اخى فى الله حسام :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
اما بعد :
و جازاك الله كل خير .

اولا:
تفضلت بالقول :
........
ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يفعل الكثير والكثير والكثير مم لا ولم ولن نفعله..
السنة النبوية بها من الرويات والأخبار والأحكام والتشريعات.. انها باختصار حياة الرسول عليه الصلاة والسلام... ولا اجبار في شيء إلا بحكم وأمر مباشر..

وبكاء الرسول على الحسين عليه السلام ما هو إلا رواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولم يتم تسجيل تشريع لها في العقيدة.. أو اصدار حكم على منكرها أو تاركها.. ولو تم التعامل بهذا الشكل مع السنة .. فهذا محض تفريط وتشدد واكساب الروايات ومعانيها أكثر مما تحتمل.. لأنك بهذا تجد نفسك مضطرا لاتباع الرسول في العيش بمكة.. والبكاء على شهداء بدر وأحد .. والبكاء على ابنه ابراهيم.. بل ورما زاد الأمر وتوجب عليك أن تكون جدا للحسين أيضا حتى تتبع السنة !!!!!!!
........
الجواب:
من ناحية لا اجبار فلا اجبار
و لكن اصر على موقفى ان من السنة البكاء على الحسين عليه السلام .
للاسباب التالية :
قال تعالى :
ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى
و قال تعالى :
و لكم فى رسول الله اسوة حسنة
الرسول الاعظم بكى قبل استشهاد الحسين عليه السلام و طلب من جبرائيل احضار قطعة من التربة التى يستشهد عليها الحسين عليه السلام و بكت زوج الرسول الاعظم ام سلمة و خرج الرسول الاعظم و تجمع حوله صحبه الكرام و ابكاهم بذكر استشهاد الحسين عليه السلام .
الرسول الاعظم بكاؤه و عاطفته غير مرتبطة بالقرابة بقدر ارتباطها بالله العلى الاعلى و قداسة دين الاسلام
فرسول الله الاعظم لن يبكى او يتعاطف مع ابنه او ابيه او امه او اى انسان تربطه به علاقة دم كما سيبكى او يتعاطف مع انسان ربانى تربطه بالرسول الاعظم علاقة دينية
اليست رابطة الدين اقوى من رابطة الدم فى الاسلام ؟؟؟؟
فان كانت كذلك فالاحرى ان يكون الرسول الاعظم اكمل من تتجلى به هذه الصفة
من هنا فان تعاطف الرسول الاعظم و بكاؤه على ذكر استشهاد الحسين عليه السلام انما هو تعاطف دينى بحت
فالرسول الاعظم تنبا بوحى من الله بمقتل العديد من الصحابة و صورة قتلهم او موتهم و لكنهم لم يتصرف كما فعل عند ذكر استشهاد الامام الحسين عليه السلام .
على سبيل المثال :
يا عمار تقتلك الفئة الباغية
و ايضا :اخر شرابك اللبن .
و كذلك :
عندما بشر ابا ذر انه سيموت وحيدا .
و غيرها من المواقف الاعجازية للرسول الاعظم التى تدل ان الله يوحى اليه و يعلمه .
و لكن ذكر حادثة كربلاء ابكت الرسول الاعظم و اصحابه .
اما ما تفضلت به من اتباع الرسول الاعظم فى العيش بمكة او المدينة
فمن قال ان المسلمين لا يفعلون ذلك
الا يزورون مكة و المدينة ؟؟؟؟
الا نحب مكة و المدينة لان الرسول الاعظم احبهما ؟؟؟
اما العيش بهما فان المسلمين عاشوا فى غيرها من المدن و البلدان و اقرهم الرسول الاعظم على ذلك فالسنة ليست العيش فى مكة و المدينة بل من الممكن العيش فى اى مكان لان التقرير من الرسول الاعظم حدث فى هذا الامر فالمسلمون كانوا فى القبائل الاخرى و فى بلاد الحبشة و فى اليمن و فىكل بلد اسلم فيه انسان بقى به و اقر الرسول على ذلك .
شهداء بدر و احد بكى الرسول الاعظم عمه حمزة عليه السلام و هذه سنة
اما بكاؤه على بقية الشهداء فغير معلوم عندى فان كان عندك معلومة عن ذلك فارجو اطلاعى عليها مشكورا .
فان ثبت انه بكى بقية الشهداء فان من السنة البكاء على الشهداء .
اما البكاء على ابنه ابراهيم عليه السلام فاعلم ان الشيعة لا تبكى فقط الحسين عليه السلام
فالشيعة تبكى الرسول الاعظم و اهله الطيبين الطاهرين و من ضمنهم ابنه ابراهيم عليه السلام و القاسم .
كل ما احزن الرسول الاعظم يحزننا و كل ما افرحه يفرحنا .

