{myadvertisements[zone_1]}
إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟
الراعي غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 637
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #29
إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟
من هو كاتب هذا الكتاب المزيف ؟
أين ومتى كتب ؟


الأخوة الأفاضل الغزالي والبابلي
تحية وسلام

كنت قد سئمت من الحوار في هذا النادي لدخول الكثيرين الذين لا علم لهم بشيء ويقحمون أنفسهم فيما ليس لهم به من علم أو دراية ويجادلون فقط للجدال ، ولكن شدني حواركما في موضوع هذا الكتاب المزيف وأود أن أضيف لما سبق آخر الأبحاث التي قدمها علماء عن شخصية كاتب إنجيل برنابا المزيف وهي كالآتي :

درس العلماء ، علماء الآثار وعلماء الكتاب المقدس ، المخطوطة الإيطالية لهذا الكتاب المزيف ، وبعد البحث والدراسة اتضح لهم أنها لا يمكن أن ترجع لما قبل نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر بأية حال من الأحوال . فنوع الورق إيطالي مميز ، والحبر المستخدم لم يُعرف قبل النصف الثاني من القرن السادس عشر ، ونوع الخط المستخدم ، وهو إيطالي ، لا يرجع لأبعد من القرن السادس عشر ، كما أن أسلوبه إنشائي ولا يتفق مع أسلوب السيد المسيح السامي في البساطة ، ولغته هي الإيطالية ، لغة أهل توسكانيا مع تعابير من لغة فينسيا ، وهذه اللغة وهذا الأسلوب لم يستخدما ولم يشيعا في الكتابة قبل استخدام الشاعر الإيطالي " دانتي ألريجييري المتوفى سنة 1321م ، علما بأن الأناجيل القانونية (الصحيحة) كتبت باليونانية والآرامية ، والكتابات الابوكريفية كتبت باليونانية والآرامية واللاتينية والسريانية والقبطية ، وهي اللغات التي كانت سائدة في القرون الأربعة الأولى للميلاد ، ولم يكن للإيطالية أي وجود قبل بداية القرن الرابع عشر الميلادي .
وهناك ملحوظة هامة وهي : أن كاتب النص الأصلي الإيطالي أستخدم كلمة ديناريوس Denarius(1)الأسبانية في قوله " لأن من يأخذ بالصرافة قطعة ذهب (golen denarius) يجب أن يكون معه ستون فلساً " (ف22:54) . وهذا يدل على البيئة الأسبانية والأصل الأسباني لهذا الكتاب !!
أما النص الأسباني فمن الواضح أنه لا يرجع لما قبل القرن السادس عشر وهو أقرب تاريخ للنص الإيطالي ويرى أغلب الدارسين أنه مكتوب في نفس وقت وزمن النص الإيطالي ، وقد خرج كلاهما من بين جماعات المورسكوس وأن كاتبه كان يعرف الإيطالية جيدا ويبدو أنه عاش لفترة راهباً بعد تحوله إلى المسيحية وهذا يفسر لنا الأفكار والأحاديث النسكية الرهبانية الكثيرة في هذا الكتاب . ويذكر لنا تاريخ المورسكوس أن الكثيرين منهم ، خاصة الذين اعتنقوا المسيحية برغبتهم ، بعد سقوط الأندلس وقبل سقوط غرناطة ، دخلوا الأديرة وصاروا رهبانا ونساكاً واختير منهم عددا من الكهنة والكرادلة . وربما يكون من دعي بفرا مارينو أحد هؤلاء وارتد عن المسيحية وعاش في إيطاليا ، أن كان له وجود أصلاً .
فمن هو كاتب هذا الكتاب المزيف ؟
يرى النقاد والدارسون الذين درسوا هذا الكتاب المزيف والمدعو زورا بإنجيل برنابا أن الكاتب هو أحد الفئات الثلاث الآتية :
أولاً : جماعة المورسكوس الأندلسيين :
يرى أكثر الدارسين حالياً ، خاصة المتخصصين في الدراسات الأندلسية الخاصة بالمورسكوس Moriscos(2)أو المورسكيين ، بعد تقديم الكثير من الأدلة والبراهين التي تثبت أن كاتب هذا الكتاب المزيف ، سواء بنصه الإيطالي أو الأسباني ، هو أحد المسلمين الأندلسيين ، العرب المتنصرين - المورسكوس ، الذين أجبروا على الارتداد عن الإسلام والدخول في المسيحية بعد سقوط غرناطة سنة 1492م وانتهاء الحكم الإسلامي في الأندلس نهائياً . وقد كتبه في نهاية القرن السادس عشر أو بداية القرن السابع عشر . ويقف على رأس هؤلاء الدارسين :
البروفيسور مايكل دي إبالزا de Epalza, Prof.ولويس برنابي L.Bernabé, ود. جيرارد ويجرز Dr. Gerard Wiegers وجارسيا جوميهE.Garcia Gomez وفان كونينجزفيلد P.S.van Koningsveld وجان سلوب J.Slomp ود. سوكس D.Sox, و Christine Schirrmacher 00الخ(3)
ويرى هؤلاء أن البيئة الأندلسية التي عاش فيها هؤلاء المورسكوس هي الوسط الذي كُتب فيه هذا الكتاب المزيف . ومن أهم الأدلة على ذلك :
(1) وجدت إشارة في مخطوطة كتبها أحد هؤلاء المورسكوس ويدعى إبراهيم الطيبيلي أو الطيب على Al - Taybili ، في تونس ، وهو أندلسي المولد من توليدو بأسبانيا وله اسم أسباني هو جوان بريه Juan Perez . وترجع لحوالي سنة 1634م ، تتكلم عن إنجيل برنابا الذي يبشر بمجيء محمد . وهي محفوظة الآن بمكتبة مدريد بأسبانيا تحت رقم (BNM MS 9653) وكان قد أكتشفها لويس كارديلاك Louis Cardaillac .
وقد كان إبراهيم الطيبيلي هذا ، والذي كتب عدداً من الأعمال الإسلامية التي ظهرت في أرجوان هو أول من أشار إلى إنجيل برنابا وشاركه في ذلك محمد روبيو Muhammad Rubio ، إلى جانب مصطفي العرندي .
(2) وفي مقالة بعنوان " أصل أسباني " كتب كل من جارسيا جوميه ودي إبالزا يقولان ؛ وكان هؤلاء المورسكوس قد برعوا في القرن السادس عشر في المزيفات الإسلامية - المسيحية ، والمسماة (Jofores) أي النبوات والتي نسبوها لمسلمين قدماء وبعض قدماء المسيحيين ، وهي تتنبأ عن عودة المسلمين ثانية إلى الأندلس وإعادة غزوها من جديد . وقد جاء إنجيل برنابا كجزء من هذه المزيفات التي تحتوي على ثقافة مزدوجة (إسلامية - مسيحية) لإدخالها في المجتمع الأسباني .
(3) كما قدم دي إبالزا الكثير من الأدلة التي تبرهن على أن المكان الذي وجد فيه وخرج منه إنجيل برنابا المزيف هو بين جماعة المورسكوس في أسبانيا وفي الأغلب في غرناطة حيث كتبت هناك كل من النسختين الإيطالية والأسبانية . كما يذكر دي إبالزا أيضا أسماء العديد من العلماء والرحالة والديبلوماسيين الذين كانوا وسيلة لنقل كل من النسختين الأسبانية والإيطالية إلى إنجلترا وNetherlands .
(4) ويجب أن لا يغيب عن بالنا شخصية مصطفى العرندي أحد هؤلاء المورسكوس والذي كان له دور هام في خروج وظهور هذا الكتاب المزيف ، فهو الذي زعم في مقدمة المخطوطة الأسبانية أنه الذي قام بترجمتها في استانبول من الإيطالية إلى الأسبانية ، ومن الواضح أنه يتميز بمعرفة جيدة للثقافتين الأسبانية والإيطالية فضلا عن الإسلامية وروايته لرواية الراهب المزعومة ودورة في كتابة هذا الكتاب المزيف وتأليفه .
(5) ويذكر دي إبالزا ظهور الكثير من الكتب المسيحية المزيفة في غرناطة في تلك الفترة والتي سميت برسائل القديس يعقوب ، وأعمال سيدنا يسوع والعذراء مريم ، وكتاب حقيقة الإنجيل برواية العذراء مريم عن القديس يعقوب ، وفيه تجيب عن أسئلة تلاميذ المسيح . وكانت هذه النصوص المزعومة تعد لظهور هذا الإنجيل المزعوم الذي وصفوه بالإنجيل الحقيقي الذي سينطلق من أسبانيا . وقد انتقلت هذه المزيفات إلى شمال أفريقيا بواسطة أندلسي من غرناطة ، كان يعرف العربية والأسبانية وله علاقات مع الأندلسيين في المنفي بالمغرب ومصر وتونس واستنبول ، اسمه أحمد الهاجري .
(6) وقد برهن البروفيسور دي إبالزا ، سنة 1987م في دراستين إحداهما بالأسبانية والأخرى بالألمانية عن المورسكوس ، من خلال تحليله لقصيدة إسلامية هامة لإبراهيم الطيبيلي أشار فيها إلى محمد رسول الإسلام كالمسيا ، وأيضا في بحث مكون من 834 صفحة في خمسة أجزاء قدُم إلى جامعة Alicant سنة 1992م ، على أن مصدر إنجيل برنابا هو جماعة المورسكوس وأنه كتب بواسطتهم وخرج من عندهم ولا يوجد له أي مصدر مسيحي .
ويتفق مع دي إبالزا على أن كل الأفكار اليهودية والمسيحية الموجودة في هذا الكتاب المزيف ترجع لتراث يهودي مسيحي إسلامي مشترك في أسبانيا .
(7) ويذكر لويس برنابي أن كاتب الإسلاميات الهولندي إدريان ريلاندAdriaan Reeland كان قد سمع سنة 1705م عن تأليف إنجيل جديد في مخطوطة عربية أسبانية .
المورسكوس ولقب المسيا :ثم يقول برنابي لماذا أختار الكاتب المزيف لقب المسيا لمحمد ونزعه من يسوع ؟ ويجيب لأن لقب المسيا كان يقدم لهؤلاء المورسكوس عند تعليمهم العقيدة المسيحية باعتباره ، كما جاء في نبوات العهد القديم ، اللقب الذي يتعلق به كل ما يختص بالمسيح كالفادي والمخلص ومشتهى كل الأمم والإعلان النهائي وختام النبوات الذي تمت فيه جميع النبوات . وهذا ما لم يقبله هؤلاء المورسكوس مثل الطيبيلى !! ومن ثم انتزعوا اللقب من المسيح وأعطوه لمحمد لأن محمد في الإسلام هو خاتم الأنبياء الذي جاء للعالمين ، أما المسيح ، من وجهة نظرهم ، فقد جاء لليهود فقط ، لذا فمحمد يستحق اللقب أكثر من يسوع من وجهة نظر بعض هؤلاء المورسكوس !!
ويتساءل د . جيرارد ويجرز Dr. Gerard Wiegers عن وضع لقب المسيا لمحمد وليس ليسوع وأن كان هنالك أي أثار على ذلك عند المورسكوس ؟ ويجيب متفقاً مع كل من دي إبالزا ولويس برنابي ، كانت فكرة نسب لقب المسيا لمحمد كامنة عند جماعة صغيرة من المورسكوس في بداية القرن السابع عشر . وقد وجد الدارسون لفترة وكتابات المورسكوس ذلك في المخطوطة " BNM MS 9655 " والمحفوظة بمكتبة مدريد . هذه المخطوطة والمعروفة برقم " 9655 " كتبها ، هي وعدة كتابات أخرى ، شخص يدعى جوان ألونسو Juan Alonso من أراجون بأسبانيا فيما بين سنة 160-1612م ضد اليهودية والمسيحية في هجومه على عقائد الكنيسة الكاثوليكية الرومانية . وكانت هذه الكتابات بين أيدي بعض المورسكوس . وكان جوان هذا مسيحيا ودارسا للاهوت ثم ترك المسيحية وارتد إلى الإسلام .
وقد كتبت هذه المخطوطة بالأسبانية وكتب على هوامشها تعليقات بالغة العربية بالخط العربي المغربي . وعند دراستها وجد الدارسون (وعلى رأسهم د . جيرارد ويجرز ودي إبالزا ولويس برنابي) عدد من النصوص المتماثلة بشكل ملحوظ بينها وبين إنجيل برنابا المزيف ، ومن أهم هذه النصوص والأفكار المتماثلة :
(1) إعطاء لقب " المسيا " لمحمد ونزعه من يسوع ، فقد زعم كاتب المخطوطة أن يسوع هو " مسيا الإنجيل – Evangelico mesias " الذي كانت رسالته لليهود فقط ! وأن محمد هو " المسيا العام – mesias general " الذي جاء للعالم كله ! وهذا ما قاله كاتب هذا الكتاب المزيف بالتفصيل في (ف16:82) ووضعه على لسان المسيح نفسه في حواره مع المرأة السامرية " أجاب يسوع : " حقا أني أُرسلت إلى بني إسرائيل نبي خلاص ، ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خُلق كل العالم " .
(2) حديث هذه المخطوطة المتكرر عن فساد وتحريف كل من العهد القديم والعهد الجديد !! هذا الموضوع الذي كرره إنجيل برنابا كثيراً .
(3) قام كاتب المخطوطة بعمل مقارنة بين شعائر الديانات التوحيدية الثلاث مثل الصلاة والوضوء (الاغتسال) والصوم 00الخ ثم يقول أن من أهم علامات فساد الكنيسة هو معاقبتها للذين يختنون أولادهم مثل المورسكوس والمارانوس (Marranos – اليهود المتحولين إلى المسيحية مثل المورسكوس) والذين كانوا يمارسونها سراً . ويمثل موضوع الختان هذا قضية كبرى في هذا الكتاب المزيف
قول في مقدمة إنجيله المزيف " أيها الأعزاء أن الله العظيم العجيب قد افتدانا هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي أتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى مبشرين بتعليم شديد الكفر داعين المسيح ابن الله ورافضين الختان الذي أمر الله به دائما " . وفي (ف23) يذكر رواية خرافية طويلة عن أصل الختان .
(4) كما تتحدث المخطوطة عن الشعائر الإسلامية بتعبيرات مسيحية ! وعلى سبيل المثال يدعو الكاتب قراءة الفاتحة بالصلاة الربانية !! وهذا ما يفعله كاتب هذا الكتاب المزيف دائماً . ويقول جان سلوب Jan Slomp " وقد رأيت بنفسي استخدام كاتب المخطوطة لكلمة " سينوفيجا – Cenophega " لعيد المظال " وهذا ما فعلة كاتب إنجيل برنابا المزيف في (ف30) .
(5) كما لاحظ الدارسون أخطاء ألونسو في وصفه للأفكار الإسلامية والمسيحية أيضا . وهذا ما يتكرر كثيرا في إنجيل برنابا المزيف .
أخيراً يقول ويجرز أن هذه المتماثلات بين المخطوطة (BNM MS no 9655) وإنجيل برنابا المزيف لا يمكن أن تكون مجرد مصادفة بحتة ، لكنها توضح تأثير المخطوطة على الكتاب المزيف لأنها الأقدم ولا يمكن أن يكون العكس لسبب بسيط هو أن المخطوطة يذكر بها عبارة " يسوع ملك دمشق " وليس " يسوع ملك اليهود " كما في هذا الكتاب المزيف ، وقت الصلب ، ومن ثم فقد صحح كاتب الكتاب ما جاء في المخطوطة .
ويقول برنابي أن المزيفون خططوا لنشر هذا الكتاب في أسبانيا ولكن ذلك لم يتحقق لأن الحكومة الأسبانية قامت بإجلائهم فيما بين سنة 1609 و1614م وذهبوا حاملين هذا الكتاب إلى شمال أفريقيا ومنها إلى تونس وتركيا .
ثم يتساءل مع دي إبالزا لماذا اختاروا البابا سكتس الخامس بالذات ليزعموا أن الكتاب خرج من المكتبة البابوية في عهده ؟ ويجيبان: هذه حيلة أدبية للخداع وخلط الأكاذيب بالحقيقة ، فهذا البابا هو الذي أعطى الأذن للتحقيق في أصل المكتشفات لتي اكتشفت في غرناطة سنة 1588و1595م ، ولأن هؤلاء المورسكوس أرادوا أن يعطوا للنسخة الإيطالية مصداقية لذا زعموا قصة سرقة الراهب لها من مكتبة هذا البابا !!
ويتساءلان أيضا لماذا اختاروا اسم فرا مارينو ؟ ويجيب لويس برنابي أن اسم فرا مارينو هو نموذج لعالم الشرقيات الراهب العظيم فراي ماركو مارينيFray Marko Marini (1542-1594م) الذي كان في خدمة البابا سكتس الخامس والذي أعاد كتابة تاريخ الكنيسة بإيجاد مخطوطات قديمة جداً ، ومن ثم وضعوا اسم فرا مارينو كنموذج له وجعلوه في موضع الذي أعاد اكتشاف الإنجيل !!
ثانياً : أحد المسيحيين الذين ارتدوا عن المسيحية :
ويرى البعض ، خاصة من الذين درسوا الكتاب في النصف الأول من القرن العشرين وما قبل ذلك وقبل ظهور الدراسات الخاصة بالمورسكوس والوثائق الأندلسية مثل لونسدال ولورا راج مترجما الكتاب من الإيطالية إلى الإنجليزية الذين قالا " يمكننا الجزم بأن كتاب برنابا الإيطالي إنما هو كتاب إنشائي وسواء قام به كاهن أو علماني أو راهب أو أحد العامة ، فهو بقلم رجل له إلمام عجيب بالكتاب المقدس اللاتيني ، يقرب من إلمام دانتي وأنه نظير دانتي متضلع في المزامير ، وهو من صنع رجل معرفته للأسفار المسيحية تفوق كثيراً اطلاعه على الكتب الإسلامية فيرجح إذاً أنه مرتد عن النصرانية " .
كما يقول وليم تمبل جاردنر فيقول في كتابة الذي كتبه بعد صدور الترجمتين الإنجليزية والعربية مباشرة " إن الكاتب كان واسع الإطلاع على تعاليم الديانة المسيحية ، وعلي الإنجيل الصحيح ، قد حذا في أوائل فصوله حذو البشيرين متى ولوقا ولكنه يدل على أنه لم يكن مسلماً في الأصل ، وأن معرفته بالديانة الإسلامية كانت حاصل ما سمعه من أقوال الشراح والمفسرين وما علمه من الأحاديث والتقاليد ، مما يدل على أن الكاتب نصراني من العصور الوسطى ، أسلم وأخذ قدح في النصرانية وينصر الإسلام "(4).
ويقول الأب الحداد أيضا ، في بداية الخمسينات " فإنجيل برنابا في تفكيره وتعبيره ، ومواضيعه وأسلوبه ، الذي يذخر بالرواسب المسيحية والمقالات الإسلامية يدل على أن واضعه مسيحي أسلم . فمن هو يا ترى ؟ لاشك عندي أن واضع إنجيل برنابا هو الراهب الإيطالي الأخ مارينو المسلم الذي تذكره مقدمة الترجمة الأسبانية التي قام بها مصطفي العرندي الأندلسي كما نقلتها الترجمة الإنجليزية وعربها صاحب الترجمة العربية 000 إن الأخ مارينو الراهب الذي أسلم هو واضع إنجيل برنابا المنحول بمساعدة مصطفي العرندي الأندلسي مترجمه
إلى الأسبانية ، لا مكتشفه في مكتبة البابا في أواخر القرن السادس عشر ، وقصته الملفقة تدل عليه "(5).
ثالثاً : يهودي ترك اليهودية إلى المسيحية ثم أعتنق الإسلام :
وهذا الرأي قال به بعض الكتاب العرب سواء المسيحيين منهم أو المسلمين مثل الدكتور خليل سعادة المسيحي اللبناني مترجم الكتاب من الإنجليزية إلى العربية الذي قال " الذي أذهب إليه أن الكاتب يهودي أندلسي اعتنق الدين الإسلامي بعد تنصره واطلاعه على أناجيل النصارى ، وعندي أن هذا الحل هو أقرب إلى الصواب من غيره ، لأنك إذا أعملت النظر في هذا الإنجيل وجدت لكاتبه إلماماً عجيباً بأسفار العهد القديم لا تكاد تجد له مثيلاً بين طوائف النصارى 000 ومما يؤيد هذا المذهب ما ورد في هذا الإنجيل عن وجوب الختان والكلام الجارح الذي جاء فيه من أن الكلاب أفضل من الغلف ، فإن مثل هذا القول لا يصدر من نصراني الأصل 000 ومما يقرر هذا الرأي أن هذا الإنجيل يتضمن كثيراً من التقاليد التلمودية التي يتعذر على غير يهودي معرفتها وفيه أيضاً شئ من معاني الأحاديث والأقاصيص الإسلامية الشائعة على ألسنة العامة 000 فالرأي الذي أذهب إليه أن الكاتب الأصلي يهودي أندلسي اعتنق الإسلام " .
وقال بذلك أيضا كل من الأستاذ عوض سمعان والقس صفاء داود(6) استنادا إلى إشارة الكتاب لبعض الأمور التي لا يعرفها غير اليهودي مثل إشارته إلى قصة سوسنة والشيخين (ف50: 25) ، وإسناد قبض الأرواح إلى ملاك يُدعى روفائيل (ف25: 4-5) وتركيزه على أهمية الختان ، وقوله الجارح أن الكلب أفضل من رجل غير مختون (ف22: 2) ، وزعمه أن غير المختون محروم من دخول الفردوس (ف23: 17) ، وقد كتبه للانتقام من المسيحيين لاضطهادهم الشديد لليهود قبل فتح العرب للأندلس .
