الأخ بسام الخوري .. الأخوة .
أرى أن هناك خطأ ما في مناقشة هذه القضية كقضية دينية .
إننا في الصميم لا نتجادل حول قضية دينية ، بل قضية سياسية وإنسانية ، عنوانها تغيير أوضاع دولة ( أو مجتمع ) تحت الإحتلال ، هذه القضية تخضع لمواثيق الأمم المتحدة التي وقعت عليها إسرائيل ، و الأمم المتحدة تحديدا هي التي أعطت إسرائيل مشروعيتها .
هذا الخلط بين ما هو ديني و ماهو سياسي يخدم أهداف إسرائيل فقط ، إنني ككثير من المشاركين هنا لا أومن بأي من الأديان الإبراهيمية الثلاث ولا آلهتها الممسوخة ، و لكن السؤال المنطقي التالي يجب أن يكون :" ماذا نرتب على هذا الإنكار ؟" . هل نرتب على ذلك التخلي عن كل الحقوق الإنسانية و الشرعية للفلسطينيين ، بما في ذلك احتفاظهم بأماكن العبادة الخاصة بهم سليمة ولا تنتهك ؟.
رفضنا للعقلية السلفية أو الدينية يجب ألا يعني أن نرفض كل ما يوافق عليه الإسلاميون ، فهذا أشبه بمن أراد ان يغيظ أعدائه فجلس على خازوق ، إذا كان هناك من يرى في قضية المسجد الأقصى قضية دينية إسلامية ، فهذا ليس مشكلتي ، ولا يجب كعلمانيين و تنويريين أصحاب مشروع حضاري يتسع لكل البشرية أن نقتصر على ردود الفعل ، فتلك الشخصيةreactiveالتي لا تعرف سوى رد الفعل لا تناسبنا ، علينا أن يكون لنا تصوراتنا الخاصة المبادرة proactive ، علينا أن نرفض بشكل حاسم و تام أي مساس بمقدسات الفلسطينيين في وطنهم المحتل ، سواء كان مسجدا أو صنما ، فليس لإسرائيل أن تحقق معتقداتها الخاصة على حساب معتقدات الآخرين بالقوة الغاشمة ، نحن لسنا معنيين بمحاجات دينية قديمة لا معنى لها في العلاقات الدولية الصحيحية ، و لكننا معنيون بحقوق الشعب الفلسطيني ..
المسجد الأقصى ملك للفلسطينيين ،و لابد من إعادته لهم ،سواء احتفظوا به بعد ذلك أو أقاموا مكانه السيرك القومي أو صالة للرقص ، هذا شأنهم لا شأن نتينياهو أو ليبرمان او يهوه رب الجنود .
هل هناك غموض في هذا ؟ .