في يوم الأرض.. لا أرض للفلسطينيين
الفلسطينيون يواصلون تصديهم لعمليات التهويد المستمرة (الجزيرة نت)
عاطف دغلس-نابلس
لم يعد للفلسطينيين أرض يحتفلون عليها في ذكرى يوم الأرض الذي يصادف غدا الثلاثاء جراء مصادرة الاحتلال المزيد من الأرض الفلسطينية وتهويدها لصالح مشاريعه الاستيطانية وغيرها من عمليات "الابتلاع" الإسرائيلية للمناطق الفلسطينية، حسب خبراء وسياسيين تحدثوا للجزيرة نت.
وقال خبير الاستيطان ومدير مركز الخرائط للدراسات العربية بالقدس خليل التفكجي إن إسرائيل استغلت عملية السلام مع الفلسطينيين لبسط سيطرتها الكاملة منذ العام 1992 على أكثر من 33% من مساحة الضفة الغربية خاصة بمنطقة الأغوار، وذلك تحت مسميات مختلفة كالمحميات الطبيعية ومناطق الكسارات والطرق الالتفافية.
سياسة التهويد
وأكد التفكجي أن إسرائيل وخلال تلك الفترة صادقت أيضا على جميع المخططات الهيكلية للمستوطنات بالضفة والتي تعادل 6% من مساحتها من أجل تنفيذ مشاريعها، مشيرا إلى أنه وعند توزيع الأراضي داخل الضفة إلى مناطق "أ" و"ب" و"ج" وغير ذلك "وفق اتفاق أوسلو" لم يتبق للفلسطينيين إلا 42% من مساحة الضفة "منقوصا منها بالطبع مساحة القدس الشرقية 70 كلم2 ومنطقة غور الأردن 200 كلم2، وأيضا منطقة اللطرون 58 كلم2".
وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم سياسة التهويد نفسها سواء بالضفة أو بالقدس أو بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، "حيث كان الفلسطينيون يمتلكون 96% من أراضي فلسطين التاريخية لكنهم وفي العام 1976 لم يعودوا يمتلكون سوى 4% منها".
كما استغل الاحتلال عملية السلام لتوسيع مستوطناته وإقامة المزيد منها داخل الضفة الغربية بما يعادل 1.6% من مساحة الضفة، حيث رصد لذلك 17 مليار دولار و"أقام 36 ألف وحدة سكنية في 145 مستوطنة و116 بؤرة استيطانية".
وقارن خبير الاستيطان بين ما كان يملكه الفلسطينيون بنسبة 100% في مدينة القدس عام 1967 وما لديهم اليوم الذي لا يتعدى سوى 13%، موضحا أن إسرائيل مستمرة ومنذ ذلك الحين في مصادرة المزيد من الأرض لصالح أكثر من 200 ألف مستوطن وتسعى لإكمال بناء 50 ألف وحدة سكنية.
وشدد على أن عملية التهويد الإسرائيلية قائمة بالقدس والضفة، التي عزلتها إسرائيل داخل كنتونات صغيرة وقطعت أوصالها، مستشهدا برفض إسرائيل السماح لأي فلسطيني الإقامة داخل مناطق الأغوار الفلسطينية وقيامها بعملية تطهير عرقي للفلسطينيين المقيمين فيها أصلا.
تقييد التنقل
كما تستخدم إسرائيل قوانين منذ العام 2003 تمنع أي فلسطيني بمناطق الشمال من الدخول لمنطقة الوسط إلا بتصريح وإذن خاص، وهي تتحكم بذلك بالضفة الغربية وتسمح لأهلها بالتنقل برغبتها وحسب الظروف السياسية.
قلع أشجار زيتون في قرية بورين جنوبي نابلس (الجزيرة نت)
وحسب التفكجي فإن إسرائيل اتبعت أساليب مختلفة للسيطرة على الأرض كالمصادرة للمصلحة العامة والتي تجاوزت 65%، وبذريعة أملاك غائبين ولصالح التخطيط والتنظيم، "إضافة لسحب الهويات، وعبرنة المناطق العربية، والجدار، والتهجير وبناء الكنائس".
من جانبه قال الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إن فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة تقلصت من 45% كما جاء ضمن مشروع التقسيم عام 1949 إلى 11% من المعازل والكنتونات بفعل غطرسة الاحتلال وسياسته التهويدية "ونتيجة لصمت المجتمع الدولي على تصرفات الاحتلال".
وبين أن إسرائيل وعبر توسعها الاستيطاني تعمل على تدمير خيار الدولة الفلسطينية "وهو ما نرفضه وندعو لمقاومته".
وشدد على أن الصراع على الأرض مع إسرائيل يتطلب مقاومة شعبية واسعة وتوزيع الموارد وتخصيص الأموال لدعم المناطق المهددة بالاستيطان كتوفير فرص عمل للمواطنين ومقاطعة منتجات المستوطنات واستمرار دعم حملة العقوبات والمقاطعة الدولية ضد إسرائيل والوحدة الوطنية كشرط أساسي لمواجهة الاحتلال.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4647C...AE1704.htm