هناك في النص كلمات وحروف أبدلها النسّاخ أو زادوها أو أخطأوا فيها مثل: "من عدن لطنجة، من طنجة إلى عدن". فنزار لم يكتب بالتأكيد "جنة نظيرة" (بالظاء مكان الضاد) ومن الأكيد بأنه لا يستطيع أن يقول: "لا نخلة ... ولا ناقة" فوضع "الواو" أمام "لا" الثانية (كي تصبح "ولا") هي جريمة بحق كل أذن موسيقية، فما بالك بأذن "نزار قباني": الظاهرة الشعرية المعدومة النظير منذ "المتنبي".

القصيدة التي نقلها كبيرنا "بهجت"إلى هنا بحاجة لمن يعرضها على نص أصلي مكتوب، إذ يشوبها بعض الهنات الموسيقية التي تجعل كل ذوّاقة للشعر ينفر منها. ولكن بعيداً عن هذا، فهذه القصيدة - كما أذكر - أنشدها "نزار" في العراق عندما كان العراق في غمرة حربه مع إيران (أواسط الثمانينات من القرن الماضي). ولقد قيل يومها أن هناك من أوعز للشاعر الكبير أن يغادر البلد فور انتهائه من الإنشاد كي لا يندم على ما قاله.

شكراً "بهجت" ...

واسلموا لي
العلماني