اما ان اكون جدا للحسين فهذا امر لا يفخر به الا الرسول الاعظم و ابراهيم عليه السلام و الانبياء من ذرية ابراهيم عليه السلام
فقد حق لاجداد الحسين عليه السلام ان يفخروا بان سيد الشهداء و سيد شباب اهل الجنة من ذريتهم
فالحسين فخر الانبياء .
الفرد منا لو كان ابنه او حفيده شهيدا فهذا فخر و شرف
فما بالك بمن حفيده سيد الشهداء ؟؟؟
و مع ذلك نعود للتقرير النبوى
اذ ان الصحابة و الناس كان لهم احفاد غير الحسين و اقرهم الرسول الاعظم على ذلك و لم يلزمهم ان يكونوا اجدادا لاحفاده .

ثانيا:
تفضلت بالقول :
.......
ليس عندي أي اعتراض على هذه الجزئية.. وأنا مستعد للمشاركة معكم بكل جوارحي في البكاء على الصحابة كلهم وآل بيت رسول الله..

ولكن.. سؤال.. من منا يبكي على محمد يوم وفاته ؟
.......
الجواب:
بارك الله بك يا اخى الكريم
و كلامك هذا انما يدل على اصلك الطيب و ايمانك الذى اسال الله ان يزيدك عليه ايمانا نحن و اياك
و للعلم يا اخى الحبيب
فان الشيعة تقيم العزاء ليوم وفاة الرسول الاعظم فهذه اعظم رزية و اعظم شوق يكون للرسول الاعظم .

ثالثا:
تفضلت بالقول :
......

ان الصراخ واللطم على الميت محرم في الشرع الاسلامي.. حتى الأب والأم والزوج والابن الذين لم يفارقو الحياة سوى من لحظات..
........
الجواب:
اخى العزيز :
الصراخ و اللطم محرم ان كان جزعا على الدنيا و اعتراضا على قدر الله اما ان كان جزعا على الدين و اعلانا لظلم عظيم و اعتراضا على فعل المنافقين و الكافرين فاننا مامورين بهذا الجزع بل و ماجورين عليه .
و نهى الرسول الاعظم انما هو مقترن بدعوى الجاهلية .

رابعا:
تفضلت بالقول :
......
مابالك بالحسين رضي الله عنه المستشهد منذ 1350 سنة تقريبا.. وسنويا يجتمع الناس بلا أي داعي.. ويجرون في الشوارع يصرخون..
.......
الجواب:
الرسول الاعظم بكاه قبل الشهادة فالاولى ان يبكيه المحب المؤمن بعد الشهادة .
و الظلم لا ينمحى بطول المدة
و الحسين عليه السلام مظلوم و ظلامته لم تنته .
و حبه لم ينته .
رابعا:
تفضلت بالقول :
......
ان هذه الهستيريا لن تحدث أبدا أبدا إلا في جمهرة.. وأنا على علم تام بم تفعله الجمهرة وما يجب أن يحدث بها كما في ما يسمى بحلقات الذكرو غيرها.. انها الجمهرة تزيد المشاعر وتقويها .. بل وتتعدى بها الحدود..
وبعبارة أكثر تحديدا ( تخلق شعورا لا داعي له أبدا )...
هل لو كنت بمفردك.. ستصرخ هكذا في بيتك على موت الحسين ؟؟؟؟!!!!!
.....
الجواب:
اى هيستيريا يا اخى
بالله عليك هل حضرت مجلسا واحدا للعزاء
كيف تتكلم و تحكم على امر لم تعشه و لم تحضره .
الجمهرة يا عزيزى امر بها الله تعالى الذى حث على الجماعة فى معظم الامور التعبدية .
و فضل الجماعة معروف
هل يوم الجمعة بغرض الجمهرة ؟؟؟
يا عزيزى
مجالس العزاء هى مظاهرات عالمية و صرخة فى وجه الظلم مهما كان هذا الظلم مصدره و مجد للامام الحسين عليه السلام .
و لعلمك :
بعض المؤمنين يكادون يموتون من الاسى و الحزن على الحسين و هم بمفردهم .
و لكن لن ينادونى او ينادوك لتتفرج على احوالهم و هم بمفردهم
بل ان المؤمن احيانا الجماعة تجعله يشعر بالخجل و يكتم بعضا من اساه و المه
و لكن عندما يكون بمفرده وحيدا الا مع خالقه فحدث و لا حرج .
بارك الله بك اخى الكريم
هدانا الله و اياكم لما يحب و يرضى

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار