مرحباً للجميع :

(03-10-2010, 03:01 AM)fares كتب:  قد يكون صباح فخري أعظم مطرب سوري علي الإطلاق وقد يعجب فنه العديد من المصريين وكثيرا ما إستضافته حفلات دار الأوبرا في القاهره - طبعا الملايين من محبي عبدالباسط حموده وسعد الصغير وحسن الأسمر وطارق الشيخ لا علاقة لهم بالأمر من قريب أو بعيد - و أنا إستمعت لصباح فخري غير ذي مره , لكن بصراحه لا يستهويني .. يستهويني فارس كرم , وديع مراد , جورج وسوف , عاصي الحلاني , ثائر العلي , وحتي علي الديك .. أما لماذا فلأني أمر بحاله من - القلق , الغضب , الإحباط وإنعدام الوزن - حتي صرت أضيق بكاظم الساهر , ولا أنتشي من ماجده الرومي , ولا أستروح فيروز , وحتي أم كلثوم أصبحت تشعرني بالملل , ولا عيب فيهم , وربما أكون جزء من حاله عامه , تختلف الإشجار لكن كل الثمار ذابله .

من الطبيعي أن تهوى مطرب أو فنان ليس له شعبية وأن لا تستسيغ مطرب له شعبية عريضة "الشعبية ليست مقياساً يعتد به أصلاً" وهذا لا يتبع الحالة فقط بقدر ما ينتج عن تشابكات معقدة تعتلج داخل الإنسان من الماضي إلى الحاضر وامتداداً إلى المستقبل ، إن قضية التذوق قضية معقدة إلى درجة يصعب معها فهم وحصر مكوناتها ومسبباتها .
فأنا على سبيل المثال لا أستسيغ سماع أم كلثوم أبداً وأضطر حتى أسمع أغاني أم كلثوم (كونها أغاني جميلة أحببنا المطربة أم لا) أن أسمعها بصوت جورج وسوف كونه المؤدي الأفضل لأغانيها عندما كان صوته جميلاً . وطبعاً أنا لا أسمع ولا أتابع فن جوج وسوف "الحديث" بعد أن تشوه صوته أي أني لست من مجانينه أو هواته حتى ... فتصور هذا التناقض "يرعاك الله" ...

لو تماديت في شرح تناقضاتي فسيتحول هذا الشريط إلى شريط فكاهي بكل ما للكلمة من معنى ...
لكن النتيجة التي أريد الوصول إليها وقد تظهر فيما بعد في ثنايا كتاباتنا أن قضية التذوق لا تتبع فقط البيئة ولها تشابكات أكثر مما نتصور ، لكن هل نحن منفتحين على فن الآخر بالشكل الكافي حتى نحكم على فن الآخر بغض النظر عن إشكالية التذوق الشخصي ؟

(03-10-2010, 03:01 AM)fares كتب:  لن يستطيع الرحبانيه سحب البساط أو حتي تحويل أنظار الجمهور بإستثناء النخبه المثقفه عن مسرح عادل إمام ومحمد صبحي وسمير غانم وفؤاد المهندس الخ ثم هذا العمل قدم في فتره حالكه كان فيها محمد نجم (شفيق يا راجل) هو نجم الشباك في مصر .
لم يسبق أن أذيع أي عمل للرحبانيه علي شاشة التلفزيون المصري في فترة الثمانينيات والتسعينيات وحتي لو أذيع عمل غنائي مسرحي فكم يبلغ عدد المتلقين وليست الرطانه من العبقريه في شيئ بل العبقريه في توصيل الرساله بأبسط الطرق وهنا تكمن عبقرية محمد صبحي الذي إستطاع مناقشة قضايا فكريه كبيره من خلال مسرح فكاهي شيق وبسيط

القضية ليست قضية سحب بساط ، وأنا أعتقد جازماً أن مسرح الرحابنة حتى في بلاد الشام ليس له شعبية على مستوى العامة كالمسرح المصري ... لكن هذا أسلوب وذاك آخر ....

وأوافقك الرأي تماماً على أن محمد صبحي هو المسرحي الأول في مصر دون منازع (على الأقل بالنسبة لي) وخصوصاً إذا كان هذا المسرح بالتعاون مع لينين الرملي ...

(03-10-2010, 03:01 AM)fares كتب:  أخيرا الحرب الأهليه اللبنانيه بصراحه شديده لم تعني لنا في مصر الكثير وكنا نتابع يومياتها مثلما نتابع يوميات الطقس ربما لسخونة الجبهه العراقيه الإيرانيه آنذاك وإستحواز أبو عدي علي الأضواء
إما لماذا لم نكن نكترث لها في مصر؟
الموضوع عامل زي مجموعه من الأغبياء راكب معاهم في باص حاولت تساعدهم وترشدهم للطريق الصح , راحوا شتموك وهزأوك وضربوك ورموك بره الباص وبعثروا حاجتك علي طول الطريق , ورجعت أنت تلملم في حاجاتك وتحاول تشوف لك وسيلة مواصلات ولما كملت طريقك لقيتهم وقعوا في الحفره اللي كنت بتحذرهم منها , فـ بتتركهم وتكمل طريقك ده إذا متفتش(بصقت) عليهم والحق يقال أن كثير من المصريين لم يوفروا بصاقا أو سبابا .
طبعا مجموعة الأغبياء تلك هي الي كانت مشتبكه مع بعضها في الحرب الأهليه وكلهم ولاد ين كلب مفيش فيهم واحد نضيف ومما يحسب لمبارك بصراحه هو أنه نفض إيده مما يحدث فلو كان عبدالناصر موجود كان وحلنا معاهم

يا عزيزي الملخص الذي ذكرته أعلاه هو قريب جداً من فكرة مسرحية فيلم أميركي طويل التي سألتكم عنها سابقاً ...
لكن بدل فكرة الأغبياء أعتمد زياد الرحباني فكرة مجانين في مشفى للأمراض العقلية يقع في الضاحية الجنوبية ، ويحاول الأطباء جاهدين أن يعالجوا المرضى النفسيين المتأثرين بالحرب اللبنانية .
ليكتشف الجميع أن المشكلة ليست داخل المشفى وإنما خارجها ولكي يعودوا المرضى إلى حالتهم الطبيعية يجب على "الحكيم" أن يزرع جنون البشر خارج المشفى داخل عقول المرضى حتى يتقبلهم المجتمع ...
طبعاً شخوص المرضى في المشفى ترمز لمختلف التيارات السياسية والطوائف اللبنانية في أثناء هذه الحرب .

النتيجة : أننا نتفق ونختلف ، وإن اتفاقنا واختلافنا يتجاوز قضية الجغرافيا أو البيئة ليمتد إلى الفهم الإنساني والثقافي المشترك ، وأن الخصوصيات البيئية والثقافية تلعب دور أحياناً وأحياناً أخرى تغيب تماماً عن المشهد ... أرجو أن يلاحظ البعض هذه الجزئية البسيطة التي سنتوسع في شرحها لاحقاً ...

لي عودة ...