اقتباس:,لكن لأن للموت حرمة والرجل لم يدفن حتى بعد وابوخليل اسرع فى القاء النكات والشماتة متجاوزا كل القيم الأنسانية البسيطة...اثناء وجود السادات بالحكم كنت أكرهه كراهة التحريم ولا اطيق سماع صوته حتى ولا رؤية وجهه,وعندما مات أنتهى الأمر بالنسبة لى لأن للموت حرمة زى ما أهلينا علمونا..

ما عيب الا العيب, الزلمي كان بوقا للنظام المصري, و له أقوال خالدة مثل (" هو فين الحصار؟؟؟؟؟؟") و موته اليوم او منذ 100 سنة او عودته من الموت من جديد لن تغير في هذا الواقع شيئا الميت مات و انتهى, و تبقى اعماله و اقواله امام من عرفوه.... العيب هو في تكميم الافواه و محو الذاكرة و العفو عن الماضي....

أعتقد اننا وصلنا كأعضاء مخضرمين في النادي الى مرحلة تخطينا فيها اعتماد (تعليمات الجدة) كمبادئ انسانية شاملة نتبعها خاصة هنا في النادي, و لو كان حريا بنا اتباع تحذيرات الجدات و عبارات ك ( عيب يا ولد ما يصحش تعمل كدة) لكان توجب علينا حذف 90% من مداخلاتنا التي كانت الجدة لتصفعنا على قفانا حالما تعرف اننا فكرنا بها...
فما حدا يعملي فيها طفل مؤدب خلوق و خجول بيسمع كلمة أهله و ينفذ حرفيا جميع ما ورد في نصائح لقمان الحكيم لابنه...

نأتي لموضوع (حرمة الموت) و هو حقيقة موضوع شخصي يخضع لعوامل اجتماعية و دينية و جغرافية و ثقافية لا تستطيع فرضها على غيرك و لا ان تقيس البشر بمقياسك و لا ان تتهمهم (يا طنطاوي) بقلة التربية ان لم يلتزموا هم بما كانت جدتك انت تمليه عليك في صغرك من قواعد تتعلق بالميت....
عندنا في بعض قرى لبنان يرقصون في جنازة الميت بالطبل و الزمر و تلك طريقتهم في التعبير,
بعض المجتمعات تتعامل مع الموت كحدث عادي فيما بعضها الاخر تحنط الميت و تركنه في صدر البيت و تعبده جيلا بعد جيل... (لا ادري لكن ان كان للمجتمع المصري حرمة زائدة تجاه فكرة الموت -قد تكون فرعونية المنشأ -اتفهم ذلك لكن تلك الظاهرة ليست موجودة لدينا)
انا شخصيا بصراحة لم اشعر بأي رهبة تجاه موت طنطاوي و انا لم اكن معجبا به و لا متأثرا به و لا اعرفه شخصيا و لا اعرف احدا يعرفه شخصيا و لست مشاركا في عزائه لكي اتأثر و اشعر ب(الرهبة) التي تشعرون بها و ترتعشون بسببها الان.....


و مهما يكن في الامر, فان ظاهرة (حرمة الموت) و ان (الميت لا تجوز عليه الا رحمة ربنا الخ....) و انه بمجرد ان يموت الشخص تطوى صفحة اعماله و يمنع التحدث عن السيئ منها,
فهي عادة شرقية متخلفة تدل على عقلية التسامح مع الظلم و التعايش مع القهر و اهمال المحاسبة و محاباة الظالمين و عبادة القوة و مكافأة المكر و التنطيش على الحقوق....

عموما قد رأينا احترام (حرمة الموت) في عشرات المناسبات على صفحات النادي هنا بالذات بل و حتى في بعض الصحف العربية (مقال فؤاد الهاشم حول الشهيد الريان (الغاطس بين افخاذ نسائه) -بحسب تعبيره).... لكن يبدو ان القصة هنا هي ان المعني شخصية مصرية, و بعض الزملاء المصريين عاملينلي فيها متل قصة الاميرة و حبة البازيلاء تحت العشرين فراشا في كل ما يتعلق بهم....