{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #3
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1
3- الجنة، حديقة الالهة
وكما اشرنا سابقا، لم تقتصر عملية نزع الالوهية عن حواء وحدها، بل في علاقتها الى الطبيعة بآسرها، حيث جرى تجسيدها، عندما غضب يهوة عليها وعلى آدم، الامر الذي جلب الموت على الطبيعة وانهى عملية الفيض الالهي، ليتحول الخصب من دورة دائمة الى عملية متوازية. " اللعنة هي من اجل مصلحتك، في الحزن ستأكل كل ايام حياتك" . (Gen. 3:17-18) قبل وضع آدم في الجنة من اجل " الباسها والمحافظة عليها" (Gen. 2:15) وبعد اللعنة اعيد الى القاع من حيث جرى جلبه (Gen. 3:23). هنا نرى كيف ان العلاقة بين البشر والطبيعة هي التي اصابتها اللعنة ولم يعد هناك كلام عن جنة وانما عن ارض صلبة تطالب بالعمل لتعويض السقوط البشري. " من التراب جئت والى التراب تعود" (Gen. 3:19) ومع الاله الجديد لم تعد البشرية جزء من الفيض الالهي المقدس ليعود الى واهبة الحياة على إعتبار انه جزء من فيضها، وانما اصبحت العودة الى الموت كعقوبة من الاب يهوة الغاضب.

من الضروري الاشارة الى انه في التوراة يوجد عدم تطابق بين الجنة والحديقة، التي يأتي ذكرها بطريقة موازية. الكلمة العبرية " عدن" تعني مكان للمتعة في حين ان كلمة ‘paradise’ ذات اصل فارسي وجاءت لاحقا. النص الوارد في (موسى 2:10) يذكر ان" يهوة زرع شرق الجنة وهناك وضع الرجل الذي خلقه. ومن شرق الجنة خرج نهر ليصب في ماء الحديقة ليتفرع ويصبح اربعة انهار". منها نرى ان الجنة تقع في الشرق، كرمز تعبيرا عن شروق وعي الانسان ولكن ماذا يوجد في غرب وشمال وجنوب عدن؟
الصورة العبرية للخلق تمتلئ بالرموز إمتداد للرمزية السابقة لها، في حين ان هذه الرمزية تموت نهائيا في الاسلام لينشئ التجسيد التعبيري التام. صورة الانهار الاربعة الصادرة من منبع مركزي كتعبير عن الفصول الاربعة او لحواس الاربعة والاشجار في مركز الخلق، كل ذلك يعكس الوحدة في الصورة العامة. ولكن هذه الصورة للشجرة التي يلبسها ويحفظها الانسان معروفة لنا من الاسطورة السومرية، حيث عشتار تسمي حبيبها الملك سرجون براعي الحديقة. ولكن الحديقة في المعنى السومري كانت هي الالهة نفسها، في فيضها للطبيعة، في حين انها بالمعنى الابراهيمي الاكثر تجسيدا كانت الحديقة مخلوقة بكلمة من يهوة وبالتالي يمكن له ببساطة الغائها بلعنته.

عدن في الميثالوجيا السومرية كانت حديقة الالهة التي تقع على الارض، وبالذات في منطقة البحرين والكويت والامارات الحالية، حيث جرى العثور على اثار تؤكد ان هذه المنطقة كانت حديقة عدن، وهي كلمة بقيت حية في اللغة العربية. وبسبب هذه الحديقة تحديدا قام انليل بالطلب من اينكي ان يخلق الانسان العبد ليقوم بخدمة حديقة الالهة وتأمين االري والحصاد. وفي الصور السومرية يظهر هذا الانسان عاريا علامة العبودية. وعلى الرغم من ان الالهة قررت تغيير وضع الانسان الذي اظهر ابداعا في خدمة الالهة بمنحه حريته والسماح له بسكن المدن الالهية على الارض، الا ان الاسلام حافظ من حيث الجوهر على " العبودية" كمبرر وحيد من مبررات الالهة لخلق آدم، على الرغم تغيير العبودية من عبودية العمل الكلاسيكية الى عبودية العبادة..
في هذا الصدد يمكن قراءة المزيد عن اسباب ظهور الالهة في الديانة السومرية هنا وعلاقة عري آدم بأسطورة الخلق البابلية هنا


يتبع..
03-13-2010, 02:19 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: حواء، من الرببوية في الوثنية الى الاستلاب في الاسلام 1 - بواسطة طريف سردست - 03-13-2010, 02:19 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  التمائم ولتعاويذ من الوثنية الى الاسلام 2 طريف سردست 3 1,498 03-15-2012, 07:23 PM
آخر رد: طريف سردست

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS