قد يكون صباح فخري أعظم مطرب سوري علي الإطلاق وقد يعجب فنه العديد من المصريين وكثيرا ما إستضافته حفلات دار الأوبرا في القاهره - طبعا الملايين من محبي عبدالباسط حموده وسعد الصغير وحسن الأسمر وطارق الشيخ لا علاقة لهم بالأمر من قريب أو بعيد - و أنا إستمعت لصباح فخري غير ذي مره , لكن بصراحه لا يستهويني .. يستهويني فارس كرم , وديع مراد , جورج وسوف , عاصي الحلاني , ثائر العلي , وحتي علي الديك .. أما لماذا فلأني أمر بحاله من - القلق , الغضب , الإحباط وإنعدام الوزن - حتي صرت أضيق بكاظم الساهر , ولا أنتشي من ماجده الرومي , ولا أستروح فيروز , وحتي أم كلثوم أصبحت تشعرني بالملل , ولا عيب فيهم , وربما أكون جزء من حاله عامه , تختلف الإشجار لكن كل الثمار ذابله .

منذ عام 80 أي منذ مقاطعة العرب مصر بعد إتفاق كامب ديفيد , وحتي بزوغ نجم النايل سات في عام 2000 وعلي مدار أكثر من 20 عام لم نري مسلسل أو مسرحيه أو فيلم عربي غير مصري بإستثناء فيلمي الحدود وخياط السيدات لـ دريد لحام والأخير أعتقد أنه أنتج إبان سنوات النكسه حيث صورت كثير من الأفلام المصريه في لبنان

لن يستطيع الرحبانيه سحب البساط أو حتي تحويل أنظار الجمهور بإستثناء النخبه المثقفه عن مسرح عادل إمام ومحمد صبحي وسمير غانم وفؤاد المهندس الخ ثم هذا العمل قدم في فتره حالكه كان فيها محمد نجم (شفيق يا راجل) هو نجم الشباك في مصر .
لم يسبق أن أذيع أي عمل للرحبانيه علي شاشة التلفزيون المصري في فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتي لو أذيع عمل غنائي مسرحي فكم يبلغ عدد المتلقين وليست الرطانه من العبقريه في شيئ بل العبقريه في توصيل الرساله بأبسط الطرق وهنا تكمن عبقرية محمد صبحي الذي إستطاع مناقشة قضايا فكريه كبيره من خلال مسرح فكاهي شيق وبسيط

أخيرا الحرب الأهليه اللبنانيه بصراحه شديده لم تعني لنا في مصر الكثير وكنا نتابع يومياتها مثلما نتابع يوميات الطقس ربما لسخونة الجبهه العراقيه الإيرانيه آنذاك وإستحواز أبو عدي علي الأضواء
إما لماذا لم نكن نكترث لها في مصر؟
الموضوع عامل زي مجموعه من الأغبياء راكب معاهم في باص حاولت تساعدهم وترشدهم للطريق الصح , راحوا شتموك وهزأوك وضربوك ورموك بره الباص وبعثروا حاجتك علي طول الطريق , ورجعت أنت تلملم في حاجاتك وتحاول تشوف لك وسيلة مواصلات ولما كملت طريقك لقيتهم وقعوا في الحفره اللي كنت بتحذرهم منها , فـ بتتركهم وتكمل طريقك ده إذا متفتش(بصقت) عليهم والحق يقال أن كثير من المصريين لم يوفروا بصاقا أو سبابا .
طبعا مجموعة الأغبياء تلك هي الي كانت مشتبكه مع بعضها في الحرب الأهليه وكلهم ولاد ين كلب مفيش فيهم واحد نضيف ومما يحسب لمبارك بصراحه هو أنه نفض إيده مما يحدث فلو كان عبدالناصر موجود كان وحلنا معاهم

بإختصار يا هولي
عامة الناس في مصر ,من لم يسافر منهم للخليج ويختلط بالسوريين لا يعرف شيئ عن سوريا , عندما كنت في الصف الثالث الإبتدائي (عام87) كان لدينا درس في كتاب المطالعه يتحدث عن القطر السوري الشقيق ويصف دمشق ونهر البردى وغوطة دمشق ومثله بتوسع في الصف الرابع الإبتدائي , لكن في العام التالي عندما وصلت أنا للصف الرابع الإبتدائي تم استبدال جميع المناهج الدراسيه التي كانت تكرس فكرة القوميه العربيه , شوف إحنا عندنا أصل إزاي وانتظرنا 9 سنوات منذ بدء المقاطعه العربيه لمصر , حتي بدأت الحكومه المصريه في تنظيف الكتب المدرسيه من فكرة القوميه العربيه .