(03-14-2010, 12:06 PM)يجعله عامر كتب:  القراءة المقاومة وبكاء الحجر - السلفية المدنسة في آليات التفكير الحداثوي - محمد اليوسفي
هذا الكتاب في الردّ على ع المجيد الشرفي
وهو ردّ ساذج للغاية ، يظهر فيه العداء المسبق من المؤلف والتسطيح المسفّ بشكل مش لذيذ خالص .

محمد لطفي اليوسفي يسعى إلى تصفية حسابات مع الرجل لا أكثر ولا أقلّ، ولا أفهم مغزى الحساب برغم أنّ بينهما بونا في الاختصاص. ولكن قد يكون عدّه يوما ما عقبة في رقيّه بالمراتب.
الأستاذ عبد المجيد الشرفي، وكان لي شرف التتلمذ عليه في مرحلة ما، رجل بعيد جدا عن كلّ الصفات التي أراد المؤلف وسمه بها. فلا عُجب ولا كبر ولا ادعاء بأنّ ما يقدّمه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. يستمع إلى عروض طلبته بإنصات شديد ويحدس في إنصاته بمن يجتهد ويفكّر ممّن يكتفي بالنقل والنسخ وهو يجد متعة كبيرة في مناقشة آراء الطلبة في هدوء كبير لا يرتفع معه الصوت أبدا ولا تثبت فيه العين على أحد. شتّان شتّان... ونقاشه ليس بخلفيّة امتلاك الحقيقة والتفرّد بها بل هو يطرح المسائل ويدعو إلى التفكير فيها بشرط الإلمام بكلّ (أو جلّ) ما قيل فيها قديما وحديثا. ولعلم السادة الأعضاء أنّه حين كان عميدا لكلية الآداب بتونس (في الثمانينات) وكانت الحركة الطلابية في أوجها، كان كثيرا ما يحضر اجتماعات الطلبة ويطلب الإذن في الحديث معهم ومشاركتهم مثله مثل باقي الطلبة الراغبين في الحديث. رجل من طينة أخرى، ويبدو أنّ قدره أن يكون مرمى سهام الكثيرين السلفيّين إذ يرونه مشكّكا كافرا والحداثويّين إذ يعتبرونه مجرد مصلح ظلّ يعمل ضمن الآليات القديمة نفسها.