الزميل Basic
أرجو، أيها الزميل العزيز، أن تقبل صداقتي في الحوار، وصداقة الحوار تعني لي أن يعترف كل منا للأخر بحق الاختلاف. نحن هنا مجرد "أفكار" و"وجهات نظر" قد تتقارب أو تتباعد. ومن المفروض ألا تفسد للود قضية. (فإن أفسدت، وهذه نقطة الضعف في كعب أخيل، وقد ستخدمتها نظم الاستبداد السياسي والديني لإفساد المجتمع ووضع أصحاب الرأي المخالف في السجون... إن كان الأمر كذلك فأرجو ألا نكون من المفسدين)
للأسف، يا زميل، يبدو أن الحوار بيننا قد تحول إلى "حوار طرشان".
قبل أن ترفع حاجبيك دهشة، دعني أعرض أمامك، وأمام القارئ، المثال التالي:
سألتني:
اقتباس:هل تريد مناقشة موضوع استقلاليته (تقصد لبنان) بلا هيمنة؟
وحين أجبتك:
اقتباس:نعم، وبكل تأكيد! .. أريد مناقشة موضوع استقلالية لبنان، وسواه من الدول، بلا هيمنة.
إذ بك تفاجئني، وتفاجئ القارئ، بتعقيب لا محل له من الإعراب، فتكتب:
اقتباس:نعم، فيما لو وافقتك على استعمال مصطلح "هيمنة".
حسنا! .. من حقك، يا زميل، أن تكتب ما شئت، لكن عليك احنرام عقل القارئ. والقارئ سيسألك:
"إن كنتَ، يا زميل Basic ، مختلفا مع أبي نواس على استعمال مصطلح هيمنة، فلماذا طرحت عليه سؤالا عن الهيمنةا؟.."
وقد يتبعه بسؤال:
"حين طرحت عليه السؤال عن الهيمنة، وأنت تعرف أنك قد تختلف معه على استعمال مصطلح هيمنة، ألم يكن الأجدر بك أن تستخدم مصطلحا تتفق أنت وهو عليه، كي لا "يطير" سؤالك في الفراغ ؟.."
ونستنتج، يا زميلي العزيز، أنك لم تكن حريصا على استخدام لغة واضحة وصريحة، بل كنت أشبه بمن يلعب.. تارة يضع "طاقية الإخفاء" وتارة يخلعها !!
.
.
وكنت سأغض الطرف عن هذه "الهنة" البسيطة، لولا أنك لم تكتف بذلك، بل رحت "تخترع" لي أقوالا (مخفية ؟
) وتحاول أن توهم القارئ بأني متناقض بأقوالي!.. فكتبت:
اقتباس:ردك في الاقتباس أعلاه يتضمن تضاداً مع أقوالك في مواضع أخرى..
حسنا أيضا !.. أين هي تلك "الأقوال" ؟.. لو كان ما تقول صحيحا لأوردت تلك الأقوال، وبينت أنها في تضاد مع ما كتبته. فيصدقك القارئ.
لكنك لم تفعل؟.. لماذا ؟...
هل تقترح علينا أن نتعامل مع مثل هذه "النميمة" على أنها نصوص مقدسة !؟
.
.
وكان من الممكن، أيضا، أن "نتساهل" مع هذه النميمة ، لولا أن "الملهاة" استمرت، وذلك حين شرحت جملتك "الركيكة" التالية:
اقتباس:عندما تنفي عن ذاتك أمراً، وتجد الجميع يطلبونه منك فاعلم أنه عندك.
فكتبت:
اقتباس:اللبنانيون، وغير اللبنانيين يرون أن الدور السوري أكيد ومهم وفعال وضروري في الساحة اللبنانية وأن جميع اللبنانيين اليوم يتهافتون عليها، (لاحظ أنني أتحاشى مصطلح الهيمنة)، فكيف تريد لسوريا أو لسوري أن ينفي ذلك؟
بالله عليك، يا زميل Basic، كيف يمكن للقارئ أن يفهم أن تلك الجملة "الركيكة" في مقدمتها وصلبها ونتيجتها، تعنى هذه المعاني "العظيمة" عن دور سوريا المهم والفعال والضروري في الساحة اللبنانية !؟..
هنا أيضا قد يسألك القارئ:
"ألم يكن الأجدر بك الذهاب "مباشرة" إلى الفكرة التي تريد إيصالها للقارئ بدل هذا "الاعوجاج" في الحنك الذي جعلك تتفوه بالجملة الركيكة الأولى !؟"
(لن أعلق على قولك " جميع اللبنانيين اليوم يتهافتون عليها"، فأنا لم أسأل، مثلك، "كل" طوني وعلي وأحمد ونزار وعنتر في لبنان، لأعلم إن كانوا يتهافتون أم لا، ولم أشاهد "جميع اللبنانيين" ولا نصفهم ولا ربعهم يتهافتون. . كل ما يمكنني قوله إن من يتهافت عليها "اليوم" هي المافيات "إياها" التي كانت تتهافت عليها "البارحة"، كي لا تفوتها حصة من الكعكة اللبنانية الشهية. فإن كنتَ نفختَ في هذه المافيات لتساوي "جميع اللبنانيين" فهذا شأنك.. وعلى كل حال فالذنب ليس ذنبك بل ذنب ايديولوجية الـ 99،99% التي سادت القارة العربية من محيطها إلى خليجها، وتغلغلت في نقي العظام)
....
