(03-19-2010, 05:46 PM)أبو خليل كتب:  يكفي لحزب الله شرفا ان شبانا ينتمون اليه منعوا الجيش الاسرائيلي من التوغل في الاراضي اللبنانية كما فعل عام 1982 .....
و.... بلا بلا بلا، رشا ودراكا، سمعها العربي ألف مرة ومرة (وزكاها الإسرائيلي في كل مرة لتلميع هذا الحزب)

كي يكون لما تقول قيمة ما يتوجب عليك، يا أبا خليل، أن تقيـّم الفعل من خلال النتائج التي أدى إليها.

والنتائج التي أدت إليها "أفعال" حزب الله خدمت إسرائيل. (كما خدمت الطائفة الشيعية في لبنان بالمال "الحلال" القادم من إيران.. وهذا ليس موضوعنا هنا)

لوضع هذه الأفعال، التي درج الفرد العربي على تسميتها "مقاومة"، في سياقها لا بد من عودة سريعة إلى التاريخ القريب.

قامت الحرب اللبنانية لتنهي وجود المقاومة الفلسطينية المسلحة في لبنان. (لا ينكر هذا سوى العربي "الأهبل" (*) )

يومها كان الجنوب اللبناني جبهة الحرب الوحيدة المفتوحة على إسرائيل بعد أن أغلق الأردن حدوده مع إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية في "أيلول الأسود" 1970، وبعد أن "أغلقت" حرب تشرين/اكتوبر 1973، نهائيا، جبهتي مصر وسوريا. (وقعت مصر اتفاقية سلام، واحتلت القوات الدولية الجولان السوري "المحرر" بموجب اتفاقية 1974 ومنعت الطير من عبور الحدود) وبقي على إسرائيل إغلاق جبهة لبنان كي تنهي الخطر الفلسطيني من خلف الحدود.

لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي "تحالفت" إسرائيل مع الأسد، الذي قبض ثمن هذا "التحالف" سيطرة كاملة على لبنان خلال ربع قرن،او"تحالفت" مع بعض الفصائل اللبنانية، ومنها الكتائب والقوات وأمل. (وضعت كلمة "تحالفت" بين قوسين لأن معنى هذه الكلمة يتفاوت بين تحالف وآخر وينتقل من فوق الطاولة إلى تحتها وبالعكس).

بعد المجازر "التمهيدية" التي تعرض لها الفلسطينيون في مخيماتهم من قبل حلفاء إسرائيل لإضعاف مقاومتهم، اجتاح الجيش الإسرائيلي البلد وصولا إلى بيروت وفرض "نفي" عرفات وجنوده إلى تونس واليمن. ثم انسحب محتفظا بالجنوب كي يحمي شمال فلسطين من غارات المسلحين الذين استطاعوا التخفي والبقاء في المخيمات، بانتظار أن "يدجن"، مع حلفائه، مخيمات الجنوب الخطرة على أمنه ، و"يدجن" في الوقت ذاته المقاومة اللبنانية المتحالفة مع الفلسطينيين (الشيوعي والقومي والاشتراكي والبعثي)

في هذا الوقت "ظهر" حزب الله.

فرض هذا الحزب على الفلسطينيين في المخيمات الجنوبية أن ينسوا تحرير أرضهم انطلاقا من لبنان، ومنعهم من القيام بأي خرق للحدود اللبنانية باتجاه إسرائيل، كما فرض على المقاومة اللبنانية (قبل أن يذبحها) فك تحالفها مع الفلسطينيين. وحول الهدف، الذي كان الفلسطينيون واللبنانيون يعملون له، من "تحرير فلسطين" إلى "تحرير لبنان". (كان ذلك "التحويل هدفا تسعى إليه إسرائيل. لم تكن لها أطماع "ّأرضية" في لبنان، بل سعت دوما إلى زعزعة أمنه واستقراره لتتخلص من المقاومة الفلسطينية فيه، كما سعت إلى تهديم البنى التحتية فيه لأنه ينافسها سياحيا وتجاريا)

كانت تلك "الأفعال" التي قام بها حزب الله في سنواته الأولى خدمة عظيمة لإسرائيل. ومن نافل القول إن الكتائب اللبنانية وسواها من الأطراف، سواء تلك التي أشعلت وساهمت في الحرب بهدف التخلص من الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، أو تلك التي تحالفت مع إسرائيل، لم تستطع تقديم تلك الخدمات "العظيمة" لإسرائيل .

أما حزب الله فقد استطاع تقديم هذه الخدمة لإسرائيل معتمدا على "الله" الذي تسمى باسمه، وعلى المال إيراني الذي اشترى به ولاء الطائفة الشيعية، وعلى الشباب الموعودين بأربعين حورية، جاهزات للدخول بهن على باب الجنة، إن "انتحروا" تنفيذا لرغبة الولي الفقيه.


ننهي تعقيب اليوم بسؤال:
ألم يكن على إسرائيل أن تدفع ثمن هذه الخدمة "العظيمة" ؟؟... ألم تكن إسرائيل تعرف أن عليها أن تدفع الثمن؟؟.. وماذا يمنع أن يكون بعض هذا الثمن "تلميع" حزب الله كي يصبح في نظر العربي "الأهبل" (*) المقاوم المنتصر الوحيد على العدو الذي لم تقهره الجيوش العربية كافة !؟..
-----------------
(*)العربي "الأهبل" هو:
جاء في إحصاءات الاونيسكو حول معدلات القراءة في العالم العربي، أن كل عربي يقرأ، ما معدّله، ربع صفحة سنوياً!. ويقرأ البريطاني 7 كتب، والفرنسي 8 كتب، والأمريكي 11 كتابا!
.
.
(نعود، كيفما يسمح الوقت، لنواصل الحديث عن الخدمات "العظيمة" التي قدمها "الحزب المقاوم" لإسرائيل بعد مساهمته في القضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية .)