تحياتي للعزيز بني ادم .....

الوضع اخطر بكثير من مجرد وجود عيوب و قيم بدائية في هذه الشريعة .... و لن اتكلم فقط عن الشريعة الإسلامية بل الشرائع الدينية بشكل عام.

1- يهاجم المتدينون القوانين و الدساتير باعتبارها وضعية و البشر يخطئون ، أما شرائعهم فيعتبرونها منزلة من السماء و لا تحتمل الخطأ
يحق لنا ان نسأل هؤلاء المؤمنين المعادين للعلمانية ؟؟ إن تطبيق هذه الشرائع ( السلطة التنفيذية ) و القضاء بأحكامها ( السلطة القضائية ) و تفسير نصوصها (جزئيا السلطة التشريعية ) كلها مرهونة للبشر الذين يؤمنون بها ، فهل هؤلاء معصومون من الخطأ ..... ؟؟ إذن من الناحية التطبيقية لا تختلفون بشيء عن اصحاب القوانين الوضعية . كما ان إلهكم المزعوم غائب في المؤسسة التشريعية رغم أنه كما تزعمون من وضع هذا التشريع بينما السلطة التشريعية التي تضع القوانين "الوضعية كما تصفونها" حاضرة دائما و من الممكن مراجعتها و محاسبتها.

2- الشرائع الدينية قديمة اكل عليها الدهر و شرب و هي ثابتة في نصوصها ، بينما العالم متغير باستمرار و تبرز فيه تحديات جديدة ...... التطور يقتضي تعديل الشرائع بما يتناسب مع مصالح المجتمعات في كثير من القضايا ، هذا مستحيل مع النصوص الثابتة.

3- فهم المتدينين لنصوصهم يختلف بشكل هائل و بعدد كبير ؟؟ مما يجعلها مبهمة و غير مفهومة على عكس الدساتير و القوانين الوضعية التي تميل للوضوح ، و التي حتى إن بدت مبهمة أو منقوصة في التعامل مع بعض الحالات فإنه يمكن تعديلها أو إلغاؤها. و في حالة الشريعة الإسلامية فهي ضائعة كما نرى بين مشايخ الجزيرة العربية و مشايخ الازهر و مشايخ العراق و إيران و غيرهم ... حيث أن في كل بلد مرجعيات دينية و دور إفتاء و تختلف اختلافات جذرية بعضها في معظم القضايا و اكثر درجات الخلاف تجدها في التشريعات التي تهم الناس أو تتعلق بشؤونهم الحياتية .

4- لا تنفع الحدود الشرعية في حل المشاكل الاجتماعية بمعزل عن البيئة ، فلا يمكن محاربة السرقة بقطع اليد إذا كان الوضع الاقتصادي صعبا جدا بحيث يضطر الناس للسرقة و في التاريخ الإسلامي نفسه يروى ان عمر ابن الخطاب عطل تطبيق الحدود في سنوات المجاعة و القحط ، حد الزنا ايضا لن يمنع اثنين من ممارسته ، و قد خلقت ظواهر تحمي شكلا من اشكال الدعارة المقنعة بستار ديني مثل زواج المتعة و زواج المسيار و الزواج العرفي ، هذه الزيجات التي لا تختلف عن الزنا بأي شيء و لا تشبه الزواج بأي شيء .

5- لا تحترم الشرائع الدينية المخالفين لها فهي شرائع شمولية و لكنها ليست شاملة .... فأهل الكتاب لهم وضع خاص يضع في خانة مواطنة مختلفة ، و لا أعرف ماذا سيكون وضع الملحدين مثلي في دولة الشريعة ؟؟ هل سنقتل استنادا لبعض الفتاوي الإرهابية التي أصدرها بعض مشايخ العهر ؟؟ ما دامت المجاهرة بالإلحاد جريمة عند بعض من هذه الشرائع فهذه بحد ذاتها مصيبة.

6- لا تكفل الشرائع الدينية الكثير من الحريات الفردية و منها الحريات السياسية و الايديولوجية و الجنسية و حتى في البحث العلمي. قتل الحرية الفردية هو قتل للإبداع لان الطفرات الإبداعية دائما تنطلق من افراد خرجوا عن المالوف .....

فنرى رفض الداورينية مثلا لأنها تخالف قصص و خرافات واردة في النصوص الدينية دون ادنى مواجهة علمية معها و دون أي اعتبار للأدلة الساحقة المتراكمة التي تثبت صحتها.
نرى التعامل مع اللوطيين باعتبارهم افة على المجتمع ، في حين أنهم و في معظم الحالات من إنتاج الطبيعة و لا ذنب لهم في اختيار ميولهم الجنسية.
نرى ايضا الاجندة السياسية فنقرأ عن تشريعات تتعلق بطاعة ولي الامر من وعاظ السلاطين تبرر مواجهة المعارضة ، و تشريعات معاكسة من مريدي السلطة تبرر ايضا محاربة المخالفين سياسيا !!! راينا في افغانستان كيف تقاتل عدة تيارات إسلامية تنطلق من نفس النصوص مع بعضها البعض ...