هل أستمر، أيها الزميل الصديق؟ .. (على أساس أن صديقك هو من يهديك أخطاءك... وها أنا أفعل)
حديثك عن الهيمنة يستقي أيضا من لغة لا تستقيم، بل تلف وتدور "دون وعي" من كاتبها.
ذلك أنك في الوقت الذي "تريد" أن توحي للقارئ بأن الهيمنة غير موجودة وتكتب:
اقتباس:نعم، فيما لو وافقتك على استعمال مصطلح "هيمنة"
لا تلبث أن تستخدم مصطلح "هيمنة" .. وتؤكد أنها موجودة فتكتب:
اقتباس: لا يجبرك أحد على قبول الهيمنة، ولا حتى أنا أقبل بها لكنها موجودة، وهذا ما قصدته عنما قلت لا بكيفك ولا بكيفي
فلماذا لا تستقر على رأي!؟..
.
.
وتكتب:
اقتباس:ذكر صاحب الموضوع ما يمكن تسميته بالهيمنة، وجنابك اعترضت بشكل خاطئ معتبراً أن الأمر مجرد علاقات بين بعض السوريين وبعض اللبنانيين، فبينا لك أن كل اللبنانيين اليوم متهافتون على سوريا. وهذه الحقيقة يعرفها القاصي والداني بما فهم الغرب نفسه. فأين المرجعية الأخلاقية في ذكر مجرد شاهد على الحدث؟
وهنا أرجو أن تعود إلى ما كتبتُ وتقرأه بروية كي تدلني على "خطأي"، وهذا نصه:
اقتباس:بعد "زلزال" اغتيال الحريري الذي هز الأرض لعدة سنوات تحت أقدام المافيات اللبنانية/السورية وقسمها إلى 8 و14 آذار، "لحست" هذه المافيات جروحها، واعتمدت سياسة "تبويس اللحى" لتنظيم صفوفها وإحكام سيطرتها على هذا البلد والشعب "المسكين" الذي دفع، ولا يزال، ضريبة الجغرافيا.
يبقى سؤال للـ"عارفين": لماذا فشل اللبنانيون في الاستفادة من هذا الزلزال لتكوين أحزاب "وطنية" تنقذهم من هذه المافيات !؟
وهذا، كما ترى يا زميل، "توصيف" لحكام لبنان البارحة واليوم، ورأي فيهم يقول إن ما يهمهم هو سرقة الوطن والشعب (كما هو الحال في كل البلدان العربية) .. وأنهي بسؤال.
ولو عدت إلى ما كتب صاحب الموضوع لرأيت أنه لم يكتب رأيه فيهم، ولم يقل أنهم ملائكة.
فلو كان ما تقوله صحيحا، أي أن رأيي كان اعتراضا على رأيه، الذي "افترضته أنت "، فلماذا لم نسمع منه قولا بهذا الشأن ؟..
هل من كتب مواضيع مطولة في وصف حال هؤلاء عاجز، وحاشى له، أن يكتب جملتين يعترض فيهما على ما كتب أبو نواس !؟ )
(هنا أيضا تعود لتكرر حكاية " كل اللبنانيين اليوم متهافتون على سوريا" .. مما يؤكد أن حكاية الـ 99،99% قد تمكنت من العقول ..)
وتكتب:
اقتباس:عدنا إلى المغالطات، وتقويل الآخر ما لم يقله.
لا يا زميل. لم أقولك ما لم تقله بل أنت من حولني إلى مقال جريدة الأخبار الذي عنوانه " الغرب يطالب سوريا بدور في ضبط مخيمات لبنان" . والمعنى في إحالتك تلك واضح للقارئ ولا يحتاج إلى شرح مطول.
وتكتب:
اقتباس:ثانياً، فعن استقلال لبنان، أنا أعرض رأي جماعة الـ 14، وأن لبنان استقل بعد جلاء المستعمر السوري
للأسف، وهنا أيضا يبدو أنك تكنب دون وعي منك لما تكتب. فأنت عرضت رأيك أنت، لا رأي جماعة 14 فقط .. حين كتبت:
اقتباس:ولكن الوقائع تشير إلى أن الفترة التي استقل فيها لبنان من التبعية ( ... ) استقل أيضاً من ذاته.
ألم تعلم بعد، يا زميلي العزيز، أنه حين يكتب أحدهم: "الوقائع تشير" إلى كذا وكذا. فإن هذا يعني أنه يتبنى هذا الكذا والكذا ؟؟..
أما حكاية أن جماعة 14 لا توافقني الرأي.. فهذا آخر همي.
أخيرا، وعن "تعطيل" الموضوع. من المؤسف القول إن الغالبية الساحقة لما يكتب في الإعلام العربي اليوم لا يهتم بقضايا الشعوب بل بـ "تلميع" هذا أو ذاك من السياسيين العرب، وإيجاد المبررات لدوام حكم الاستبداد الديني والسياسي.
(أرجو أن يتسع صدرك "الرحب" لملاحظاتي حول أسلوبك "الرديء" في الحوار.)