كما قال بذلك أيضا الكاتب السوري يحيى الهاشمي في جريدة تحالف العالم الإسلامي والذي يرى أن الكاتب يهودي أراد أن يخلق عداوة بين المسيحيين والمسلمين .
وقال بذلك أيضاً الأستاذ أحمد جبريل " والحقيقة المؤكدة من خلال تلك الأخطاء الفادحة أن كاتب إنجيل برنابا 000 يهودي أعتنق الإسلام ودرس ما يتصل به من قرآن ولغة وأحاديث نبوية وقدسية وعلوم وفلسفة . ثم ألف هذا الإنجيل ونسبه إلى برنابا "(7).
ولكن يقول دي إبالزا على أن كل الأفكار اليهودية والمسيحية الموجودة في هذا الكتاب المزيف ترجع لتراث يهودي مسيحي إسلامي مشترك في أسبانيا .

------------------
الهوامش :
(1) John Gilchrist, Origin and sources of the gospel of Barnabas .ch.6.4.
(2) كلمة مورسكوس Moriscos من كلمة Moors الأسبانية وتعني المسلمين الذين بقوا في أسبانيا بعد سقوط الأندلس وقد ظلوا يتمتعون بكامل حريتهم الدينية حتى سقوط غرناطة سنة 1492م . وبعد ذلك ولأسباب كثيرة على رأسها خوف الملك والملكة من خطر تعاونهم مع الدول الإسلامية لعودة الحكم الأندلسي مرة ثانية ، كما خشيا أيضا من خطر تحالفهم مع أمراء الغال بفرنسا الذين كانت لهم أطماع في أسبانيا ، وذلك إلى جانب ضغط الكثيرين من رجال الكنيسة ، تنصر جميع المسلمين الذين بقوا في غرناطة وبقية أسبانيا إجباريا , ومع ذلك فأن الكثيرين منهم بقوا مسلمين في روحهم وسريرتهم . وقد دعوا منذ ذلك التاريخ (1492م) بالموريسكوس (المورسكيين) أي العرب المتنصرين . ونتيجة لاحتفاظهم بالروح الإسلامية وممارسة بعضهم للشعائر الإسلامية سراً فقد طاردتهم محاكم التفتيش الأسبانية وعاملتهم معاملة قاسية جداً ولم تفرق في ذلك بين أحد منهم ، سواء الذين عاشوا المسيحية التي تحولوا إليها مثل بقية المسيحيين الآخرين أو الذين كانوا يحتفظون بمظهرهم العربي والإسلامي وكانوا يمارسون شعائرهم الأصلية سراً . (أنظر محمد عبد الله عنان " دولة الإسلام في الأندلس ج 7 : الكتاب الثاني نهاية دولة الإسلام في الأندلس ، والكتاب الثالث مراحل الاضطهاد والتنصير من ص 188- 376 " ).
(3) See The Gospel of Barnabas in the Recent Research /BARNABAS/barnarom.htm
(4) وليم تمبل جاردنر " إنجيل برنابا " ص 58و59 .
(5) الأب الحداد " إنجيل برنابا شهادة زور على القرآن " ص 41-42.
(6) عوض سمعان " إنجيل برنابا إنجيل مزيف " ص 148 ؛ والقس صفاء داود " إنجيل برنابا المزور " ص 14 .
(7) جريدة المساء الصادرة في 19/1/1970 الصفحة الأخيرة .

مع محبتي وتحياتي

الراعي / عمانوئيل
03-13-2005, 02:48 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
إنجيل برنابا هل هو إنجيل صحيح ؟ - بواسطة الراعي - 03-13-2005, 02:48 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  صحيح البخاري كان رداً على الأحناف فارس اللواء 0 405 12-06-2013, 08:02 PM
آخر رد: فارس اللواء
  حديث صوم يوم عاشوراء في صحيح البخاري فارس اللواء 8 2,618 05-08-2012, 02:44 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  لغز إنجيل برنابا مؤمن مصلح 5 1,860 06-11-2011, 10:43 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  هل إنجيل لوقا كتاب الله كما يدعى المسيحيون ؟ الزعيم رقم صفر 173 38,905 10-24-2010, 10:07 PM
آخر رد: طالب علم عفا الله عنه
  (الأصح ليس رحمة للعالمين ) المفهوم عندهم غير صحيح مؤمن مصلح 4 1,411 04-23-2010, 11:22 PM
آخر رد: مؤمن مصلح

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS