسيته ببضع آيات قرآنية و بعض الأمثال الدارجة حتى بانت الإبتسامة و إن كانت خجولة على محياه...

أحسست بعد ذلك بالراحة النفسية كأنني أنا الذى بحت و بكيت!!!

لماذا لا نحمل في أنفسنا حب الإستطلاع و المساعدة، لم تكن تلك تجربتي الأخيرة فقد تلتها عدة تجارب أخرى علمت منها كثرة المآسي التي لا يطيب لصاحبها إلا النواح راثيا نفسه و شاكيا همه لبشر مثله ناسيا أو متناسيا ربا قائلا "و قل ادعوني أستجب لكم"!!! و لكنني في نفس الوقت كنت أعود إلى بيتي و الأفكار تتزاحم في رأسي محاولا إيجاد حل لمشكلة سمعتها أو كنت طرفا فيها، و استطعت بعون الله ايجاد الحلول لبعضها و إن لم تكن كثيرة ...

قصدي هو إيجاد ال self image التي تقول: "I am a wound healer" ... أن تكون شافيا لجروح الآخرين، فهي ليست مهمة تقتصر على دارس الطب و ممارسه،و لا على الأدوية المصنعة. إنما هي مهمة قد يكون الله بحكمته أوكلها لنا و نحن نسيناها، فانظر إلى صحابة الرسول و الأولياء و التابعين من بعدهم، و تأمل سيرة أشرف الخلق لترى بنفسك كم هو هين و جميل مساعدة الآخرين و لو بكلمة تطيب النفس، و أنا متأكد أخي من أنك منهم :97: