خلق، وتأهيل، الأحزاب والجماعات الدينية في المنطقة العربية "بند أساسي" في الاستراتيجية الاستعمارية لأن هذه الأحزاب والجماعات الدينية تعمل، عن جهل أو عن علم، على تهديم القيم الحضارية التي يحتاجها أي مجتمع كي ينمو ويتطور. وبهذا تساهم، مع بقية المافيات المسيطرة في العالم العربي، بجعله لقمة سائغة للأعداء الطامعين بأرضه وخيراته (إسرائيل والدول الكبرى التي تتصارع على مناطق النفوذ)
من هنا فإن حزب الله، باستثناء الخدمات والأموال التي قدمها للطائفة الشيعية، خدم إسرائيل بأكثر مما فعله أي فريق آخر في لبنان. فهو من جهة أغتال المقاومة العلمانية التي شكلتها، في وقت من الأوقات، أحزاب الجبهة الوطنية اللبنانية (الشيوعي والقومي والاشتراكي والبعثي)، ومن جهة ثانية ساهم في القضاء على المقاومة الفلسطينية التي كانت متحالفة مع هذه الجبهة الوطنية اللبنانية. وكانت هذه المقاومة الفلسطينية/اللبنانية الخطر الحقيقي والحضاري، وربما الوحيد، على الكيان العنصري الإسرائيلي. ومن جهة ثالثة أعاد المسألة الطائفية في لبنان إلى المربع الأول، ومنح إسرائيل، بالشراكة مع إيران حماس وبقية التنظيمات التي ترفع شعار الدولة الدينية، ذريعة جديدة لإعلان الدولة "اليهودية" التي صار من السهل تسويقها أمام بقية دول العالم... وأخيرا ها هو "ينكفئ" نحو الداخل اللبناني ليعمل على جعله دولة "إسلامية" ويضيف "شرعية جديدة" للدولة اليهودية.

يبقى أن حكاية "مسيحي في حزب الله" ليست أكثر من نكتة "بذيئة". (مع الاعتذار من ناشر المقال). ذلك أنه، وبعد نصف قرن من "غسيل الدماغ" في بلادنا المنكوبة بالاستبداد الديني والسياسي، صار الطريق إلى "تسويق الخراب"، مفروشا بالنوايا الطيبة.

وللأسف، فالأمثلة كثيرة هنا في كتابات العديد من الزملاء المشاركين في هذا المنتدى.