يقول فيلسوف إنكليزي:
أنه بقدر ما يفتخر شعب أو أفراد من هذا الشعب بجنسيتهم كلما عبر ذلك عن أزمة هوية لديهم.
فلماذا يضطر شخص أن يفتخر بقوميته أو وطنيته، فمن المفروض أنها حين تكون ظاهرة بشكل طبيعي ألا يفتخر بها بل أن تظهر بوادر الثقة بها دون حاجة للدفاع عنها. يبقى الفن نوع من الرابط بين أبناء الشعب يستبدل الروابط القبلية والدينية، لكنه لا يستخدم كحجج بالحوار بل بوعي أنه فن وطني.
تذكرت هذا وأنا أرى فتاة سورية ترفع لوحة مكتوب عليها : فخورة بكوني سورية.
وكأن هناك اتهام لها بأن كونها سورية هو شيء قميء أو سيء .. إنه تماماً التعبير عن نقص ثقة بالذات، علينا تجاوزه.

نرى هنا هذه الأزمة التي تحاول حتى تزوير التاريخ ذاته.. فلقد قام فعلاً أجدادنا السوريين بمقاومة المستعمر الفرنسي، لكنهم لم يطردوه بفعل مناهضتهم لهم ومقاومتهم بل خرج بفعل الحرب العالمية الثانية. بعد مباحثات سياسية.

المقاومة السورية (ما يسمونه لدينا بكتب التاريخ الثورة السورية الكبرى) انتهت بعد عام 1927
وانتهى الأمر بنشاطات سياسية لمقاومة الاحتلال. وتخلت فرنسا عن سوريا ولبنان بعد الحرب العالمية الثانية للتكاليف الكبيرة بدون مردود اقتصادي ولا سيما أن فرنسا خرجت من كارثة في الحرب العالمية.
ولقد قامت بفرنسا بعدها بالتخلي عن غالبية مستعمراتها بأفريقيا وبشكل سلمي، الحرب الاستعمارية الوحيدة التي استمرت طويلاً كانت بالجزائر والتي كانت تعتبرها فرنسا جزء منها.

تحياتي.