(04-25-2010, 03:46 PM)مواطن مصرى كتب: (04-25-2010, 12:12 PM)طريف سردست كتب: الغضب للاهانة بذاته إعتراف بوقوع الاهانة مما يعني عدم ايماننا وعدم قناعتنا ان الرسول سامي بديهيا، وبالتالي ليس محسوما في وعينا انه " إذا جاءت مذمته من ناقص فهي دليل له على الكمال". وهذا الغضب من الاتباع، القائم على مشاعر ردود الفعل الانعكاسية الدنيا، هو الذي يشكل الاهانة الحقيقية ويحقق وقوع فعل الاستهزاء، ويصغر الرسول والاسلام على السواء.
عدم القدرة على فهم واستيعاب هذه النقطة نتيجة طبيعية لسيادة فكر النسخ والتلقين والشكلية وليس التمحيص والجرأة على رؤية الابعاد والجوهر القائم على المنطق الانساني خارج رغبة الانجرار نحو الكسب السريع والتجارة بالدين على مبدا " الجمهور عايز كدة".
اعتقد ان قانون كل الدول يعاقب على فعل السب .. وكما تفضل احد الزملاء فى مداخلته بإيضاح ان الفكر الاسلامى يقدس الشخصيات اكثر من الفكر الغربى وهذا احد نقاط الصدام بين الفكر العربى والاسلامى وبين الفكر الغربى والتى لن يحدث اتفاق فيها.
وقد تفضلت انت بذكر مثال البغدادى صاحب السيارة وكيفية رد البائع عليه ، ولكننا فى الشرق لن نقبلها ولن نقولها.
وفى النهاية بين هذا وذاك الفكران ، ايهما اكثر جدوى اخلاقيا اهانة الرموز الدينية بدون فائدة مرجوة أو رخص الروابط الاسرية والشرف وأيضا بدون فائدة تجدى.
وهل يجوز تطبيق هذا المبدأ على الافراد ، تخيل انك تخرج من بيتك وتشاهد جارك قد علق على باب منزله صورتك على شكل خنزير مثلا وتشكو فيقال لك هذا حرية فكر وابداع ويكون المطلوب من ابناءك اقناع جارك واولاده بأن اباهم ليس خنزير حتى يرفعوا تلك الصورة التى وضعوها.
طبيعة الاسلام تعتمد على المواجهة بعكس الاديان الاخرى ولذلك ترى ان الفكر الاسلامى ومن آيات القرآن ما يحث على ذلك ولكن بسبب فرقة المسلمين وشيوع تيارات فكرية مختلفة وشعوب المسلمين فى اتجاه مخالف لحكوماتهم فقد كان الرد بالصورة التى حدثت.
لاادري لماذا هناك خلل بنيوي في النقاش معك.. الموضوع لم يتكلم عن صراع فكري مع الغرب، وانما مع المنطق الفلسفي العقلي.
والامثلة التي اوردتها ليست من اجل ان تقبل او لاتقبل، وانما لاظهار ان الاختلافات الثقافية بين الشعوب، واختلاف نظرتهم للامور، بغض النظر عما إذا كانت تروق لك من عدمه، ليس فقط مع " الغرب" وانما جميع الشعوب على الاطلاق، بما فيه بين الشعوب العربية.. ويبدو انك لم تلاحظ اني اوردت مثال عن الاختلاف الثقافي بين منطقتين من العراق نفسه.
ولذلك فإني استغرب اصرارك على تحويل الموضوع الى مقارنة بين الاخلاق الغربية والاخلاق الشرقية، من حيث ان الموضوع لاعلاقة له بذلك. ولاادري لماذا يصعب عليك استيعاب ذلك.
ثم تتفضل وتتساءل فيما إذا كان يمكن تطبيق ذلك على الافراد، بين الجيران مثلا، الامر الذي يدلل من جديد على عدم استيعابك للموضوع جملة وتفصيلا.
ان المقارنة المعنية فقط بين اختلافات تصل الى حد البديهية عند العموم. مثلا، لو جاء طفل في الرابعة من عمره وقال لجاره الكبير انه حمار، فعلى الاغلب لن يعير احد الموضوع اية اهمية بل سيثير الضحك، ولو غضب الجار لكان حمار فعلا، ولكن تصور لو ان نفس الطفل قال نفس الكلمة لرئيس جمهورية عربية، فعلى الاغلب سيوافقه اغلب الشعب. لاحظ ان الاهانة تحدث فقط إذا كان الشخص يستحقها حقا في وعي او اللاوعي المجموعة الاجتماعية المعنية. في موضوعنا الراهن الاصوليين وبعض المسلمين.
من هنا لربما تنتبه الى ان الاهانة حصلت عمليا عندما تقبلها الوعي المُستقبل لتقاربها مع مستوى المعني بها. بذلك تكون اهانة صادرة عن وعي المسلمين، إذ بدونه لن تحصل الاهانة.
مثلا اخر لنفترض اني اتهمت سيبويه بانه شخص غبي في العربية، على الرغم من ان عربيتي لاتتجاوز المتوسط، مثل هذا الاتهام سيبعث على السخرية تجاهي، في حين لن يضر سيبويه. ولكن عندما يتعلق الامر مع محمد فان الامر ليس كلك، بالذات لان اكثر اتباعه حماقة اول من يتخلى عن الايمان بسموه ويصدقوا ان الاستهزاء ممكن الحدوث لعدم رؤيتهم لبديهية سمو محمد عن اتهام ساذج، فيغضبون فيعلم العالم انهم لايؤمنون ويسببون ضحك العالم.
اتمنى لك التوفيق