الزميل علي نور الله .
لست معنيا بشكل خاص بالحوارات الدينية ، رغم هذا فلا مانع من بعض الإيضاحات ، بخصوص ردك على مداخلتي .
1- ثق أني لا أضع نقطة في مداخلة لي بلا سند متين حتى لو بدت مجرد قول مرسل ، أعتمد في ذلك على ذاكرة قلما تخونني ، وإخلاص للحقيقة مقيم ، قولي أن النبي محمد طالبنا بالنقل عن بني إسرائيل جاء في " سنن الترمذي " ،و هو مرجع معتمد عند السنة ، و عذرك في الجهل به هو أنكم - كشيعة - لا تعتمدون سنن الترمذي كغيره من كتب الحديث ، لهذا فالتصرف السليم ليس أن تنكر ما قلته بل أن تطالبني بمرجعي في ذلك ،ولو فعلت لقلت لك .. هذا الطلب ورد في سنن الترمذي " منقول " .
" حدثنا ‏ ‏محمد بن يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن يوسف ‏ ‏عن ‏ ‏ابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ‏ ‏عن ‏ ‏حسان بن عطية ‏ ‏عن ‏ ‏أبي كبشة السلولي ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏قال ‏
‏( قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏ولا حرج ومن كذب علي متعمدا ‏ ‏فليتبوأ ‏ ‏مقعده من النار ) .‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عاصم ‏ ‏عن ‏ ‏الأوزاعي ‏ ‏عن ‏ ‏حسان بن عطية ‏ ‏عن ‏ ‏أبي كبشة السلولي ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نحوه ‏ ‏وهذا ‏ ‏حديث صحيح ‏ . ( انتهى)
المرجع : تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي .

2- هناك بعض المفاهيم لديك تحتاج إلى مراجعة من وجهة نظري ، فهناك خلط بين الحقائق المادية و الأفكار ، الهواء و الماء و أشعة الشمس و غيرها لها وجود مادي خارج الذات الواعية ، و ندركها خلال الحواس ، أما الإله ففكرة أو نظرية يحاولون بها تفسير الكون ، و أي نظرية في حاجة لإثبات و تخضع للنقد ،و ستلاحظ أني أميز بين " الإله" على إطلاقه و " الله" رب المسلمين تحديدا ، فحتى الإعتقاد بوجود إله لا يعني أبدآ أن هذا الإله هو الله رب المسلمين ، فتلك قضية أخرى .
3- أنت بالقطع لا تعرف رؤيتنا للتطور ، فالكائنات الحية لم ترتقي بالصدفة العمياء ، فهذا قول لا يقول به سوى الأصوليون عندما يشرحون لتلاميذهم نظرية التطور بهدف تسخيفها ، و سأوضح لك فكرة التطور ببساطة كالآتي .
أعظم التحديات التي واجهت الذكاء الإنساني عبر القرون ، هي شرح التعقيدات الكبرى في الكون ،و لا إحتمالية الصدفة في تكوين هذا التعقيد .
الإغراء الطبيعي بأن نفترض أن كل ما يبدوا أنه مصمم هو مصمم بالفعل ، كما نفترض أن صانع الساعات مهندسا دقيقا نمد الخط على استقامته إلى صناعة العين و الجناح و العقل .
فرضية المصمم تثير تلقائيا سؤالآ عن مصدر المصمم ، ولا إحتمالية الصدفة في تكوين العالم ، تثير لا إحتمالية أكبر في صناعة المصمم ، و بالتالي فتصور رافعة تطورية من أسفل لأعلى ،من البسيط إلى المعقد ، هو الحل المنطقي بديلآ عن خطاف سماوي يفترض مصمم بالغ التعقيد .
الرافعة الأبدع و الأروع هي رافعة الإنتخاب الطبيعي لداروين ، فبهذه الآلية يمكن تفسير التنوع المدهش للأحياء ،و أيضا تطور الكائنات الحية من أشكال أكثر بساطة ، أما فكرة التصميم و الخلق مرة واحدة فمجرد وهم .
لا توجد رافعة لها نفس المصداقية في عالم الفيزياء ، و هناك نظريات تفسيرية مثل الأكوان المتعددة ،و لكنها لا تمتلك نفس القدرة التفسيرية لداروين ، و لكن هناك المبدأ الأنثروبي الذي يمدنا باحتمالية معقولة لبدأ الحياة .
لا يوجد في الفيزياء رافعة تناظر الداروينية ،و لكن النظريات القائمة حاليا مدعمة بالمبدأ الأنثروبي ، مازالت أفضل من قبول فكرة التصميم الذكي المتناقض ذاتيا .
مازلت آمل ان تتطلع على الرابطة التي وضعتها للشريط الذي طرحته عن " المشكلة مع الله."
4- اضغط هنا" المشكلة مع الله"
فقط لتعرف أن القضية ليست بتلك البساطة التي يتوهمها المشايخ و الملالي السطحيون و لكن واسعو النفوذ على عقول المسلمين .