وفى محاولة لتحليل ما ورد فى قانون الايمان المسيحى (وأعتذر بالطبع لسيطرة الخلفية الإسلامية على تفكيرى) فسأبدأ بقول (نعظمك يا أم النور الحقيقى)

لا يختلف المسلمون مع المسيحيون فى تقدير الاحترام للسيدة مريم فكلانا نعظم السيدة مريم ولا اجد غضاضة فى وصفها بأم النور، ولا شك من وجهة نظرى ان المسيح هو نور من الله مثله مثل الانبياء والرسل ولكن المسيح فى الاسلام له منزلة كبيرة فهو من أولى العزم من الرسل ( وأولى العزم هم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام أجمعين).

ويتفرد المسيح عيسى بن مريم عن باقى الرسل بأنه مثله مثل آدم كلاهما نفخ الله فيه من روحه وكلاهما بلا أب بشرى وكلاهما يحمل روحاً من الله.

لذلك أوافق على لفظ أم النور فهو يليق بأم المسيح عيسى ابن مريم كنبى كريم وروح من الله. وقد وصفها القرآن بأنها أطهر نساء العالمين، ولكن أراه نورا من الله وليس النور الحقيقى فالنور الحقيقى هو الله.

ومن الملفت للنظر أن المسيحيون يتقبلون اليهود – ولا يتقبلون المسلمون – رغم اتهامهم للسيدة مريم بأنها زانية وعاهرة (حاشا لله) حيث يذكر التلمود أن المسيح عليه السلام إبن زنا ـ حاشا لله ـ من علاقة غير شرعية بين أمه وجندي روماني إسمه بانديرا. وحتى يومنا هذا نجد أن الكتب والموسوعات اليهودية تطلق عليه Ben-Pandera أو إبن بانديرا وتصف أمه بالزنا.

وكذلك لفت نظرى ما قاله د. يوسف زيدان فى كتابه "اللاهوت العربى" ص 182

وفى المسيحية ، مع انها فى صورتها النهائية ديانة ذات خلفية مريمية، إيزيسية، عشتارية، من حيث ابتداؤها بالأم المقدسة (العذراء) التى تحمل بمعجزة. إلا أن الصورة الأقرب لنائب الآب وممثله، ظلت دائما صورة ذكورية: المسيح، الرسول، البابا. وغابت (الماما) تماما عن الوعى الدينى والنمط التدينى، فى غالبة المذاهب المسيحية. حتى إن واحدا من أجلاء آباء الكنيسة المبكرين، هو القديس كليمان السكندرى، نقل عنه أنه قال: إنما جئت لأدمر أعمال الأنثى.. وربما كان لهذا التوجه الكليمانى، ما يؤكده فى النظام الإكليركى العام للكنائس كافة، حيث يشغل المراتب الكنسية كلها رجال. وحتى فى الرهبنة، لا تلحق الراهبة بالأم العذراء القديسة، مريم، إنما يلحقونها بالسيد فيصفون الراهبة بأنها : عروس المسيح.