الأخ علي نور الله .
أتابع ما تكتب بكثير من التقدير رغم اختلافنا الفكري الواضح ، فالإختلاف العقلاني المتزن كان دائما هو السبيل إلى الحقيقة . لاحظت أنك تعرض إنجازات إيران قارئا فيها نظامها الإسلامي الشيعي ، و أنا أقرك في معظم ما تعرض ،و لكني أرى في إيران الشعب الفارسي صاحب الحضارة العريقة ، الشعب الإيراني هو حفيد الفرس الموالي . أجدادهم أصحاب حضارة عريقة ،و هم من قادوا الحضارة الإسلامية في أزهي عصورها ،و هم من أعاد إنتاج الإسلام ليتحول من دين بدوي وصفي ساذج مهدد بالفناء إلى دين حضاري ، و ذلك خلال آليات الفقه و التقعيد ، أي صنعوا ( من الفسيخ شربات ) ، أحترم في الفرس إحساسهم الوطني العالي ، نعم قبلوا الإسلام و لكنهم هذبوه و أعطوه من روحهم و فكرهم ما سمى به و حفظه من الفناء ، قبلوا دين العرب و لكنهم لعنوا الغزاة العرب و احتفظوا بلغتهم القومية ، على النقيض من المصريين مثلآ الذين يدعون الغازي بسيدنا " عمرو بن العاص" ، أذكر تعبير رائع لممثل الخميني في لندن أن قال مرة " إيران هي أمي و المذهب الشيعي زوجتي ،و يمكنني أن أغير زوجتي ،و لكن لا يمكنني أن أغير أمي " ، لو تذكرنا اننا نتحدث عن ممثل الخميني أعلى سلطة دينية بين الشيعة ، سنعرف لماذا تتقدم إيران الآن .
ما تراه من إنجازات في إيران يا صديقي .. هي إنجازات يصنعها شعب متحضر فنان و متفوق ، الشعب الذي انجب الفردوسي ، و عمر الخيام ، و حافظ الشيرازي ، وأبو حنيفة النعمان ، ولا علاقة لهذه الإنجازات بحكم الملالي ولا بعمائمهم البيضاء أو السوداء .
و لك خالص التقدير .